طرابلس - فاطمة السعداوي
أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية عن تقدمها في آخر محور يخضع لتنظيم "داعش" في مدينة سرت، وسيطرتها على عدد من المباني المحصنة في هجوم أسفر عن مقتل 22 مسلحًا متطرفًا.وأوضح المتحدث باسم المركز الصحفي لعملية "البنيان المرصوص"، أن الوحدات الليبية تمكنت من القضاء على 22 عنصرًا من تنظيم "داعش" بعد تقدِّمها من المحور الجنوبي داخل حي الجيزة البحرية في المدينة.
وقال إن القوات الحكومية سيطرت، الاثنين، على أكثر من 30 منزلا ومبنى مدرسة في حي الجيزة البحرية السكني، آخر معقل لـ"داعش" وسط سرت، وعثرت على جثث لـ22 عنصرا من التنظيم. وأشار المركز إلى أن هذا التقدم جاء بحسب خطة تستهدف منازل مرتفعة يتمركز بها عناصر التنظيم، حيث تمت السيطرة عليها وقتل القناصة المتمركزين داخلها.
من جهته، قال مصدر طبي في مستشفى مصراتة المركزي، إنه استقبل 3 قتلى من قوات "البنيان المرصوص" و25 جريحًا إصاباتهم متفاوتة جراء الاشتباكات في سرت. وقبل ساعات من التوغل، نشرت القوات في الإنترنت شريط فيديو يظهر أحد جنودها يرفع مكبرا للصوت ويطالب من خلاله النساء والأطفال بمغادرة المنطقة ويعدهم بتوفير ممر آمن لهم.
وكان مصدر في المركز الإعلامي لعملية "البنيان المرصوص" الموالية للشرعية الليبية، أعلن أن قواتها عثرت اليوم الثلاثاء، على عشر جثث على الأقل، في أحد المنازل في منطقة الجيزة البحرية في مدينة سرت.
وأوضح المصدر، أن "قوات البنيان المرصوص" سيطرت أثناء تقدمها اليوم، على عدد من المنازل بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر داعش". وأضاف أن القوات "وجدت في أحد البيوت، الذي تمت السيطرة عليه، عددًا من الجثث، يرجح أنها لعناصر من التنظيم". وقال ذات المصدر: "المرجح لدينا، أن هذا البيت استعمله التنظيم، لوضع جثث قتلاه، الذين لقوا مصرعهم في المواجهات مع قوات البنيان المرصوص".
وفي سبها، تتواصل الاشتباكات المسلحة بمختلف أنواع الأسلحة في أحياء المنشية والمهدية وسط المدينة لليوم السادس بين قبيلتي أولاد سليمان والقذاذفة، وقد خلفت قتلى وجرحى من القبيلتين اللتين تعتبران من أكبر القبائل في المنطقة الجنوبية. وهذه الاشتباكات التي طالت المدنيين وأودت بحياتهم، كانت بسبب هجوم قرد لصاحب متجر من قبيلة أولاد سليمان، على طلبات يدرسن في المرحلة الثانوية من قبيلة القذاذفة الخميس الماضي.
وتجدَّدت الاشتباكات فجر اليوم الثلاثاء وسط سبها بين مسلحي القبيلتين، فأدت إلى سقوط قتيل وستة جرحى، ليرتفع عدد القتلى إلى 21 شخصا وأكثر من سبعين جريحا، بحسب ما ذكر مركز سبها الطبي لأجواء نت.
وتركزت هذه الاشتباكات في محيط فندق فزان وسط سبها، ومدخل شارع الجملة وعدد من شوارع حي سكّرة، وقد سقطت فيها قذائف عشوائية على منازل المدنيين. وقد أدى هذا القتال المسلح أيضا إلى إيقاف الدراسة في جميع المؤسسات التعليمية بسبها، وتعطل معظم مؤسسات الدولة عن العمل، وإغلاق أغلب المحال التجارية.
وقال الناطق باسم "مركز سبها الطبي" أسامة الوافي اليوم، إن من بين الجرحى ستة أطفال وست نساء، وقد أجريت لأربعة أطفال عمليات جراحية تكللت بنجاح. وأكد الوافي، أن المركز الطبي يعاني نقصا حادا في المواد والمعدات الخاصة بالجراحة وغرفة العناية الفائقة، إضافة إلى نقص الكوادر الطبية المتخصصة في جراحة الأعصاب والعظام. جهود مصالحة وعن الجهود المبذولة لوقف الاقتتال، أعلن مجلس سبها البلدي التوصل إلى هدنة واتفاق لوقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة في المدينة، ابتداء من الساعة السادسة من مساء اليوم الثلاثاء، وتستمر مدة 72 ساعة.
وأوضح عضو مجلس سبها البلدي غدفي أبوسعدة لأجواء نت، أن الهدنة التي توصل إليها المجلس جاءت لإفساح المجال للحكماء ولجان المصالحة للشروع في التواصل إلى حلول مع الأطراف المتنازعة بشأن المصالحة بينها، مبينا أن الهدنة تلزم الطرفين بضبط المظاهر المسلحة في الشوارع والأحياء السكنية.
وأكد أعضاء مجلس النواب عن المنطقة الجنوبية، مساندتهم للجهود المبذولة من قبل الحكماء والأعيان بالمنطقة ومباركة مساعيهم لوقف الاقتتال، مطالبين الفرقاء بضبط النفس وتحكيم صوت العقل لحقن الدماء. مناشدة محلية وأممية طالب الأعضاء في بيانهم الصادر، أمس الإثنين، جميع الجهات التنفيذية بتحمل مسؤولياتها لتوفير الدعم اللازم وتقديم المساعدات الضرورية بما فيها الطبية ومواد الإغاثة للمتضررين بشكل عاجل، وعلاج الجرحى. وأعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عن أسفها لاندلاع أعمال عنف قبلية في مدينة سبها، مناشدة السلطات الوطنية والمحلية التصدي للتصعيد المتزايد، ومشجعة جهود المصالحة.
وأثنى رئيس البعثة الأممية مارتن كوبلر على الجهود التي يبذلها قادة المجتمع للتوصل إلى وقف إطلاق النار، مطالبا بوضع حد لإراقة الدماء التي لا مبرر لها والتي تعصف بمدينة سبها، وتغليب صوت العقل من أجل المصالحة بين الطرفين. وجددت البعثة الأممية في بيانها التزامها بمساعدة الشعب الليبي، وإيجاد الحلول لخلافاته ودعم جميع المساعي المحلية لضمان تحقيق الوحدة والاستقرار والسلام في البلاد.
وكان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، قد كلف وزارة الداخلية بفتح تحقيق عاجل لمعرفة أسباب وملابسات الاشتباكات التي تشهدها سبها منذ الخميس الماضي، وكلف وزارة الصحة بمتابعة أحوال جرحى الاشتباكات وتوفير العلاج اللازم لهم.