الدار البيضاء - رضى عبد المجيد
أكّد وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، الإثنين في الرباط، أن جميع فئات الشعب المغربي تُدين الحادث الإجرامي الأليم الذي أودى بحياة سائحتين أجنبيتين في منطقة إمليل في الحوز، مشيرًا إلى أنه "عمل مرفوض ولا ينسجم مع قيم وتقاليد المغاربة".
وقال لفتيت في جوابه على سؤال محوري بمجلس النواب بشأن "الحادث المتطرّف في منطقة الحوز"، إنه مهما بلغت درجة فعالية المقاربة المعتمدة من طرف الدولة لمحاربة ظاهرة التطرف، فإنها تظل دائمًا معرّضة للتشويش الناتج عن إصرار البعض على تبني مقاربة انتهازية، يجسدها سلوك بعض التيارات، داخل الوطن وخارجه، والتي تحرص على تبني خطابات عدمية تزرع الإحباط وتنشر ثقافة التيئيس لغايات مشبوهة.
واعتبر أن أول خطوة للقضاء على التطرف هي وقاية المجتمع من المخاطر الناجمة عن استغلال الدين لتحقيق أغراض دنيئة، بعيدة عن قيمه السمحة، التي تُعدّ إحدى الروافد الأساسية للمثل الإنسانية السامية، مشددًا في هذا الصدد، على ضرورة التحلي بخطاب واضح من طرف الأفراد والجماعات على حد سواء، والالتزام بالثبات في المواقف بعيًدا عن المتاجرة في القيم الأخلاقية.
وأضاف الوزير أن حب الوطن تجسيد للانتماء الحقيقي والكامل إلى بلد وشعب بماضيه وحاضره ومستقبله، بمكتسباته وآفاقه، مشيرًا أن غموض الخطاب المعتمد من طرف جهات معينة والتباسه حسب المصالح والمواقف والسعي الدائم لتبخيس جهود الدولة، يؤدي حتمًا إلى فقدان الثقة في ما يجمعنا كأمة، وفي نموذجنا المغربي المتميز المتشبع بفضائل الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف ، مما قد يدفع البعض للبحث عن ولاءات بديلة تقوم على الانغلاق والتعصب كمنهج، والعنف كممارسة.
وأشار الوزير إلى أن مايمكن استنتاجه من الحادث الأليم لإمليل هو أن الأمر لا يتعلق بتنظيم متطرّف كبير، بل فقط بأفراد متشبعين بالفكر المتطرف، قرروا ارتكاب هذه الجريمة في ما بينهم بوسائل بسيطة، مستوحاة من الممارسات البشعة لتنظيمات متطرفة.
وأضاف أن "الجريمة التي شهدتها منطقة الحوز أثبتت، بما لا يدع مجالًا للشك، جدية قناعاتنا جميعًا بأن الوطن في مواجهة دائمة مع التهديدات المتطرفة, فما كان يؤرقنا قد وقع بالفعل، وبوسائل بدائية بسيطة متاحة للعموم، ومن مصادر غير متوقعة".
وأوضح أن تبنّي العناصر الإجرامية لهذه الطريقة الجديدة مقارنة مع الأحداث المتطرفة السابقة التي عرفتها المملكة، جاء كنتيجة لنجاح السلطات الأمنية في تضييق الخناق على المجموعات الإرهابية، مما حد من قدراتها الإجرامية، ودفعها إلى البحث عن وسائل أخرى لتنفيذ أهدافها الخبيثة، مشددًا على أن "ما جرى في منطقة الحوز لا يمكن أن نعزيه بأي حال من الأحوال إلى الظروف الاجتماعية أو حالات اليأس لدى بعض الشباب، ولا يمكن التذرّع بأوضاع الهشاشة والتهميش لتبرير الأفعال المتطرفة الآثمة,مشيرًا إلى أن التطرّف يبقى فعلًا مدانًا، همجيًا، مرفوضًا وغير مقبول نهائيًا".
قد يهمك ايضا : وزارة الداخلية المغربية توقف امتحانات التوظيف بالجماعات المحلية