الرباط - جميلة عمر
استغل كل من رئيس مجلس المستشارين حكيم بنشماس، ورئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران، منصة المنتدى البرلماني الدولي الثاني للعدالة الاجتماعي لتبادل رسائل الضرب تحت الحزام، الإثنين في مقر مجلس المستشارين.
وبادر عبدالإله بنكيران، خلال كلمته، في الجلسة الافتتاحية للمنتدى المذكور، بتقطير الشمع على بنشماس، حيث قال إن تنظيم هذا المنتدى جاء متوافقًا مع ذكرى 20 فبراير/شباط، في إشارة إلى الحراك الاجتماعي الذي خرج فيه المغاربة للشارع يطالبون بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية قبل ست سنوات من الآن، قبل أن يتفاعل الملك مع هذا الحراك "بشكل رائع".
وواصل رئيس الحكومة، " أن منطق الكون قضى أن الشعوب في النهاية لا بد أن تحصل على ما تريد مهما طالها الظلم"، ومضى يتلو مقطعًا لقصيدة أبي القاسم الشابي التي يقول فيها "إذا الشعب يومًا أراد الحياة..فلا بد أن يستجيب القدر.. ولا بد لليل أن ينجلي.. ولا بد للقيد أن ينكسر" .
وأضاف بنكيران، أنّ " الأقوياء يكنزون لأنفسهم الثروة وتبقى الفئات الأخرى تحتج وتنتفض، بينما فئات أخرى لا تجد سبيلًا للاحتجاج والمطالبة بحقها من الثروة ولا يسمع صوتها، وهم في الغالب من سكان البوادي".
وأردف أنّ النخب المستفيدة من الثروة الوطنية والتنمية تنادي بالإصلاح وتؤيد فكرة القيام بالإصلاحات وتدعي مناصرتها لقضايا المستضعفين، لكن في المقابل ترفض أي إصلاح يدفعها للتضحية بقليل من الثروة التي راكمتها".
وأكّد بنكيران على أن "رجال الأعمال والنخب الغنية أول من يجب أن يبادر للحوار الاجتماعي لتتمكن الفئات الضعيفة من أخذ نصيبها من الثروة"، مخاطبًا من وصفهم بـ" الذين اغتنوا من ثروات المغرب"،" أما آن الأوان أن نرد بعض الشيء لصالح الفئات الضعيفة في هذا المجتمع".
وشدد رئيس الحكومة المعين، على أن الجميع يريد إيجاد الحلول لمعضلات المجتمع، والانخراط بشكل جدي في التنمية والنهوض بالمجتمع، لكن لا أحد يريد أن يُضحي بماله، حيث يرفضون بشكل قاطع تقديم جزء من ثروتهم للفئات المستضعفة، مضيفا أنه "على الرغم من أن النخب المستفيدة من الثروات، تدعي أنها تناصر القضايا المجتمعية وتسعى لإيجاد حلول والقيام بإصلاحات لمساندة المستضعفين من المغاربة إلا أنه عندما يتعلق الأمر بالتضحية بجزء من ثروتهم يتبخر الأمر.
وبدا كلام بنكيران، أنه استفز بنشماس كثيرًا، إذ بعد ما أنهى الأول كلمته دخل الثاني، في صمت طويل، بحكم أنه هو الذي يسير الجلسة، ولم يتكلم إلا بعدما رتب كلامه جيدًا، وقال ردًا على بنكيران، إن "قصيدة الشابي تتطلب بعض التعديل الضروري الذي اقتضته اللحظة"، وعليه نقول: "إذا الشعب يومًا أراد الحياة فلا بد أن يتحمل المسؤولون على تدبير الشأن العام مسؤوليتهم ويبادروا إلى ابتكار الحلول لصالح الشعب المغربي”. وقوبل كلام بنشماس بالتصفيق.