الدار البيضاء - جميلة عمر
بعد تسليطه الضوء على مواضيع الطفولة وحقوق المرأة والإعاقة، خلال الدورات السابقة، خصص المجلس الوطني لحقوق الإنسان هذه السنة أنشطة رواقه في الدورة 23 للمعرض الدولي للنشر والكتاب في الدار البيضاء لموضوع الشباب تحت شعار "شباب المغرب.. المستقبل".
ولم يأتِ اختيار المجلس لهذه القضية بمحض الصدفة بل هو موضوع ذو وزن يفرض نفسه، وذلك باعتبار أن الفئة العمرية بين 15 و34 عاما تمثل 34.1 في المئة من السكان، وفي بلد حيث يواجه الشباب صعوبات في مجالات التعليم والشغل ونقص المرافق الثقافية والرياضية والتمييز، خصوصا ضد الفتيات في المجال القروي، فضلا عن ضعف مشاركة هذه الفئة على كل المستويات.
وتهدف مشاركة المجلس في هذه الدورة إلى تسليط الضوء على الأهمية المحورية لقضية الشباب، باعتباره فاعلا اجتماعيا جديدا في حد ذاته يواجه العديد من التحديات ويطمح في نفس الوقت إلى تحقيق المساواة وتفعيل المشاركة، معبرا عن روح المواطنة وإبداع خلّاق لا يمكن التغاضي عنه.
رواق المجلس سيعطي الكلمة للشباب واليافعين والباحثين والكتاب والفاعلين من المجتمع المدني وعموم زوار المعرض بهدف مناقشة وضعية الشباب في المغرب والوقوف عند المكتسبات والتحديات التي تطرح في هذا المجال، فضلا عن تقديم مجموعة من الاقتراحات الرامية إلى تعزيز حقوق هذه الفئة.
وفي هذا الإطار يشير السيد إدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إلى "أننا في حاجة إلى سياسة متكاملة وشمولية ينخرط فيها مجموع الفاعلين العموميين والخواص، وهي سياسة لا يمكن إعدادها دون مشاركة فعالة للشباب على جميع المستويات، مع استحضار روح دستور 2011 والتطورات الأخيرة في القانون الدولي. ويمكن أن يكون هذا الحق في المشاركة المفتاح الأول للاستجابة المشتركة للتحديات الكبرى التي تواجه المجتمع المغربي. وتعد مشاركة المجلس الوطني لحقوق الإنسان في هذا المعرض مساهمة متواضعة على هذا الدرب".
ويضم برنامج الرواق خمسة محاور وهي: "مبادرات شبابية"، التي ستسلط الضوء على المبادرات الشبابية الخلاقة في مجموعة من المجالات، "حلقات نقاش"، والتي ستشكل فرصة للوقوف عند واقع البحوث الأكاديمية التي تتناول موضوع الشباب، فقرة "تكريم"، تقديرا لعمل الشخصيات التي أسهمت في النهوض بحقوق الشباب، "مؤلفات وتوقيعات"، وأخيرا فقرة "ضيف اليوم" التي ستستضيف إحدى الشخصيات للدخول في حوار مباشر مع العموم.
وهكذا سيحتضن رواق المجلس، الممتد على مساحة 340 مترا مربعا، أكثر من 50 نشاطا وسيستضيف نحو 150 متدخلا من المغرب وبلجيكا وفرنسا والكونغو الديمقراطية.
يذكر أن المعرض الدولي للنشر والكتاب في الدار البيضاء سيفتتح أبوابه للعموم في الفترة الممتدة ما بين 10 و19 فبراير 2017.