لندن، دمشق - سليم كرم، جورج الشامي
أكد ضابط في القوات الحكومية السورية صدور أمر بالتصدي لمقاتلات الكيان الإسرائيلي، في حين نسبت وسائل إعلام ومواقع إسرائيلية بيانًا إلى "المجلس العسكري الثوري في سورية"، يؤكد فيه أن إسرائيل ضربت مقر مركز الأبحاث الكيميائي، المسؤول عن تصنيع أسلحة غير تقليدية في العاصمة السورية دمشق.
يأتي هذا فيما تدور حرب خاصة في منطقة السفيرة جنوب شرقي حلب، بين قوات المعارضة السورية
والقوات الحكومية، قرب مصنع يُعتقد بأنه أحد منشآت الأسلحة الكيميائية الرئيسية في سورية، من بينها غاز السارين القاتل، حيث تكشف المعركة عن خطورة إمكان سقوط هذه الأسلحة في أيدي مقاتلي تنظيم "القاعدة"، فيما تخضع القاعدة العسكرية لحراسة مشددة على حافة البلدة، ويتزامن ذلك مع نقل الحكومة السورية (سرًا) مخزونها من الأسلحة الكيميائية إلى العديد من المستودعات، في أنحاء متفرقة من البلاد.
وفي بيان مقتضب له، أوردته بعض الصحف العبرية، صباح الاثنين، أوضح المجلس أن "المقاتلات الإسرائيلية قامت، الأحد، بضرب أهداف لم يعلن عنها المجلس، بالإضافة إلى تحليقها فوق القصر الرئاسي السوري، وبعض المواقع الأخرى".
وذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، في تقرير لها نشرته، الاثنين، أن "الطائرات الإسرائيلية نجحت في مهمتها، وقامت أجهزة الدفاع الجوي السورية بالتصدي لها، إلا أنها فشلت في النهاية في إصابة أي من المقاتلات الإسرائيلية، لسبب قدرة الطائرات الإسرائيلية وكفاءة طياريها".
في غضون ذلك، بحث المجلس الإسرائيلي الوزاري المصغر، على مدار 4 ساعات، قضية السلاح الكيميائي في سورية، وذلك للمرة الأولى منذ تشكيل الحكومة الجديدة، حيث نقلت صحيفة "هاأرتس" العبرية، عن مسؤول إسرائيلي، قوله "إن الجلسة تناولت السياسة الإسرائيلية الواجب اتخاذها إزاء المشهد السوري".
يأتي هذا فيما أكد عدد من سكان ريف دمشق لـ "المغرب اليوم" أن "أصواتًا جديدة سمعت، الأحد، لم تسمع من قبل"، فيما أكّد آخرون أنها "أقرب لطيران على مستوى عالٍ جدًا"، بينما قال بعض الناشطون لـ"المغرب اليوم" أن "الدفاع الجوي السوري حاول فعلاً استهداف الطيران المحلق عاليًا، لكن الصواريخ لم تصل وجهتها، وعادت لتسقط على أطراف مدينة دمشق، وتسبب دمارًا في الأبنية، وبعض الجرحى".
من جهته، أكد ضابط في الجيش السوري، رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، لـ"المغرب اليوم" أنه "للمرة الأولى صدر أمر بضرب المقاتلات الإسرائيلية، التي دخلت المجال الجوي السوري، الأحد، ولكن المضادات السورية لم تستطع ضرب الأهداف الإسرائيلية، التي خرجت دون أن تخدش".
ونشرت صحيفة "الديلي تلغراف" البريطانية، تحقيقًا بشأن القتال الدائر في السفيرة، موضحة أن "هذه المعركة ليست مجرد معركة حربية بين طرفي نزاع، وإنما هي حرب من أجل الاستحواذ على ما تحتويه القاعدة العسكرية السورية، التي تخضع لحراسة مشددة".
وأشارت الإدارة الأميركية، خلال الأسبوع الماضي، إلى وجود أدلة عن استخدام غاز السارين في سورية، بكميات صغيرة، أثناء العمليات القتالية، التي تجري الآن في البلاد، وهي خطوة سبق وأن حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما من أنها "خط أحمر، لا ينبغي أن يتخطاه الرئيس السوري بشار الأسد"، إلا أنه وفي الوقت الذي يدرس فيه الغرب الآن ماهية رد الفعل الذي يمكن اتخاذه، تتزايد المخاوف، ليس فقط من مجرد احتمال قيام الأسد باستخدام ترسانته من الأسلحة الكيميائية بكميات أكبر، وإنما من احتمال وقوع هذه الأسلحة في أيدى مقاتلي "جبهة النصرة"، وهي الجماعة التي أعلنت أخيرًا ولاءها لتنظيم "القاعدة"، والتي يرفع مقاتلوا المعارضة، في المعركة الدائرة في محيط منطقة السفيرة، أعلامها، وهي تتصدر الجبهات القتالية كافة في الحرب الأهلية السورية.
