بغداد - نجلاء الطائي
تتأهب القوات المشتركة العراقية، لانتزاع الجانب الأيمن لمدينة الموصل من عناصر" داعش" المتطرفة، بينما استهدفت الطائرات العراقية بضربات جوية مواقع عسكرية لتنظيم داعش في مناطق قرب مدينة الموصل، فيما واصلت عناصر"داعش" قصفها الصاروخي على أحياء المناطق المحررة في الجانب الأيسر للموصل أسفرت عن مقتل طالب وإصابة خمسة آخرين، في وقت رجّح مستشار الأمن الوطني رئيس (هيئة الحشد الشعبي) فالح الفياض٬ وجود زعيم تنظيم "داعش" في أربع مناطق في سورية والعراق.
وكشف مستشار الأمن الوطني فالح الفياض في حديث صحفي، أن "العمليات المشتركة دعت الإعلاميين كي يدخلوا معهم إلى غرب الموصل (الساحل الأيمن)٬ لأن العمليات وشيكة٬ وسيتم إعطاء تسهيلات للإعلاميين ليغطّوا هذه المعركة٬ المعركة ستتم على الهواء٬ عبر الفضائيات٬ وهي في سياق الحرب النفسية٬ وحتى المخالفات المزعومة فإنها على الهواء". وتابع أن "معركة الساحل الأيمن معركة وشيكة٬ ووشيكة جّداً".
وردّ على سؤال بشأن إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي بعلمه بمكان تواجد البغدادي، قال الفياض إنها "تخمينات استخبارية٬ وإلا كنّا استهدفنا المكان في اللحظة نفسها٬ قد يكون في الموصل أو الرقة أو البعاج أو دير الزور"٬ مرجحا إصابة البغدادي في "إحدى المعارك٬ لكن لا فكرة لدي إن كنا قد وصلنا إليه".
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي أعلن في حديث صحفي، الثلاثاء الماضي، أنه يعلم بمكان تواجد زعيم داعش المدعو أبو بكر البغدادي٬ رافضًا الإفصاح عنه.
وذكر بيان لوزارة الدفاع تلقى"العرب اليوم" نسخة منه، أن "الفرقة المدرعة التاسعة- المتمركزة في المحور الشمالي للساحل الأيسر من الموصل- بدأت عمليات الاستعداد والتهيؤ لانطلاق معركة تحرير الجانب الأيمن من المدينة".
وأضاف أن "قائد الفرقة باشر بالاطلاع على الاستحضار والتهيؤ للقوات لإدامة زخم المعركة والمتابعة الميدانية للآمرين لرفع الروح المعنوية لديهم ولدى المقاتلين وحثهم على بذل المزيد من العطاء حتى يتم إكمال فرحة النصر والخلاص من عناصر داعش المتطرفة".. وأشار البيان إلى، أن "مفارز التصليح التابعة للواء المدرع الـ 34 باشرت بإدامة وتصليح العجلات القتالية والناقلات والدبابات التابعة للفرقة وتدريعها لغرض تقليل الإصابات والخسائر في المعدات".
وأعلنت وزارة الدفاع في بيان آخر، الخميس، أن " قيادة القوة الجوية، استنادًا إلى معلومات المديرية العامة للاستخبارات والأمن، نفذت عدة ضربات جوية ناجحة، استطاعت خلالها تدمير معمل لصناعة العبوات الناسفة ومحطة تحكم للطائرات المسيرة في قضاء تلعفر غرب الموصل".. وأضاف البيان أن "القوة الجوية تمكنت من تدمير مدفع ثقيل ومخزن للأسلحة والاعتدة في ناحية المحلبية ومنطقة حاوي الكنيسة".. وأشار إلى أن "طيران الجيش نفذ بواسطة الطائرة المسيرة ch4، واستنادًا إلى معلومات المديرية العامة للاستخبارات والأمن، ضربة جوية استطاع من خلالها تدمير بلدوزر مسرف في قضاء تلعفر".
