جنيف ـ عادل سلامة
مع وصول جميع فرقاء طاولة المفاوضات السورية الى جنيف اليوم الخميس، بدأ نائب المبعوث الأممي إلى سورية رمزي عز الدين رمزي، عقد لقاءات تمهيدية مع الأطراف التي ستشارك في مؤتمر "جنيف 5" والذي سيدأ أعماله غدًا الجمعة.
وقال رمزي في تصريحات صحفية، إن المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا سيصل مساء اليوم الخميس إلى جنيف، مشيراً إلى عقده اجتماع مع وفد الحكومة السورية، على أن يلتقي وفوداً أخرى لاحقاً لبدء المشاورات يوم غدٍ الجمعة".
وأعلن رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات نصر الحريري، في مؤتمر صحفي عقده في جنيف، اليوم الخميس، أن المعارضة متمسكة ببحث الانتقال السياسي وفق ما ينص القرار الأممي 2254 وبيان جنيف. وقال إن التركيز الآن يجب أن يكون على الانتقال السياسي وكل ما يتعلق به، أي الانتقال السياسي ثم الدستور الجديد وإجراء الانتخابات.
وشدد نصر الحريري على أن القرار الأممي 2254 واضح في إلزامه الأطراف ببيان جنيف. وأضاف في مؤتمره الصحفي، أن الهيئة تحاول التقدم عمليًا ودفع العملية السياسية إلى الأمام، مؤكدا أن القرار 2254 يتحدث عن كامل الفترة الانتقالية وكل المواضيع التي نريد التحدث عنها.
وأشار إلى أن اجتماع الهيئة، الخميس، مع نائب المبعوث الأممي إلى سورية رمزي رمزي، شهد حديثًا كثيرا عن الانتقال السياسي، مؤكدا أن هذا الأمر أُدرج على جدول الأعمال لتتم مناقشته بالتفصيل مع دي ميستورا، غدًا الجمعة.
وفي بروكسل، أشادت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيديريكا موغيريني باستئناف المفاوضات السورية في جنيف، واصفة هذا الحدث بـ"الخطوة المهمة" على طريق حل النزاع في سورية.
وفي بيان نشر في العاصمة البلجيكية، دعت موغيريني إلى "التطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في "أستانا"، والذي يتعين على الأطراف الضامنة (روسيا وتركيا وإيران) تأمين تنفيذه بواسطة آلية المراقبة الثلاثية".
وأضافت: "يجب على جميع الأطراف والمشاركين حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها بشكل كامل وبدون أعاقة، في جميع أراضي سوريا"ة وأكدت موغيريني دعم الاتحاد الأوروبي للجهود الرامية إلى إنجاح المفاوضات السورية والتي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا، كما أفادت بأن بروكسل ستستضيف، في 5 من شهر أبريل/نيسان المقبل، مؤتمرا للدول المانحة ستكون للاتحاد الأوروبي فيه صفة رئيس مشارك، مؤكدة أن هذا اللقاء الدولي سيسهم بقسطه في تسوية النزاع السوري بطرق سلمية.
وعشية بدء الجولة الخامسة من مفاوضات جنيف، قتل 5 أطفال وأصيب عدد أخر، من جراء سقوط قذيفة صاروخية على منطقة الحمدانية في مدينة حلب السورية. وأفاد نشطاء سوريون أن ما لا يقل عن 10 أشخاص سقطوا بين قتيل وجريح ، معظمهم من الأطفال، جراء سقوط قذائف على منطقة "مشروع 3 آلاف شقة" في حي الحمدانية في حلب، ونقلوا أنباء عن مقتل 5 أطفال منهم، فيما لا يزال عدد القتلى مرجحًا للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة، أحدهم طفل جراحه حرجة.
وفي العاصمة دمشق أسفر إطلاق مسلحي المعارضة في حيي جوبر والقابون للقذائف الصاروخية وأخرى الهاون على منطقتي الروضة والعباسيين بدمشق، عن "إلحاق أضرار مادية دون وقوع إصابات بين المواطنين".
وفي حماة، أعلن مصدر سوري مطلع أن فصائل المعارضة المسلحة سيطرت على نحو 40 بلدة وقرية وموقعًا في ريفي حماة الشمالي والغربي، خلال أقل من 48 ساعة في معركة أطلق عليها تسمية "وقل اعملوا". وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان له اليوم الخميس: إن الريفين الشمالي والشمالي الغربي لمدينة حماة، لايزالان يشهدان معارك عنيفة بين عناصر القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، وبين فصائل معارضة أهمها، (هيئة تحرير الشام وجيش النصر وأجناد الشام وجيش إدلب الحر وجيش العزة.)
وأسفرت هذه المعارك عن تقدم واسع للفصائل على حساب القوات الحكومية، وتمكنت من السيطرة على قرى ومناطق "شيزر وشليوط وكوكب وتل بزام والإسكندرية وحواجز أبو عبيدة والجسر والقرامطة في محيط شليوط وبلدة صوران وقرى معردس وكفرعميم وبلحسين ومعرزاف والمجدل وخربة الحجامة وأرزه وخطاب وسوبين والشير وتلتها وتلة البيجو وتلة الشيحة ومستودعات ورحبة خطاب ومداجن السباهي والقشاش ومطاحن معردس وتلة استراتيجية شمال بلدة قمحانة تعرف باسم “النقطة 50″، وأكثر من 10 نقاط وحواجز أخرى في محيط معردس وصوران"، بالإضافة الىسيطرة "جيش العزة" على مساحات واسعة من الطريق الرئيسي حماة محردة، ما أسفر عن قطعه .
وأجبر القصف الجوي الذي يرجح أنه للتحالف الدولي على مدينة الطبقة (53كم غرب مدينة الرقة)، شمالي سورية، على نزوح ثمانين عائلة من المدينة باتجاه الريف الغربي للمحافظة، على خلفية الغارات التي تعرّضت لها خلال اليومين السابقين.
وتوجهت العائلات من الحيين الأول والثاني في المدينة، باتجاه قرى وبلدات هنيدة والمنصورة والصفصاف والهورة، بالريف الغربي للرقة. ونقل النشطاء المحليون أن أجور نقل العائلة الواحدة من مدينة الطبقة إلى الريف الغربي للرقة تتراوح بين 20 و 40 ألف ليرة سورية , فيما وصلت خمسين عائلة أمس الأربعاء، إلى الريفين الجنوبي والغربي للرقة قادمين من أحياء مدينة الطبقة، وهم من نازحي ريف حلب الشرقي.
وتأتي حركة النزوح بعد تعرض مدينة الطبقة ليومين متتاليين من قصف جوي يرجح أنه للتحالف الدولي، أسفر عن مقتل وجرح العشرات، فيما علقت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بأنه لا دلائل على قصف التحالف لمدنيين، لافتة الى أنها ستجري مزيداً من التحقيقات.
وسبق أن شهدت مدينة الرقة موجات نزوح مماثلة تمهيداً للمعارك المرتقبة مع "قوات سورية الديمقراطية" التي باتت تحاصر المدينة من الجهتين الشمالية والشرقية، والتي تبعد كيلومترات قليلة عن حصارها من الجهة الغربية التي تصلها بمدينة الطبقة.