الرباط-رشيدة لملاحي
أعلن العاهل المغربي الملك محمد السادس، عن إحداث وزارة منتدبة في الشؤون الأفريقية، تابعة لوزارة الخارجية، وذلك لأهمية الأوراش التي فتحت مؤخراً، بعد عودة المغرب للاتحاد الأفريقي، خلال خطابه، الجمعة، بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثانية من الولاية التشريعية العاشرة .
وترأس الملك محمد السادس، مرفوقًا بولي العهد الأمير مولاي الحسن، والأمير مولاي رشيد، مساء الجمعة، في مقر البرلمان في الرباط، حيث أكد على أن" الوضع السياسي اليوم يقتضي الصرامة أكثر من أي وقت مضى وبداية مرحلة حاسمة تقوم على ربط المسؤولية بالمحاسبة".
وشدّد العاهل المغربي في خطابه الذي ألقاه قبل قليل أمام نواب ومستشاري البرلمان المغربي، على "محاسبة كل من ثبت في حقه تقصير في المسؤولية المهنية والوطنية"، حيث وجه انتقادا شديدا مباشرا وصريحا إلى المجالس المنتخبة لتحمل مسؤوليتها السياسية في الاستجابة لمطالب المواطنين والسكان في مناطقهم المنتخبة".
وتابع الملك محمد السادس خطابه بلغة شديدة، مخاطبًا السياسيين المغاربة "إن المشاكل أصبحت معروفة والأولويات واضحة ولا نحتاج إلى المزيد من التشخصيات، وقفنا أكثر من مرة على حقيقة وحجم الاختلالات التي يعرفها جميع المغاربة"، مجدد تأكيده على أن الوضع يحتاج للمزيد من الصرامة للقطع مع من يتلاعب بمصالح المواطنين، داعيا النواب والمنتخبين والمجالس المنتخبة إلى تحمل مسؤوليتها السياسية، قائلاً "حتى لو إقتضى الأمر إحداث زلزال سياسي".
وشدد العاهل المغربي على قضية الإصلاح قائلاً "إننا لا نقوم بالنقد من أجل النقد، ونترك الأمور على حالها، بل إننا نعالج الأوضاع ونقوم بصلاحياتنا الدستورية، وإعطاء العبرة لكل من يتحمل تدبير الشأن العام".
وبخصوص وضعية الشباب المغاربة، قال الملك محمد السادس "إن وضعية شبابينا لا ترضينا ولا ترضيهم، داعيا إلى الإسراع بإقامة المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي، كمؤسسة دستورية للنقاش وإبداء الرأي وتتبع وضعية الشباب"، مؤكدا أن" التقدم الذي يعرفه المغرب لا يشمل مع الأسف كل المواطنين، خاصة شبابنا الذي يمثل أكثر من ثلث السكان، والذي نخصه بكامل اهتمامنا ورعايتنا".
ودعا العاهل المغربي في خطابه خلال افتتاح البرلمان إلى تأهيل الشباب المغربي وانخراطه الإيجابي والفعال في الحياة الوطنية، معتبرا إياه من التحديات التي يتعين رفعها، و ثروة الحقيقية، يجب اعتباره كمحرك للتنمية وليس كعائق أمام تحقيقها".
وانتقد الملك محمد السادس دورمنظومة التربية والتكوين في تأهيل الشباب قائلاً، إن منظومة التربية والتكوين لا تؤدي دورها في التأهيل والإدماج الاجتماعي والاقتصادي للشباب، أمام السياسات العمومية القطاعية والاجتماعية، فرغم أنها تخصص مجالا هاما للشباب، إلا أن تأثيرها على أوضاعهم يبقى محدودا، لضعف النجاعة والتناسق فيما بينهم"، مضيفا"رغم الجهود المبذولة فإن وضعية شبابنا لا ترضينا ولا ترضيهم، فالعديد منهم يعانون من الإقصاء والبطالة، ومن عدم استكمال دراستهم وأحيانا حتى الولوج إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية".
وطالب ملك المغرب المسؤولين السياسيين ب"ابتكار مبادرات ومشاريع ملموسة تحرر طاقات الشباب وتوفر لهم الشغل والدخل القار وتضمن لهم الاستقرار، وتمكنهم من المساهمة البناءة في تنمية الوطن، وأخص بالذكر وضعية الشباب الذين يعملون في القطاع غير المهيكل على غرار المبادرة الوطنية للتنمية الاجتماعية، دعا الملك إلى بلورة سياسة جديدة ومندمجة للشباب، تقوم بالأساس على التكوين والتشغيل وقادرة على إيجاد حلول واقعية لمشاكلهم الحقيقية وخاصة في المناطق القروية والأحياء الهامشية والفقيرة"، مشددا على قضية "الإسراع بإقامة المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي، كمؤسسة دستورية للنقاش وإبداء الرأي وتتبع وضعية الشباب".