الرباط - رشيدة لملاحي
كشفت مصادر جيدة الاطلاع من داخل حزب الاستقلال لـ"المغرب اليوم" أن رسالة الاستقلالي نزار بركة، أثارت استفزاز أنصار الأمين العام للحزب حميد شباط، الذين عبروا عن غضبهم اتجاه انتقادات بركة في المرحلة الراهنة التي يشهد فيها الحزب خلافات مع أطياف سياسية أخرى، تحاول اضعافه بتحريك صراعات داخلية بين قياداته"، على حد قول المذكورة.وأضافت المصادر نفسها، أن أنصار الأمين العام لحزب"الميزان" شككوا في توقيت خروج القيادي الاستقلالي، متسائلة عن تواريها عن مختلف أنشطة الحزب، وكذلك عدم ظهوره إلى جانب القيادات الحزبية الحملات الانتخابية في الاستحقاقات التشريعية الأخيرة، خصوصًا أنه وقع رسالته باسم عضو المجلس الوطني.
وكان الاستقلالي نزار بركة، خرج في رسالة له، نشرت في يومية الصباح في عددها الجمعة، تحت عنوان "رؤية أمل لإنقاذ حزب الاستقلال"، حيث أكد أنه "حان الوقت لنقوم بنقد ذاتي شجاع وإصلاح الأخطاء"، مضيفًا أن"الروابط المتينة التي تجمعني بمناضلات ومناضلي حزب الاستقلال، وكذلك علاقاتي مع من سبقوني في الحزب، دفعتني اليوم لكي أتقاسم معهم انشغالي الكبير والعميق بالوضعية الراهنة التي يتخبط فيها الحزب"، مضيفا "لقد بقيت وفيًا للحزب ومرتبطًا بقيمه ومبادئه ووحدته ومحترمًا لقرارات مجلسه الوطني، رغم الانتقادات العديدة التي تعرضت لها".
وتابع بركة الذي يشغل منصب رئيس المجلس الاجتماعي والاقتصادي في رسالته " لكن ما نراه الآن، هو أنه داخل حزب الاستقلال خاصة في الجانب التنظيمي لم يعد أي شيء آمنًا، ومعنى المسؤولية أصبح يخجلنا، بالرغم من أن الأمر مؤلم، نعم مؤلم أن نجد أنفسنا نقوم بنقد ذاتي حقيقي للحزب"، مضيفًا"أن نصارح بعضنا البعض، وأن نسمي الأشياء بمسمياتها ولو كان في ذلك شيء من القسوة على الذات، حزب الاستقلال أصبح أكثر انحسارًا بعد الاستحقاقات الانتخابات الأخيرة، وأصبح أكثر جدلاً، وانقساما وعزلة أكثر من أي وقت مضى"، مضيفًا أنه "لا يشغله تحديد المسؤولية عن هذا الوضع المقلق"، لأن التقييم يرجع لمناضلي الحزب، لكن رغم ذلك أكد بركة، ثقته في حكمة وعقلانية وبعد نظر الاستقلاليين، للمضي في مسلك شجاع ومشرف لتجاوز هذا الوضع الصعب، يبوء الوطن مكانة فوق كل اعتبار.
وشدد نزار بركة على أن "حزب الاستقلال تم إضعافه وأصبح هشًا منذ الانتخابات الأخيرة، كما أنه أصبح مثيرًا للجدل ومتفرقًا ووحيدا"، مضيفًا "هدفي من هذه المداخلة ليس إلقاء اللوم على أشخاص معينين واعتبارهم مسؤولين عن هذا الوضع ، لأن الأمر يرجع لمناضلات ومناضلي الحزب لتقييم هذه المرحلة من حياة الحزب خلال المؤتمر المقبل والذي سيكون فرصة لكي تتكلم جميع الأصوات بدون إقصاء وتكون هناك إمكانية للتعبير".
وأوضح بركة "في الواقع، لدي ثقة كبيرة في حكمة وفطنة الاستقلاليات والاستقلاليين من أجل أن ننخرط معا في مخرج شجاع ومشرف لتكويننا السياسي والذي بإمكانه أن يجمعنا حول حزب استقلال قوي ذو مشروع مشترك، والذي دائمًا ما كان يضع الوطن فوق كل الاعتبارات"، مضيفًا"لكي نجد الحل ليس علينا أن نختار الطريق السهل، علينا أن نختار طريق المسؤولية والعقل والفطنة.. خاصة وأننا الآن وأكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى حزب استقلال قوي وملتزم سياسيًا ونفسيًا ومسؤول".