الرباط-رشيدة لملاحي
أكد رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، "أن المغرب لن يقف مكتوف الأيدي كما قال الملك في خطابه الأخير، بل انطلق مباشرة إلى البناء على الأرض من خلال المشاريع التي أطلقت في الأقاليم الجنوبية مثل باقي مناطق المغرب"، في كلمة افتتاحية لاجتماع الأسبوعي للمجلس الحكومي اليوم، الخميس، في الرباط. وشدد رئيس الحكومة، على أن "الحكومة تقف وراء التوجهات الواضحة التي أعلن عنها العاهل المغربي الملك محمد السادس في خطابه الأخير لمناسبة الذكرى الثانية والأربعين للمسيرة الخضراء، وأنها معبئة لإنجاح مختلف المشاريع في الأقاليم الجنوبية، وهو ما ظهر جليا في تسريع وتيرة البرنامج التنموي بالأقاليم الصحراوية من خلال الزيارات التي قامت بها وفود وزارية إلى هذه الأقاليم".
ووجه العثماني رسائل سياسية ، قائلا"إن المغرب لا يقبل أي مساومة في حقوقه التاريخية والقانونية والتي أجمع عليها الشعب المغربي بمختلف مكوناته، وأنه عازم على الدفاع عن حقوقه إلى النهاية وعدم التماطل في صيانة الأرض وكرامة الإنسان، كما أكد على ذلك الخطاب الملكي". وأضاف رئيس الحكومة أن المغرب لن يقف مكتوف الأيدي كما قال الملك في خطابه الأخير، بل انطلق مباشرة إلى البناء على الأرض من خلال المشاريع التي أطلقت في الأقاليم الجنوبية مثل باقي مناطق المغرب، معتبرا ذلك ردا عمليا تنمويا على الأرض وهو ما يعكس مقاربة المغرب في البناء والاندماج، يؤكد رئيس الحكومة.
وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس، قد أكد في خطاب ذكرى المسيرة الخضراء، على إصراره بالدفاع عن مغربية الصحراء وتعهده بالضحية من أجل قضيتها، مستدلا بخطاب جده الراحل الملك محمد الخامس، قائلا: "نعلن رسميا وعلانية، بأننا سنواصل العمل من أجل استرجاع صحرائنا، في إطار احترام حقوقنا التاريخية، وطبقا لإرادة سكانها".
وبيّن الملك محمد السادس مشروعية مطالب المغرب بقوله "فهذه الكلمات، في تلك الظرفية، لا تحتاج إلى تأويل، ولا يمكن لأحد أن ينازع في مصداقيتها، فهي أكثر من التزام. بل هي ميثاق ظل يجمع العرش بالشعب، كما تؤكد أن الصحراء كانت دائما مغربية، قبل اختلاق النزاع المفتعل حولها، وستظل مغربية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، مهما كلفنا ذلك من تضحيات".
وشدد العاهل المغربي على مواصلة المشاريع في المناطق الجنوبية وتوفير العيش الكريم لأبنائها، قائلا: "لقد عاهدت الله على بذل الجهود للدفاع عن الوحدة الترابية للملكة المغربية"، وأضاف أنه لا حل للصحراء خارج مبادرة الحكم الذاتي.
ووجّه الملك محمد السادس رسائل سياسية حول الوحدة الترابية للمغرب وأعداء سيادته، قائلا: "فخطاب محاميد الغزلان التاريخي يحمل أكثر من دلالة، فقد شكل محطة بارزة في مسار استكمال الوحدة الترابية، وأكد حقيقة واحدة، لا يمكن لأي أحد إنكارها، هي مغربية الصحراء، وتشبث الشعب المغربي بأرضه. فمباشرة بعد استقلال المغرب، وقبل تسجيل قضية الصحراء بالأمم المتحدة سنة 1963، وفي الوقت الذي لم تكن فيه أي مطالب بخصوص تحرير الصحراء، باستثناء المطالب المشروعة للمغرب، بل وقبل أن تحصل الجزائر على استقلالها، قبل كل هذا، أكد جدنا، آنذاك، الحقوق التاريخية والشرعية للمغرب في صحرائه".