الرباط-رشيدة لملاحي
حذّر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي، عبد الإله بنكيران، من تهديد برلماني الحزب ومصادرة حقهم في التعبير بكل حرية عن مواقفهم تجاه عدد من القضايا تهم تنظيمهم السياسي، والتي وصلت إلى حد تهديد المخالفين بحرمانهم من التزكيات في الانتخابات.
بالمقابل، ردّ وزير العمل وعضو الأمانة العامة للحزب "المصباح"، محمد يتيم قائلا :"من العيب تصديق الشائعات والبناء عليها ينبغي التثبت من صحة ما نقل، في إشارة لقضية التهديد باستعمال التزكيات، مضيفًا" وإذا كان ذلك قد قيل فانه منكر وأنا أول من يتصدى له، وبين التزكيات أربع أو خمس سنوات والقرار فيها للأمانة العامة وإذا تواطأت الأمانة العامة على ذلك فانتظر الساعة وتصديق ذلك والبناء عليه لا يستقيم"، حسب تعبيره على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي، موضحًا أن توضيحه جاء في سياق على انتقدوهم بالصمت داخل المجلس الوطني للحزب المنعقد يوم السبت في الرباط، قبل أن يستدرك كلامه في رده على أحد المناضلين "بأن مداخلة العثماني ومداخلة بنكيران قد أغنت الجميع عن التدخل".
وكان عبد الإله بنكيران قد خاطب أعضاء المجلس الوطني، قائلا"من خان ثقة الحزب وعهده ومنهجيته سيفضحه الله"، قبل أن يشدد على صف ووحدة الحزب في ظلّ الظروف والوضعية التي يعيشها حزب العدالة والتنمية، ووضع رئيس الحكومة السابق حدًا للإشاعات حول موقفه من حكومة خلفه سعد الدين العثماني، بتأكيده على دعمه للحكومة الحالية، موضحا أن حزبه هو من يتولى قيادتها، قبل أن يوجه رسائل سياسية لوزاراء الحزب "إذا نجحت الحكومة فذلك مبتغانا وإن فشلت علينا تحمل المسؤولية تجاه المواطنين الذين قدمتهم لهم وعودًا ثقليه".
وكانت الأمانة العامة لحزب "المصباح"، قد أعلنت عن موعد لعقد المؤتمر الوطني العادي للحزب في كانون الأول/ديسمبر المقبل، حيث لم يستبعد بنكيران من خلال تصريحه لوسائل الإعلام من عودته لقيادة حزب "المصباح"، عقب لقاء للأمانة العامة للحزب، حيث كشف أن "مرحلته انتهت من الناحية القانونية، إلا إذا وقع شيء لا نعرفه من خلال مطالب الناس أو مصلحتهم أو يتضح أن أمورًا غير عادية، مؤكدا أنه قد يعود مُضطرا تحت رغبة مناضلي حزبه ، قبل أن يستدرك كلامه، قائلا"إذا لم يضطر له الإخوان، أما أنا لا أطلب من أي أحد في الكرة الأرضية، أو أي أخ أو أخت أي شيء باستثناء الرحمة والاستغفار من الله".
وحول الأصوات المتعالية لتمديد له، لولاية ثالثة و المطالبة بحذف المادة 16 من النظام الأساسي، التي تمنع تولي قيادة الحزب لأكثر من ولايتين متتاليتين، شدد بنكيران بقوله :" في جميع الأحوال لن أدخل في هذا الموضوع، أما من الناحية القانونية، ونحن حزب يحترم القانون، فإن المرحلة انتهت بالنسبة لي، "إذا لم يضطر له الإخوان ".
وسبق للمكتب الوطني لشبيبة حزب العدالة والتنمية، قد دعا بنكيران إلى "الاستمرار في ممارسة أدواره الوطنية حالاً ومستقبلاً باعتباره أملا لفئات واسعة من الشعب المغربي"، ووصف شبيبة حزب"المصباح"، مواقف رئيس الحكومة السابق بـ"الصامدة في مواجهة إرادات التحكم بمختلف تعبيراته الحزبية والسياسية، وتشبثه بالمبادئ والمواقف الثابتة للحزب المذكور التي لا تلين بين يدي المواقع والمناصب".