الكويت - خالد الشاهين
أعلن نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجار الله، أن المشاورات اليمنية دخلت مرحلة إيجابية جدًا، وكل المؤشرات إيجابية للوصول إلى حل للأزمة، فيما يواصل المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، اجتماعاته مع طرفي المشاورات للوصول إلى صيغة توافقية على خريطة الطريق الأممية التي وضعها لحل الأزمة اليمنية، بينما تواصل لجنة التهدئة رصد خروق متصاعدة للميليشيات خصوصا في تعز.
وقال الجار الله، إن طرفي المشاورات توصلا إلى تفاهمات كثيرة، وأن المشاورات بين الحكومة والحوثيين، التي تستضيفها الكويت، برعاية الأمم المتحدة، بها تطور إيجابي يمكن البناء عليه، مضيفًا أن مشاورات السلام تسير في الاتجاه الصحيح، وأن استمرار اللقاءات والأفكار بين الحكومة اليمنية والحوثيين يؤدي إلى مزيد من التفاؤل.
وكشفت مصادر قريبة من المفاوضات أن أطرافًا عدة أبلغت الانقلابيين بتململ المجتمع الدولي من طول فترة المباحثات من دون تحقيق مكاسب كبرى أو إنجازت على الأرض، وأن المماطلة لن تفيد أيًا من الطرفين كما أنها تستنزف قدرة وطاقات اليمن المنهكة أصلاً بسبب الاقتتال الداخلي، مطالبة إياهم بتقديم تنازلات مناسبة للحظة الحرجة، كي يعبر اليمن كبوته، موضحة أن تدخلات تلك الأطراف على خط تقريب وجهات النظر بين الطرفين للوصول إلى صيغة مرضية لخريطة الطريق، التي وضعها المبعوث الأممي ملتزمة بالقرارات الدولية، وقابلة للتنفيذ بات على وشك التحقق إذا صدقت النوايا والأقوال.
واستمرت المعارك أمس بين قوات الشرعية اليمنية ومتمردي الحوثي والمخلوع صالح في أكثر من جبهة لاسيما في الجوف التي شهدت إطلاق المتمردين صاروخًا بالستيا على تجمع عسكري بالقرب من قاعدة اللواء 115 شرق مدينة الحزم عاصمة المحافظة، لكن مصادر في المقاومة الشعبية أكدت اعتراض الصاروخ الذي أطلق من ضواحي صنعاء. فيما تواصلت الاشتباكات على الأرض وتحديدًا في بلدات المتون، الغيل، والمصلوب.
وأعلن المتحدث باسم المقاومة عبدالله الأشرف عن شن التحالف العربي غارتين على تجمعات للمتمردين في منطقة وادي العولة وبلدة المصلوب المتاخمة لصنعاء. وكتب على حسابه في "فيسبوك"، محذرًا القبائل المحلية الداعمة للمتمردين، وقال:"اليد التي لا تزال تعادي الشرعية وتساند الانقلاب سيتم قطعها وبترها"، واستمرت الاشتباكات والقصف المدفعي المتبادل بين قوات الشرعية ومتمردي الحوثي وصالح في نهم شمال شرق صنعاء. وشن طيران التحالف غارتين على تجمعات للمليشيات في البلدة التي تبعد 40 كيلومترًا عن صنعاء. وجاء في بيان مقتضب للمقاومة الشعبية في صنعاء نشر على «تويتر» أن طيران التحالف رد على خروقات الحوثي والمخلوع باستهداف تعزيزاتهم بمنطقة ضبوعة بثلاث غارات. كما استهدفت ضربة جوية للتحالف تجمعا للمليشيات في منطقة الوتدة في بلدة خولان شرق صنعاء.
وقتل عدد من مسلحي الحوثي في سلسلة هجمات استهدفتهم في مديريتي الزاهر والصومعة في محافظة البيضاء وسط البلاد. فيما استشهد 3 وأصيب 41 آخرون بجروح في مواجهات وقصف مدفعي للمليشيات الانقلابية على الأحياء السكنية في تعز جنوب غرب اليمن، وتمكن مقاتلو المقاومة من إسكات نيران مليشيات الحوثي في منطقة عنبرة الواقعة بين مديريات حبيش والقفر وحزم العدين بمحافظة إب وأجبرت عناصرها على الفرار بعد أن استمروا في خرق الهدنة المعلنة.
