واشنطن ـ رولا عيسى
جددت الولايات المتحدة الأمريكية، على لسان قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) الجنرال في مشاة البحرية الأمريكية، مايكل لانغلي، التزامها تجاه شراكتها الراسخة والمتينة مع المغرب، لاسيما من خلال التمرين السنوي “الأسد الإفريقي” الذي من المرتقب أن تحتضنَ المملكة المغربية نسختَه الـ23 منتصف السنة الجارية، ما بين 22 ماي و16 يونيو، في أكادير وطانطان والمحبس وتزنيت والقنيطرة وبنجرير وتفنيت.
وكانت القيادة العليا للمنطقة الجنوبية بأكادير قد احتضنت خلال الفترة الممتدة من 9 إلى 20 يناير 2023، اجتماع التخطيط الرئيسي للتمرين العملياتي “الأسد الإفريقي 2023”.إفاداتُ جنرال قوات “المارينز” الأمريكية، أعلى مسؤول عسكري أمريكي مكلف بإفريقيا، جاءت ضمن إيجاز صحافي رقمي نظّمه المركز الإعلامي الإقليمي في إفريقيا لوزارة الخارجية الأمريكية، بعد زوال اليوم الخميس 2 مارس الجاري، وحضرته .
“في المستقبل المنظور، أؤكد لكم أن واشنطن لا تنوي زيادة التواجد العسكري في إفريقيا، لكن نقوم بتعزيز مكانتنا عبر استثمارات كبيرة وذات قيمة مضافة في عدد من البلدان الصديقة والشريكة”، يضيف المسؤول العسكري الأمريكي في نبرة طمأنة، جوابا عن سبل مجابهة أمريكا للنفوذ الروسي العسكري المتزايد في إفريقيا.كما ناقش الجنرال لانغلي مع الإعلاميين أولويات فترة ولايته في سياق موسوم بـ”تزايد التحديات الأمنية الإقليمية”، على حد وصفه، ملمِّحاً إلى “خطورة ما تقترفه ميليشيات مجموعة فاغنر الروسية، خاصة في دول ليبيا ومالي وإفريقيا الوسطى، على تهديد السلم والأمن الإقليمي والقاري.
وتحدث لانغلي، أمام وسائل الإعلام، قائلاً إن “مشاركته في مؤتمر رؤساء الأركان لجيوش 43 دولة في قارة إفريقيا تأتي لاستكشاف فرص جديدة لدعم AFRICOM، استنادا إلى نهج واشنطن في العمل مع الشركاء الأفارقة لتقوية العمل الثنائي، لاسيما بعد قمة القادة الأفرو-أمريكية المنعقدة في دجنبر الماضي برئاسة بايدن”لم يفت قائد “أفريكوم” تسجيلُ أن “استراتيجية الأمن القومي الأمريكي تعترف بإفريقيا باعتبارها قوة جيو-سياسية أساسية في خريطة الأمن والسلم العالمييْن”، مجددا “التزام واشنطن بالشمول والشفافية عند العمل مع شركائنا الأفارقة”.أكد لانغلي أن “مؤتمر رؤساء الدفاع الأفارقة شهد استفادة متبادلة من زخم الأفكار وأفضل الممارسات”، مشددا على أن “العلاقات القوية بين أمريكا وأفريقيا هي قاعدة أساسية للعمل معنا في المستقبل، لأن أفريكوم تُطوّر العمل العسكري الأمريكي بتنسيق مع شركائها الإفريقيين”.
“نهج ثلاثي الأبعاد”
“منطق عمل المنظومة الأمريكية في إفريقيا لا ينبني فقط على شؤون الدفاع وقضايا الأمن”، يؤكد الجنرال الأمريكي متفاعلا مع أسئلة الصحافيين الأفارقة، موردا أن “قوات أفريكوم بتعاون مع البنتاغون تعمل على ضمان الأهداف الوطنية للأمن والاستقرار كي نصل إلى الرخاء في جميع أنحاء القارة السمراء”.وفضلا عن الدفاع، عدّد المسؤول الأمريكي ثوابت النهج الأمريكي في الأدغال الإفريقية، مبرزا “المجهودات الدبلوماسية وتحركات وزارة الخارجية الأمريكية في المنطقة”، بالموازاة مع “مسار دعم التنمية” الذي خطّته الوكالة الأمريكية للتنمية (USAID).
ونبه الجنرال الأمريكي إلى مخاطر “انتشار متزايد لتهديد المنظمات المتطرفة بإفريقيا، خاصة دول الساحل وجنوب الصحراء”، مؤكدا “دعم جهود دول غرب إفريقيا وشمالها في مواجهة التحديات الإرهابية”.في سياق آخر، أوضح قائد قوات “أفريكوم” أن بلاده مازالت متمسكة بالسلام في منطقة “القرن الإفريقي” ووسط القارة، داعيا إلى “مزيد من التهدئة بين أطراف النزاع في بعض الدول، لاسيما منطقة تيغراي”.
يشار إلى أن “الأسد الأفريقي” يعد أكبر تمرين متعدد الجنسيات في القارة الإفريقية، يتم تنظيمه كل عام بالمغرب منذ ما يقرب من عقدين؛ وهو ما يعكس متانة علاقات التعاون بين المغرب والولايات المتحدة باعتبارها شريكا استراتيجيا متميزا للمملكة.وكان ممثلون عن القوات المسلحة الملكية والقوات المسلحة للولايات المتحدة الأمريكية انكبّوا خلال اجتماع شهر يناير الماضي على دراسة طرق تنفيذ مختلف الأنشطة المخطط لها في إطار نسخة 2023 من تمرين “الأسد الإفريقي”، كما قاموا باستطلاع واختيار المواقع التي يمكن أن تتم فيها هذه الأنشطة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
قائد "أفريكوم" يُشيد بتفوق الجيش المغربي في مناورات "الأسد الإفريقي"
"أفريكوم" تقلل من هجوم "الشباب" على قاعدة عسكرية أميركية في الصومال