وأضافت الصحيفة البريطانية "حال ميل كفة القتال في منطقة السفيرة لصالح (جبهة النصرة)، فإن أسوأ السيناريوهات التي يخشاها الغرب سيتحقق، ألا وهو سقوط أسلحة الدمار الشامل في أيدي تنظيم (القاعدة)، وتتمثل هذه الخطورة في أن عبوة واحدة من غاز السارين يمكن أن تتسبب في مجزرة، تفوق في تأثيرها المواد السامة، مثل (سيانيد) بمقدار يزيد عن 500 مرة، وذلك حال إطلاقها في محطة مترو في لندن أو نيويورك على سبيل المثال، وأن مثل هذه الاحتمالات المروعة باتت الشغل الشاغل للمسؤولين في الغرب، الذين يعكفون الآن على درس الكيفية التي تحول دون استخدام مخزون الأسلحة الكيميائية السورية الهائل، سواءًا كان المستخدم لها هو بشار الأسد ضد شعبه، أو خصومه المتطرفين ضد العالم الخارجي، وأن الخطر لا يكمن فقط في القتال الدائر في منطقة السفيرة، وذلك لما تقوم به القوات الحكومية من نقل وتحريك مخزونها من الأسلحة الكيميائية إلى العديد من المستودعات في أنحاء متفرقة من البلاد، والتي بالكاد تسيطر على أمن الكثير منها، وفي ضوء هذه الأحوال، لا يدري أحد متى وأين يمكن أن تقع مخابئ هذا المخزون من الأسلحة في أيدي فصائل المعارضة المسلحة".
وأكدت الخبيرة في برنامج أسلحة الدمار الشامل السورية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن دينا إصفاندياري أن "الغرب قد يقول الآن أن سورية قد تعدت الخط الأحمر، الأمر الذي يحتم عليه القيام بعمل ما، ولكن السؤال هو ما الذي يمكن للغرب عمله، في ضوء الحجم الضخم لمخزون سورية من الأسلحة الكيميائية، كما أن الأسد نجح إلى حد بعيد في إخفاء تلك الأسلحة في أنحاء البلاد كافة"، مضيفة أن "شن غارات جوية لن يتسم بالفعالية، لأنها ستعمل على إطلاق العناصر الكيميائية في الهواء، كما أنها لا تقوم سوى بإنجاز نصف المهمة، ثم تترك الباقي لأعمال السلب والنهب، وأن الأمر يتطلب أولاً تأمين المواقع، ثم التأكد بعناية مما تحتويه، وهي مهمة في الواقع تتطلب جهودًا خارقة، ولهذا رأى البنتاغون أن الأمر يتطلب 75 ألف جندي لإنجاز مهمة على هذا النحو، وفضلاً عن ذلك، فإنه ومع اتساع نطاق وعدد المخابئ، وفي حال إمكان السيطرة عليها، وهو أمر صعب في ضوء الحرب الأهلية، فإن ذلك لن يخلو من مخاطر ترك بعض هذه المخابئ دون رقابة".
ورأت "الديلي تلغراف" أن "مخزون سورية من الأسلحة الكيميائية ضخم للغاية، وأنه الأكبر في الشرق الأوسط، وأنها تحتل المركز الرابع عالميًا من حيث كمية المخزون، وأن ذلك بدأ في السبعينات، بمساعدة ورعاية من روسيا، ويضم برنامج هذه الأسلحة منشآت لصناعة غاز المستردة، وغاز السارين، وغاز أعصاب الـ(في إكس)، الذي يبقى تأثيره القاتل بعد فترة طويلة من انتشاره، ويشرف على هذا البرنامج في سورية مركز الأبحاث والدراسات العلمية، الذي يقع خارج دمشق، وهو على المستوى الرسمي مركز للأبحاث الأكاديمية، ولكنه على المستوى العملي يخضع للإشراف المباشر من الرئيس الأسد، كما أنه يدير سلسلة من منشآت الإنتاج الكيميائي، ويُقال بأن بعضها تم تطويره بمساعدة كل من إيران وكوريا الشمالية، ونظرًا لأن سورية لم توقع على المعاهدة الدولية للأسلحة الكيميائية، فإنها لا تعلن عن تفاصيل مخزونها من تلك الأسلحة إلى أي جهة دولية، إلا أن مصادر استخباراتية تُقدر أن دمشق تملك ما بين 100 إلى 200 رأس حربية، مملوءة بغاز السارين، التي يمكن إطلاقها على صواريخ (سكود 9)، بالإضافة إلى آلاف القذائف المدفعية الكيميائية، المعبأة بغاز السارين وغاز (في إكس)، ولا أحد يدري خارج سورية أين تحتفظ الحكومة السورية بهذا المخزون، وهناك احتمال أن تكون قد فرغت المنشأة الموجودة في منطقة السفيرة من محتواها من مخزون الأسلحة الكيميائية، والواقع أن هذا الإبهام يزيد من عمق المشكلة والتحدي، ذلك لأن انتشار هذا الكم الضخم، في أنحاء البلاد كافة، من شأنه أن يزيد مهمة الغرب صعوبة في تأمين هذه القوة والسيطرة عليها".
