الجزائر – ربيعة خريس
احتفل "التجمع الوطني الديمقراطي", ثاني تشكيلة سياسية في البلاد والأحزاب المحسوبة على التيار الإسلامي في الجزائر, بنشوة الفوز، في وقت تذوق حزب "جبهة التحرير الوطني" حزب الرئيس الجزائري, عبد العزيز بوتفليقة, طعم الخسارة, بعد أن فقد 56 مقعدًا في المجلس الشعبي المقبل المنبثق عن تشريعيات 4 مايو / أيار 2017 مقارنة بتمثيله في البرلمان المنتهية عهدته.
وأظهرت الأرقام التي كشف عنها وزير داخلية الجزائر نور الدين بدوي, تراجعًا كبيرًا لحزب الرئيس الجزائري, الذي اكتفى بـ164 مقعد وهو الذي كان يحوز على 220 مقعدًا في المجلس الشعبي الوطني المنتهية ولايته, فيما حقق التجمع الوطني الديمقراطي الذي يتولى أمانته العامة أحمد أويحي تقدما لافتا بعد أن رفع مقاعده من 68 مقعدًا إلى97 مقعدا، ما سيمكنه من رفع كوتته الوزارية في الحكومة المنتظرة التي سيعيينها الرئيس بوتفليقة في الأيام المقبلة.
وحصل تحالف حركة مجتمع السلم, أكبر تنظيم لإخوان المسلمين في الجزائر على 33 مقعد، بعده القوائم الحرة في المرتبة الرابعة بـ 28 مقعد يليها تجمع أمل الجزائر بقيادة عمار غول بـ19 مقعدا. واحتل الاتحاد الإسلامي المرتبة السادسة بـ 15 مقعد وجبهة القوى الاشتراكية وجبهة المستقبل ب14 مقعد لكل واحد منهما، ثم الحركة الشعبية الجزائرية ب13 مقعد يليها حزب العمال ب11 مقعدا و حزب التجمع من أجل الثقافة و الديمقراطية بـ 9 مقاعد.
وعلق المحلل السياسي والإعلامي الجزائري, احسن خلاص, في تصريحات لـ " المغرب اليوم " على هذه النتائج قائلا " كقراءة أولية إجمالا نلاحظ الاحتفاظ بالخارطة السياسية القائمة رغم تراجع الحزب الحاكم وتقدم التجمع الوطني الديمقراطي وتقلص الفارق بينهما ", ومن بين التطورات التيتم تسجيلها فوز المستقلين أي الأحرار, مشيرا إلى أن نتائج الانتخابات أفرزت فوز 36 حزبا سياسيا مع إمكانية تشكيل 10 كتل برلمانية.
وعن النتائج التي حققتها الأحزاب المحسوبة على التيار الإسلامي في الجزائر, قال المحلل السياسي الجزائري إن التحالفات التي أبرمها الإسلاميون لم تعد عليهم بالمنفعة كثيرا للحصول على موقع أقوى بينما شهدت الأحزاب العلمانية تراجعا ملحوظا, فيما تمكنت أحزاب غير معروفة في الساحة السياسية من الحصول على بعض المقاعد من منطلق " عشائري ".
وأرجع القيادي في الحزب الحاكم, بوعلام جعفر, أسباب تراجع حزب الرئيس الجزائري, عبد العزيز بوتفليقة, إلى ثلاثة أسباب رئيسية هي ضعف الحملة الانتخابية والخطاب السياسي للحزب والصراعات الداخلية التي تتخبط فيها التشكيلة السياسية, موضحا في تصريحات لـ " المغرب اليوم " أن مناضلي الحزب الحاكم مطالبون اليوم بتنظيم ندوة وطنية لتقييم النتائج الهزيلة التي حققها الحزب في الانتخابات البرلمانية.
وبرَّر الأمين العام لحزب الرئيس الجزائري, عبد العزيز بوتفليقة, تراجع عدد المقاعد المحصل عليها في تشريعيات الرابع مايو/ آيار 2017 مقارنة بتشريعيات 2012 إلى مشاركة عدد كبير من التشكيلات السياسية في هذه الاستحقاقات مما "شتت" كما قال الأصوات معتبرا أنه بالرغم من ذلك لا يزال حزبه "أكبر قوة سياسية في البلاد".
وقال ولد عباس, في مؤتمر صحفي, عقب الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية, أن "دخول 36 حزبا سياسيا" إلى المجلس الشعبي الوطني أدى إلى "تشتت الأصوات" مما تسبب في تراجع عدد المقاعد التي تحصل عليها الحزب من 208 في 2012 إلى 164 في تشريعيات مايو/ أيار 2017 .
وأضاف في نفس السياق أنه بالرغم من وجود هذا العدد الكبير من التشكيلات السياسية غير أن حزب جبهة التحرير الوطني "احتفظ بالأغلبية ولا يزال القوة الأولى في البلاد". وعبر عن أمله في أن تتكرر نفس النتائج بالنسبة لحزبه في "المحليات التي ستجرى في أكتوبر المقبل".
ومن جانب آخر التجمع الوطني الديمقراطي, بنشوة الفوز الذي حققه, في سادس انتخابات نيابية تشهدها الجزائر منذ إقرار الانفتاح السياسي في البلاد. وعبر الأمين العام للتشكيلة السياسية, في بيان نشر في الموقع الرسمي للحزب, عن ارتياحه لتسجيل تقدم بحوالي خمسين بالمائة % 50 في عدد نوابه. وقال أويحيى أن "نواب الأرندي ارتفع من 68 نائبا في العهدة السابقة 2012 ,إلى حوالي 100 نائب خلال تشريعيات 2017 ".
وقدم أويحي تشكراته إلى الناخبين والناخبات الذين صوتوا على قوائمه. كما حيي, كذلك, جميع مناضلاته و مناضليه ,على المجهودات التي بذلوها و التي قال الحزب أنها توجت بهذه النتيجة".