الدار البيضاء - جميلة عمر
أحال قاضي التحقيق، الثلاثاء، باستئنافية مدينة الحسيمة في قضية مقتل السماك محسن فكري، الملف الذي أثار ضجة إعلامية وغضب رواد الفضاء الأزرق، على الغرفة الزجرية الجنائية في نفس المحكمة والمتابع فيها 12 متهمًا، من بينهم 9 في حالة اعتقال.ووفق مصدر مطلع، إن الملف متابع فيه اثنان من رجال السلطة والمندوب الإقليمي للصيد البحري، ورئيس مصلحة في المندوبية نفسها، وطبيب بيطري، وعمال شركة النظافة التي تعود إليها شاحنة طحن النفايات التي قتل فكري داخلها، وقال: "لا نعرف كيف ألصق قاضي التحقيق التهم المنسوبة للمتهمين، هل احتفظ قاضي التحقيق بالتهم نفسها التي وجهت إلى المتهمين من قبل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أم إن هناك تعديلًا فيها".
فيما تعود وقائع الحادثة إلى الجمعة 28 أكتوبر 2016، بعدما صادرت السلطات المحلية داخل ميناء مدينة الحسيمة المغربية سلعة الشاب، محسن فكري، بحجة أن السمك الذي كان يبيعه ممنوع صيده، ورمت السمك في شاحنة القمامة، وكخطوة احتجاجية صعد الشهيد محسن ورفاقه إلى الشاحنة، لمنع عملية إتلاف السلعة، لكن وفق شهود عيان، فإن ممثل السلطة المسؤول عن العملية أعطى تعليمات بتشغيل آلة الطحن بالرغم من علمه لوجود الشباب هناك، وقد تمكن أصدقاء محسن فكري من القفز والنجاة من الموت، إلا أنه لم يتمكن من ذلك لأنه كان ممددًا داخل الآلة، التي سحقته بسرعة كبيرة ولقي حتفه في الحال، أمام أعين ممثل السلطة الذي لم يحرك ساكنًا.
ما أدى إلى تحول الجهة الشرقية وخاصة مدينة الحسيمة إلى بركان ساخن، لا يمر أسبوع دون الخروج في مسيرات غضب تصرخ بأعلى صوتها " لا للحكرة"، حتى التلاميذ خرج المئات منهم للاحتجاج والمطالبة بمعاقبة الجناة، إذ خرج مئات التلاميذ من مختلف المؤسسات التعليمية، الثانوية الإعدادية والثانوية التأهيلية، قبل أن تلتقي تلك التحركات في ساحة محمد السادس، بعدما مرت على المحكمة الابتدائية ومقر الشرطة الإقليمية، حيث لم تسلم من محاولات استفزاز بشعارات حادة، تطالب بالكشف عن المسؤول وراء مقتل محسن فكري.