مراكش - جميلة عمر - تصوير أمين مرجون
قال الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة، رئيس محكمة النقض، القاضي مصطفى فارس، في الكلمة التي ألقاها، خلال الجلسة الافتتاحية لفعاليات المؤتمر الدولي بشأن العدالة، الذي تحتضنه مدينة مراكش، أن "السلطة القضائية كانت وستبقى دائمًا صمام الأمان، مشيرًا إلى أن "صراعها لن يكون مع أي سلطة أخرى، وإنما معركتها الحقيقية هي سمو الحق وسيادة القانون وصون المكتبسات ومكافحة الفساد بكل صوره وأشكاله وضمان الحقوق والحريات"
وأضاف فارس إلى أن اختبار السنة الأولى من تنصيب المجلس الأعلى للسلطة القائمة بيّن أن المدخل الأساسي للنجاح هو تغيير العقليات لتستوعب المستجدات بعيدًا عن خطاب التشكيك والتبخيس والتحلي بالموضوعية والانكباب على العمل بروح الفريق كل من موقعه ومسؤولياته".
وأكّد فارس أن السنة الأولى من عمل المجلس خصصتا "للبناء وإعداد الهياكل التنظيمية والإدارية والبشرية والتقنية"، باعتبارها "ورشًا أساسيًا من أجل حكامة قضائية، وفق رؤية استراتيجية ورسالة واضحة".
وأضاف فارس "لا أحدًا يجادل أن قوة القضاء ونزاهته كواقع عملي يؤثر بشكل مباشر في زيادة النمو الاقتصادي ويؤسس لفضاء آمن للاستثمار يضمن به الاستقرار الاجتماعي والأمني والحقوقي وينتج آفاقًا أرحب للتنمية البشرية في أبعادها المختلفة.
وقال إن المتقاضين اليوم عبر العالم يجب أن يلمسوا في تفاصيل معيشهم اليومي آثار استقلال السلطة القضائية وهي تحل مشاكلهم وتدبر نزاعاتهم وتنظم علاقاتهم القانونية والواقعية مع باقي الأفراد والجماعات والمؤسسات، وتقدم لهم كل الخدمات بسرعة وشفافية ويسر.
وتابع أن القضاه أمامهم اليوم تحدٍ لتكريس الثقة في ظل عالم متسارع ومفاهيم متغيرة وإشكالات معقدة تثير الكثير من اللبس والغموض وتطالبهم بالتبصر
والتجرد والشفافية، وبتدبير التوازن والتعاون بين السلط ومواجهة التأثيرات المختلفة بكل حزم ويقظة خدمة للعدالة وتجسيدا للقيم والأخلاقيات القضائية.
واستطرد" نحن مطالبين جميعًا بالإجابة على تساؤلات كبرى ذات طبيعة تنظيمية وقانونية وحقوقية وأبعاد اقتصادية واجتماعية وثقافية دقيقة ومركبة.
وأكمل "نحن أمام رهان إيجاد عدالة قوية مستقلة مؤهلة ومنفتحة على محيطها الوطني والدولي تواكب كل هاته المستجدات بتفاعل إيجابي وتعاون مع باقي الفاعلين.
وأكّد " سيكون لدينا بكل تأكيد فرصة لمناقشتها على امتداد أيام هذا اللقاء الدولي الكبير الذي سيخولنا أيضًا بناء جسور للتواصل والحوار واقتسام التجارب الفضلى والاستفادة من خبرة وتجربة هامات قانونية