وقام البنتاغون، في كانون الأول/ديسمبر الماضي، بإبلاغ إدارة أوباما بأن "الأمر يتطلب ما يزيد عن 75 ألف جندي"، وهو عدد يكفي لأن يسمى (غزوًا أميركيًا)، الأمر الذي سيتسبب، بلا أدنى شك، في استثارة عداء طرفي النزاع في سورية ضد أميركا، والبديل الأصغر في هذا الشأن، يتمثل في شن غارات محددة، من النوع نفسه الذي اعترفت إسرائيل بشنه، للحيلولة دون نقل أسلحة من سورية إلى (حزب الله)، إلا أن هذا البديل لن يكون عمليًا في مواجهة خطر الكيميائي السوري الواسع النطاق.
وأضافت الصحيفة، أنه "ليس كل المواقع تشكل خطرًا حقيقيًا، فبعض المخازن تحتوي على المكونات الكيميائية التي ينبغي أن يتم خلطها أولاً قبل أن تصبح سلاحًا كيميائيًا، كما تتطلب معرفة كيفية ذلك فنيًا، الأمر الذي يمكن أن يجردها من فعاليتها، إذا ما وقعت في أيد الهواة لا المحترفين، ومع ذلك تظل الخطورة قائمة، حال الإلقاء بهذه العناصر في أحد القطارات، على سبيل المثال، كوسيلة إرهابية، ومع ذلك يَعتقد البعض بأن "الخط الأحمر" الأميركي بات يتسم بالضبابية، في ضوء الأدلة المحدودة على استخدام غاز السارين، وهم يعتقدون بأن استخدام الحكومة السورية لذلك جاء على سبيل التجريب، لا سيما وأن الأسد يدرك جيدًا أن استخدام الكيميائي لن يترك للولايات المتحدة أي خيار، سوى القيام بعمل عسكري.
ودعا السيناتور الجمهوري المتشدد جون ماكين،خلال الأسبوع الماضي، أميركا "إلى إرسال جنود لتأمين المصانع والمنشآت في مناطق مثل منطقة السفيرة"، لكن أوباما لم يبد حماسًا لذلك، مجددًا تأكيده على أن "أميركا لن تسمح باستخدام منهجي للأسلحة الكيميائية".
وفي سياق متصل، دعا عضوان في مجلس الشيوخ الأميركي، الأحد، إلى اتخاذ موقف أكثر حسمًا تجاه النظام السوري، حيث قدم السيناتور الجمهوري لينزي غراهام أربعة مبررات، لتشجيع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، على تغيير توجهاتها بشأن الملف السوري، مؤكدًا أن "معظم أعضاء مجلس الشيوخ أصبحوا أكثر ميلاً لفكرة لعب الولايات المتحدة دورًا أكبر في هذا الملف".
وفي تسجيل تلفزيوني، قال غراهام "إن أربعة أشياء قد تحدث في سورية، إذا لم تغير واشنطن موقفها، وأولها أن سورية ستصبح ملاذًا آمنًا لتنظيم (القاعدة)، ودولة فاشلة مع نهاية العام الجاري، وستنقسم عرقيًا وطائفيًا"، وأضاف أنه "سيكون هناك ما يكفي من أسلحة الدمار الشامل، لقتل الملايين"، محذرًا من "سقوطها في الأيادي الخطأ، ومن وصولها إلى الأراضي الأميركية"، وأوضح أن "الأمر الثالث يتعلق بمخاوفه من سقوط نظام العاهل الأردني (الملك عبد الله الثاني)، مع تدفق اللاجئين السوريين إلى بلاده، واحتمال وصول عددهم إلى ثلاثة ملايين"، لافتًا إلى أن "الملك معتدل، وحليف في المنطقة".
وفي النقطة الأخيرة حذر غراهام من أن "يؤدي استمرار الموقف الأميركي إلى تمادي إيران في ملفها النووي، عندما تعد عدم تحرك واشنطن مؤشر ضعف".
