الدار البيضاء ــ جميلة عمر
معطيات جديدة تعيد عقارب التحقيق في مقتل البرلماني عبد اللطيف مرداس إلى نقطة الصفر، فبعد ترحيل ابن أخت هشام مشتري المتورط في جريمة قتل مرداس، بدأت معالم الجريمة تتضح أكثر. وجديدها أولا كان المتهمان الرئيسيان مشتري ووفاء يهدفان من وراء ابعاد "حمزة " الى تركيا إلى تضليل المحققين في إطار مخطط قاما بحبكه قبل تنفيذ عميلة القتل أوائل مارس/آذار الماضي.
و لولا ذكاء و حبكة العناصر الأمنية التي تتبعت خيوط هذه الجريمة، لكان العشيقان ينويان أن يلفقا تهمة القتل لـ''حمزة'' في حال ما إذا انكشفت خيوط الجريمة، بدعوى أن البرلماني المقتول كان لديه خلاف مع أصدقاء حمزة حول مبلغ مالي كبير يقدر بـ200 مليون سنتيم.
وحسب ما أسفر عنه التحقيق ، فإن ''مشتري'' وعشيقته ''وفاء'' قدما لحمزة مبلغًا ماليًا كبيرًا بقصد إتمام دراسته في تركيا قبل تسهيل عميلة هروبه بعد ثلاثة أيام على تنفيذ هذه العملية الإجرامية . وكما حبك مع عشيقته ،اعترف مشتري في التحقيقات الأولية أن ابن أخته هو من ارتكب الجريمة قبل أن يعترف بالمنسوب إليه بعد مواجهته بعدد من الدلائل و القرائن التي تثبت اقترافه لجريمة القتل بتخطيط مع زوجة القتيل ''وفاء".
و جاء توقيف ابن شقيقة مشتري بعد مراقبة دائمة من قبل مصالح الشرطة لهاتف والدته بعد أن تبين أنه دائم الاتصال بها عبر ''الواتساب'' إلى أن تم تحديد وجوده في فندق بأنقرة، فتم إشعار الشرطة التركية التي داهمت الفندق المذكور وتمكنت من اعتقاله داخل غرفته، ووضعته تحت الحراسة النظرية في مقر الشرطة التركية لمدة 48 ساعة، قبل أن تقوم السلطات التركية بترحيله إلى المغرب وتسليمه الى المصالح الأمنية.
ترحيله إلى المغرب ، أعاد التحقيقات إلى الصفر،كما أنه فجر مفاجأة من العيار الثقيل، خاصة بعدما صرح أمام قاضي التحقيق، أن القاتل الحقيقي للبرلماني المذكور ليس خاله، و أنما جندي سابق قام الأخير باستئجاره لتنفيذ المهمة مقابل مبلغ مالي مهم.
من جهة أخرى ، نقل مشتري على وجه السرعة إلى مستعجلات ابن رشد بعدما انتابته غيبوبة داخل الزنزانة التي يقوم بها داخل سجن عكاشة، والتي تبين في ما بعد، أن سببها داء السكري، الذي أصيب به داخل السجن بسبب معاناته النفسية لتورطه في جريمة قتل.