الدار البيضاء - رضى عبد المجيد
وجه الملك محمد السادس، من خلال وزير السياحة محمد ساجد، دعوة إلى العاهل السعودي من أجل زيارة المغرب، في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين أزمة صامتة غير مسبوقة.
واستقبل الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الأربعاء بمكة المكرمة، رؤساء بعثات الحج، من ضمنهم رئيس الوفد الرسمي للحجاج المغاربة، وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، محمد ساجد.
وأبرز ساجد أنه أبلغ العاهل السعودي التحيات الأخوية للملك محمد السادس، وشكره وتقديره للجهود التي تضطلع بها المملكة العربية السعودية في تمكين حجاج بيت الله الحرام من أداء مناسكهم في يسر وطمأنينة. وأضاف ساجد أنه أبلغ أيضا خادم الحرمين الشريفين دعوة الملك لزيارة المملكة المغربية.
وأضاف رئيس الوفد الرسمي المغربي إلى الحج، أن العاهل السعودي كلفه من جانبه، بإبلاغ تحياته الأخوية وتقديره لأخيه الملك محمد السادس، وللشعب المغربي، مبرزا في هذا الصدد "وشائج الإخاء والمودة التي تجمع الأسرتين الملكيتين، ومتانة العلاقات الأخوية والتاريخية التي تربط بين شعبي البلدين".
وفي كلمة خلال حفل الاستقبال السنوي للشخصيات الإسلامية ورؤساء بعثات الحج الذين يؤدون فريضة الحج لهذا العام، أكد الملك سلمان بن عبد العزيز، "الحرص على لم الشمل الإسلامي وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع".
وقال الملك سلمان إن "الله شرف المملكة العربية السعودية بخدمة الحرمين الشريفين، ورعاية أمور قاصديهما، والسهر على أمنهم وسلامتهم وراحتهم"، مؤكدا عزم المملكة مواصلة خدمة الخرمين ورعاية قاصديهما "لإيماننا العميق بأن خدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار، والقيام على شؤونهم وتيسير أدائهم لمناسكهم واجب علينا وشرف عظيم لنا نفخر ونعتز به".
وتمر العلاقات بين المملكتين المغربية والسعودية من أسوأ مراحلها عبر التاريخ، بعد مرحلة فتور غير مسبوقة أثرت على العلاقات بين البلدين خلال الأشهر القليلة الماضية. ولم تعبر الرباط عن أي موقف تجاه أزمة السعودية مع كندا، بخلاف باقي الدول العربية التي اصطفت إلى جانب السعودية، بعد طرد السفير الكندي من الرياض واتهام كندا بالتدخل في شؤون المملكة العربية السعودية. ولم تصدر الخارجية المغربية أي بيان يخص أزمة السعودية مع كندا، إلى جانب قطر، وهو ما يعكس التوتر في العلاقات بين المملكتين.
وتضررت العلاقات بين البلدين بعد توقيع المغرب على 11 اتفاقية مع قطر في مختلف المجالات، بما فيها الاقتصاد والسياحة والتجارة والطاقة والثقافة وغيرها، وهو ما لم يرق للسعودية التي لم تعبر عن ذلك بشكل علني، لكنها ردت على طريقتها، عندما منحت صوتها لصالح الملف المشترك للولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك، لتنظيم كأس العالم في كرة القدم لعام 2026، على حساب الملف المغربي. ولم تكتف السعودية بالتصويت ضد المغرب في الثالث عشر من يونيو الماضي في موسكو، بل حشدت الدعم لصالح الملف الأميركي، بإقناع اتحادات كروية أخرى بالتصويت ضد الملف المغربي الذي خسر رهان تنظيم المونديال.
وقبل يوم التصويت على البلد المنظم للمونديال، أصدر مستشار ولي العهد ورئيس الاتحاد العربي لكرة القدم، تركي آل الشيخ، عدة رسائل أظهر من خلالها موقف بلاده من ملف المغرب لتنظيم مونديال 2026، وأقحم السياسة في الرياضة، عندما قال بأن من يطلب الدعم يجب عليه أن يتوجه إلى الرياض، وأن المغرب أخطأ البوصلة بتوجهه إلى "الدويلة"، في إشارة إلى قطر، كما قال بأن السعودية ستنظر إلى مصالحها عوض الالتفات إلى اعتبارات أخرى.
وفي مقابل الصمت المغربي، سارعت الجزائر إلى إعلان تضامنها التام مع السعودية، وهو ما فسره محللون على أنه تحرك يُراد منه إعادة رسم الخريطة في المنطقة والتأسيس لمرحلة جديدة واستغلال التوتر الحاصل مع المغرب، الذي تقرب أكثر من الدوحة، مما أغضب دول أخرى في المنطقة، على رأسها الإمارات العربية المتحدة والسعودية.
وتأكدت فرضية وجود توتر في العلاقة بين المغرب والسعودية، عندما قرر العاهل السعودي عدم السفر إلى مدينة طنجة لقضاء عطلته، كما جرت العادة، مفضلا التوجه إلى مدينة نيوم السعودية.