في حين دعا السيناتور الأميركي جون ماكين، الذي كان مرشح "الجمهوريين" في انتخابات الرئاسة لعام 2008، إلى تدخل عسكري في سورية دون تورط بلاده، وقال أن "القوات الأميركية يجب ألا تدخل سورية، لكن ينبغي وجود قوة دولية، مستعدة، من الناحية العملية، للذهاب إلى هناك، ومنع الإسلاميين المتشددين من وضع أيديهم على الأسلحة الكيميائية".
يتزامن هذا مع تصريحات لأحمدي نجاد، أوردها الموقع الإلكتروني للرئاسة الإيرانية، جاء فيها أن "وصول مجموعة إلى السلطة، من خلال العنف، سيؤدي إلى استمرار الحرب فترة طويلة"، في إشارة إلى احتمال انتصار المعارضة.
وتناولت معظم الصحف الأميركية، بالنقد والتحليل، الحرب الأهلية التي تعصف في سورية، حيث تساءلت صحيفة "واشنطن بوست" عن السر الذي يجعل الرئيس الأميركي باراك أوباما يبقى مترددًا تجاه اتخاذ أي قرار حاسم، يكون من شأنه وقف حمام الدم المتدفق في سورية، مضيفة أن "الإدارة الأميركية بقيت تتخذ جانب الحذر، بشأن الأدلة المتزايدة على استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيميائية، في الصراع الدائر في البلاد"، مشيرة إلى أن "المسؤولون الأميركيون يعتقدون أنه على الرغم من أن أوباما يواجه ضغوطًا داخلية، تحثه على ضرورة التدخل العسكري في سورية، فإن هناك ضغوطًا شعبية أخرى، تحثه على انتظار أدلة دامغة بصورة أكبر، على استخدام نظام الأسد لأسلحة دمار شامل، وذلك من أجل الاستناد إلى موقف صلب، حال اتخاذ إجراء عسكري في سورية، وكي لا يقع أوباما في المطب الذي وقع فيه سلفه جورج بوش بشأن العراق".
وأوضحت صحيفة "واشنطن بوست"، في تقرير منفصل، أن "تورط حزب الله اللبناني في الحرب المستعرة في سورية، من شأنه إشعال حرب طائفية داخل لبنان نفسه"، مضيفة أن "الدور الذي يلعبه الحزب الشيعي في القتال، إلى جانب قوات الأسد في سورية، من شأنه إبطال السياسة المعلنة للدولة اللبنانية، على مدار عامين، والتي كانت تتمثل في النأي بالنفس عن التدخل في الشؤون السورية"، وبيًن تقرير الصحيفة أن "اثنين من أبرز علماء الدين الإسلامي السنة في لبنان قاما، قبل أيام، بالدعوة للجهاد في سورية، ولمحاربة حزب الله على الأراضي السورية"، موضحة أن "القائد السني اللبناني الشيخ أحمد الأسير قال إن الدعوة للجهاد حفزت المئات من الشباب اللبناني السني للقتال، ما ينذر باندلاع حرب طائفية على الساحة اللبنانية الهشة، والتي تشهد أزمات داخلية، وتوترات متعددة، منذ أمد بعيد".
يأتي هذا فيما تساءلت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" عن ما إذا كان استخدام قوات الأسد للأسلحة الكيميائية من شأنه أن يغير "قواعد اللعبة" في سورية، داعية الولايات المتحدة إلى ضرورة العمل على تسليح الثوار السوريين، أو حتى التدخل العسكري، بصورة مباشرة في سورية.
وعن العدد الحقيقي للقتلى في الأزمة السورية المتفاقمة، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن "هذا العدد يزيد كثيرًا على المعلن، المتمثل في سبعين ألفًا"، مضيفة أن "الثوار السوريين يتحدثون عن ما يزيد على 120 ألفًا"، ومؤكدة أنه "يتم العثور بين فترة وأخرى على مئات أو عشرات من القتلى، في مجازر جماعية، عن طريق رصاصات في الرأس، وأيديهم مكتوفة إلى الوراء، ودون أن يعرف أحد عنهم شيئًا، إلا في أوقات لاحقة متأخرة"، مشيرة إلى أن الكارثة في سورية لن تتوقف من تلقاء نفسها.
وعلى صعيد متصل بالأزمة السورية، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى احتمالات استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية، وقالت إن إسرائيل تنتظر الرد الأميركي على تجاوز النظام السوري "للخط الأحمر"، المتمثل في استخدام قوات الأسد لهذه الأسلحة، موضحة أن "قادة في إسرائيل يرون في طبيعة الرد الأميركي المحتمل ضد النظام السوري، مقياسًا بشأن طبيعة الرد على التهديدات النووية الإيرانية"