وأفرج المتمردون الحوثيون في صنعاء الليلة قبل الماضية، عن 276 معتقلا في محافظتي ذمار والبيضاء وسط البلاد، وذكرت وكالة "سبأ" أن المفرج عنهم "من المغرر بهم"، وحسب الوكالة فإنه تم الإفراج عن 200 معتقل في محافظة البيضاء و76 معتقلًا في محافظة ذمار، وقال نائب محافظ ذمار، مجاهد العنسي إن عملية الإفراج جاءت بمناسبة شهر رمضان الكريم وتأكيدًا على مبدأ حسن النية، وذكر مصدر في حزب تجمع الإصلاح لـ "الاتحاد" إن المفرج عنهم من أنصار الحكومة الشرعية تم اعتقالهم في أوقات سابقة، وبعضهم اختطفوا من منازلهم بسبب تعليقاتهم المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي. وجاء الإفراج عن هؤلاء بعد ساعات على تبادل 194 أسيرا في تعز (جنوب غرب) في أكبر عملية تبادل لأسرى الحرب.
وأكد مدير شرطة أبين العميد الركن ناصر علي هادي أن أجهزة الأمن في المحافظة ستعمل خلال الأيام المقبلة على استئناف العمل الأمني وإعادة تفعيل مراكز الشرطة لما من شأنه تطبيع الأوضاع وتأمين المحافظة من العناصر المسلحة والتنظيمات "الإرهابية"، وقال في تصريحات إن هذه الخطوات مرتبطة بدعم ومساندة الحكومة الشرعية التي عادت إلى الداخل من أجل مباشرة مهامها، مضيفا: "أن على الحكومة السعي لانتشال أبين من تحت الركام والدمار الذي حل بها جراء الحروب الهمجية السابقة التي شهدتها في أعوام 2011، 2012، 2015 وأثرت بشكل كبير على أوضاع المحافظة وزادت من معاناة المواطنين".
وأضاف: "قتنا كبيرة بتفهم الرئيس والحكومة لإعطاء محافظة أبين حالة استثنائية خاصة وإخراجها من المشهد الكارثي المريع التي تمر بها"، مشيرًا إلى إن الأوضاع الأمنية والإنسانية تتفاقم كل يوم وإن على السلطات المحلية تسريع العودة إلى المحافظة من أجل مباشرة عملها فهذا يشكل فراقا لأهالي أبين، مشيرًا إلى أن الحرب الأخيرة ضد مليشيات الحوثي والمخلوع صالح والعناصر "الإرهابية" دمرت الكثير من المباني الحكومية ومنها المجمع الحكومي في زنجبار، ولكن يجب النهوض من جديد والسعي لإنقاذ أبين وأهلها الطيبين الذين ينتظرون الكثير من السلطات المحلية والحكومة الشرعية.
وواصل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أمس توزيع 11950 سلة غذائية على الأحياء السكنية في مديرية المظفر بمحافظة تعز من خلال ائتلاف الإغاثة الإنسانية وشركائه من الجمعيات والمؤسسات بالمحافظة، ولا تزال عملية التوزيع مستمرة حيث يواصل الائتلاف توزيع بقية حصة المديرية من الإغاثة على أحيائها السكنية وتستكمل الكمية المحددة لها. ويأتي ذلك ضمن مشروع توزيع 100 ألف سلة غذائية جديدة مقدمة من المركز تستهدف المتضررين في 6 مديريات محاصرة في المحافظة هي (القاهرة، المظفر، صالة، مشرعة وحدنان، صبر الموادم، المسراخ).
وكان المركز وزع في وقت سابق 1249 سلة غذائية في مديرية صالة في محافظة تعز من خلال ائتلاف الإغاثة الإنسانية وشركائه. وتم توزيع السلال لأحياء شولق، والدرن، وحي الزهراء، وثعبات، ومحطة صالة، والشعبة، والمنزل، والمشنة، والحوية، وبيت عطا، والسائلة، وجبل الشماسي، فيما تواصل اللجنة توزيع الكمية المحددة للمديرية على بقية الأحياء السكنية الواقعة في نطاقها الجغرافي، إلى جانب استكمال التوزيع في الأحياء المذكورة. وينتظر توزيع السلال الغذائية المتبقية في الأيام المقبلة.
وتسلمت السلطات المحلية في محافظة لحج جنوب اليمن مساعدات إغاثية طبية عاجلة مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. وأفاد مدير صحة لحج، باسل البغدادي، أن مساعدات طبية متنوعة تضمنت أدوية ومستلزمات صحية مختلفة تم تسلمها من المركز ضمن الجهود الإغاثية لقطاع الصحة وانتشالها من الوضع الذي تمر به جراء الحرب التي تشنها مليشيات الحوثي والمخلوع صالح. كما تم تقديم7000 لتر من مادة الديزل لمواصلة نشاط المنشآت الصحية. وأضاف أن مكتب الصحة تسلم أيضاً مساعدات طبية أخرى مقدمة من الهيئة الطبية الدولية وشملت العديد من الأدوية والمعدات المختلفة، مؤكدًا أن الوضع الصحي يحتاج إلى مزيد من المساعدات من أجل انتشاله من الحالة التي وصل إليها جراء الحرب.