وتابعت وزارة الدفاع العراقية، أن "قيادة طيران الجيش تواصل جهودها عبر طلعات مكثفة ومتتالية لملاحقة عناصر داعش وتتبع حركة آلياتهم في المناطق التي تستعد القوات الامنية لتحريريها في مدينة الموصل".
وأكد مصدر أمني مسؤول وآخر طبي، أن عناصر التنظيم قصفوا بصواريخ مدرسة "الرسالة" للبنين في حي المثنى في الجانب الأيسر للموصل، ممّا أسفر عن مقتل طالب وإصابة خمسة آخرين بجروح مختلفة.
وذكرت مصادر محلية، أن "قصفًا لطيران التحالف الدولي استهدف عجلة يستقلها ثلاثة من عناصر تنظيم داعش لدى مرورها بشارع خالد بن الوليد في الساحل الأيمن لمدينة الموصل ما تسبب بمقتلهم جميعا".
وأفاد إعلام (الحشد الشعبي) أن " طيران الجيش العراقي وبالتنسيق مع حركة تحرير تلعفر قصف مقرًا لاجتماع قيادات مهمة لداعش المتطرف قرب جامع النور بمنطقة حسنكوي وسط قضاء تلعفر".
وانتقد نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي، الخميس، إخراج حرس نينوى من داخل مدينة الموصل بعد يوم من إسناد مهمة حماية ثلاثين حيا إليها، معتبرا أن الخطوة ارسلت رسالة مفادها بأن النوايا السياسية بدأت تعمل وتخمد بريق النصر في الموصل. وجاء حديث النجيفي خلال استقباله دوغلاس سيليمان سفير الولايات المتحدة الأميركية في العراق، حيث بحثا ملفات مهمة تتعلق بالوضع السياسي والأمني واعادة البناء.
ونقل بيان لمكتبه عن النجيفي قله: إن "هناك علاقة جديدة نشأت بين المواطنين والقوات العسكرية المحررة قوامها الاحترام والاعجاب والتعاون، ما يخلق بيئة مناسبة في التسريع في تحرير الساحل الأيمن من المدينة".
وأضاف أن "هناك مخاوف لدى المواطنين من أن لا يقود النصر العسكري إلى تحقيق السلام الدائم والثقة بالمستقبل، ذلك أن أبناء المدينة شاركوا عبر حرس نينوى في عمليات التحرير وقدموا الشهداء والجرحى وكان لدورهم أثرا كبيرا في ثقة المواطنين بمستقبلهم وحمايتهم".
واستدرك : "لكن خروجهم بعد يوم واحد من مسكهم لثلاثين حيًا من أحياء الساحل الأيسر ولد شعورا بالاحباط ونال من الثقة في المستقبل وارسل رسالة مفادها أن النوايا السياسية ما زالت تفعل فعلها امام اخماد بريق النصر وفرحته"..مشيرًا إلى أن "الوضع الأمني بعد خروج مقاتلي حرس نينوى شهد حوادث وعمليات سرقة وحرق واختطاف ما يدعو إلى التدخل العاجل لعدم فسح المجال لخلايا داعش من استغلال الوضع".
وشدد النجيفي بالقول، "لا بد من التمسك بالاتفاقيات التي سبقت عمليات التحرير، وبخاصة بتوزيع الواجبات وتحديد القوات وطبيعة حركتها، وعدم الخروج عنها ، لأن ذلك ينال من الثقة في ثبات الموقف ويمنح البعد السياسي تأثيرا كبيرا في صياغة مواقف جديدة".. مؤكدًا ضرورة "إبعاد الأجندات الأجنبية من التأثير على معركة تحرير الموصل أو استغلال نتائجها في غير مصلحة المواطن، فالنصر عراقي وحصاده للعراقيين دون غيرهم".