الرباط - المغرب اليوم
خلال خطاب العرش الأخير، وجه الملك محمد السادس تعليماته إلى الحكومة لإجراء تغييرات شاملة في الإدارة العمومية، الأمر الذي انتظره المغاربة، خصوصا أن العشرات من مدراء المؤسسات العمومية عمروا لسنوات دون أن تكون لهم بصمة كبيرة في مجالات اشتغالهم.
وكان الملك محمد السادس قد أشار إلى أن "المرحلة الجديدة ستعرف إن شاء الله جيلا جديدا من المشاريع، ولكنها ستتطلب أيضا نخبة جديدة من الكفاءات في مختلف المناصب والمسؤوليات، وضخ دماء جديدة على مستوى المؤسسات والهيآت السياسية والاقتصادية والإدارية، بما فيها الحكومة".
وفي هذا الإطار، قال الملك محمد السادس: "نكلف رئيس الحكومة بأن يرفع لنظرنا، في أفق الدخول المقبل، مقترحات لإغناء وتجديد مناصب المسؤولية، الحكومية والإدارية، بكفاءات وطنية عالية المستوى، وذلك على أساس الكفاءة والاستحقاق".
عبد الحميد بنخطاب، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بجامعة محمد الخامس بالرباط، يرى أن "الكفاءة، سواء كانت سياسية أو إدارية، تطرح مشكلة بالنسبة إلى الدولة ككل وليس الحكومة فقط"، معتبرا أنه "سواء تعلق الأمر بالكفاءة السياسية أو التقنية، فإن غيابهما يظل العنوان الأبرز في هذه المرحلة".
وقال بنخطاب، في تصريح لهسبريس، إن "الأحزاب السياسية استهلكت ما تتوفر عليه من نخب، الأمر الذي جعل الكفاءات غير موجودة اليوم"، مضيفا أن "الكفاءة في الأحزاب تآكلت والتنظيمات الحزبية تعرف شيخوخة في النخب".
وشدد المتحدث نفسه على أن "عددا من قطاعات الدولة تعرف تضخما في مقابل خصاص مهول في عدد من القطاعات التي لم تدعم"، مبرزا أن "هذا التأخر راجع إلى أن تكوين النخب في المغرب يعرف انحباسا، كما تم استهلاك النخب الحداثية".
وفي هذا الإطار، نبه الأستاذ الجامعي إلى أن "الدولة اليوم تجد صعوبة في إيجاد الكفاءات التقنية بخلفية سياسية قادرة على استيعاب مشروعها"، مبرزا إلى أنه "في السابق، الدولة كانت تكوّن نخبها مستعملة تارة الأحزاب وتارة الإدارة".
"ما يعرفه المغرب اليوم هو أن الدولة استنفدت ما كونت من نخب وكفاءات، والأحزاب تخلت عن وظيفة التكوين والتأهيل"، يقول أستاذ التعليم العالي الذي أكد أن "الإشكال اليوم مرتبط كذلك بعزوف النخب عن العمل السياسي والحزبي"، مبرزا أن "الكفاءة في تدبير شؤون الدولة يجب أن تكون حاملة لمشروع سياسي".
وشدد بنخطاب على أن "الدولة مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بالبحث عن الكفاءات رغم أنها عملية مستعصية"، مشيرا إلى أن "إعداد النخب يجب أن يكون استراتيجية بعيدة الأمد، مثلما كان بعد الاستقلال".
ونبه المتحدث ذاته إلى أن الدولة عليها ايجاد كفاءات حاملة لمشروعها السياسي، مبرزا أن "عدم تطبيق العديد من موظفي الدولة الكبار للقرارات الصادرة عن صانع القرار مرده إلى معاكستهم لتوجهات الدولة وسياساتها الكبرى".
قد يهمك أيضَا :
وزير الخارجية التركي يؤكّد أنّ الجيش سيردّ على خرق وقف إطلاق النار
السودان يدرس إجراءات لتعزيز أمن الوزراء بعد محاولة اغتيال حمدوك