الرباط – المغرب اليوم
كشفت نسخة 2016 من تقرير التنمية الإنسانية العربية بعنوان "الشباب وآفاق التنمية في واقع متغير"، عن أن الشباب المغربي ضمن فئة الأكثر تدينًا في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط ، ويزداد هذا الالتزام لدى الفئات الشابة من 15 إلى 30 سنة، مبينا أن أكثر الفئات العمرية دعمًا للإسلام السياسي تتراوح أعمارهم ما بين 30 و44 سنة، وأن من تتراوح أعمارهم ما بين 15 و29 سنة هم الأقل دعمًا، فيما ما يقرب من 80 في المائة من المغاربة الكبار سنًا يعلنون عن تأييدهم لدولة غير علمانية.
وأشار التقرير في الفصل ذاته، إلى أن معدلات طاعة المواطن المغربي للسلطة باتت تتراجع خلال السنوات الأخيرة، بسبب ما اسماه "انتشار القيم الليبرالية المتمثلة في ارتفاع مؤشرات التعبير عن الذات والمساواة بين الجنسين وتقلص مستوى طاعة السلطة السياسية"، حيث أصبح الشباب المغربي يتجه إلى المشاركة في المظاهرات، مبرزًا أن طاعة الشباب المغاربة للسلطة تراجعت من حوالي 0.8 نقطة عام 2000 إلى 0.3 خلال 2013، ولا يتعلق الأمر بالشباب فقط بل حتى طاعة كبار السن تراجعت من 0.9 نقطة إلى 0.5.
وأوضح التقرير الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن الشباب هم أكثر مشاركة في المظاهرات بنسب تتراوح ما بين 10 و12 في المائة، فيما يتجه الأشخاص الأكبر سنًا إلى مكاتب التصويت بنسبة تصل إلى 40 في المائة.
وحسب المصدر نفسه يرى معظم الشباب المغربي أن الجوانب الاقتصادية هي أهم التحديات التي تواجه المملكة، مشيرا إلى أن دراسات حديثة العهد في المغرب كشفت أن معدلات البطالة بين أفراد يشاركون بعد التخرج في برامج في مركز التدريب المهني تبلغ تقريبًا نصف المعدلات بين المتخرجين الآخرين.
ومن بين التحديات التي تواجه المملكة أيضا الفساد المالي والإداري، وذلك بحسب 9.6 في المائة من الشباب المغربي، مقابل 2.1 في المائة يرون أن العائق هو تعزيز الديمقراطية. وفي الإطار نفسه يرى 41 في المائة من المغاربة أن الأمن والسلامة يزدادان سوءًا في البلاد، مقابل 38 في المائة يعتقدون أن الآفاق الاقتصادية تسوء أكثر.
وحسب التقرير المذكور فإن التحديات والفرص التي تواجه الشباب في المنطقة العربية، وخاصة منذ موجة التحولات الكبيرة التي اجتاحت عددا من البلدان العربية في العام 2011 ، وحسب ديباجة التقرير فإنه ويقدِّم لمحة عامة مبنية على الدلائل عن الشباب في المنطقة، ويسعى الى تحفيز نقاش جاد وموسع يشارك فيه الشباب أنفسهم مع أهم الأطراف الأخرى في المجتمع حول مستقبل التنمية في المنطقة، وأفضل السبل لفتح المجال أمام الشباب للمساهمة في صناعة المستقبل.
وبالرغم من رصده لانتشار مظاهر التدين في صفوف المغاربة، إلا أن التقرير يصنفهم ضمن الشعوب "الأقل تسامحا دينيا" إلى جانب المملكة الأردنية، حيث يقل التسامح الديني في صفوف الشباب، فيما يرتفع مؤشره في صفوف الفئات ما فوق 60 سنة، وهو نفس المؤشر الذي صنف مصر ضمن أعلى البلدان العربية تسامحًا، وفسر التقرير هذا بكون "المجتمعات المتعددة هي المجتمعات المتسامحة".