بغداد - المغرب اليوم
استعادت الاحتجاجات زخمها في العراق، الاثنين، مع تظاهرات وقطع طرقات وجسور بالإطارات المشتعلة جنوبا، تنديدا بالطبقة الحاكمة التي فشلت حتى الآن بالاتفاق على تسمية رئيس جديد للوزراء. وبدأ العصيان المدني في مدن الديوانية والناصرية والحلة والكوت والعمارة، في جنوب البلاد، حيث أغلقت المدارس والدوائر الحكومية أبوابها الاثنين. وقال علي الديواني أحد متظاهري الديوانية لوكالة فرانس برس: "قمنا بتصعيد بعض الخطوات الاحتجاجية (...) ردا على ترشيح رئيس وزراء جديد للمرحلة المؤقتة من الأحزاب الحاكمة منذ 2003 حتى الان والمتهمة بالفساد وسرقة ثروات العراق".
في سياق متصل عمد عشرات الناشطين في العاصمة العراقية بغداد إلى تكميم أفواههم مطلقين حملة إضراب عن الطعام حتى تحقيق المطالب، وأعلنوا بدءهم بالإضراب عن الطعام اعتبارا من اليوم الاثنين في ساحة التحرير بالعاصمة، لعدم تلبية مطالب المحتجين، وعلى رأسها تسمية رئيس حكومة مستقل ووضع قانون انتخابات عادل. كما عمد متظاهرون إلى إغلاق مداخل ومخارج منطقة الزعفرانية جنوب شرقي بغداد.
قطع جسور وطرقات في الجنوب
إلى ذلك، شهدت محافظات الجنوب احتجاجات وقطع طرقات في عدة مناطق وشوارع رئيسية. وأفادت وكالة الأنباء العراقية باستمرار التظاهرات في 8 محافظات مع إغلاق بعض الجسور وأوضحت أن المتظاهرين في البصرة قطعوا طريق الرميلة والطرق المؤدية إلى البرجسية وميناء أم قصر منذ ساعات الصباح الأولى. كما أغلق المتظاهرون عددا من الطرق والجسور الرئيسية في محافظات كربلاء وبابل وميسان وواسط والمثنى، وفي محافظة ذي قار، قطعت جميع الجسور في مدينة الناصرية مركز المحافظة.
رفض لمرشح الأحزاب
وأتى تجدد تلك التحركات الاثنين تأكيداً على رفض ترشيح اسم من الأحزاب إلى رئاسة الحكومة، ورفض لرفع اسم وزير التعليم العالي قصي السهيل لرئاسة الحكومة من قبل تحالف البناء إلى رئيس الجمهورية. من جهة أخرى أعلن تحالف القوى العراقية، الاثنين، سحبه ترشيح وزير التعليم العالي والبحث العلمي قصي السهيل لرئاسة الحكومة، وأبلغ شركاءه بذلك. كما طالب "القوى العراقية" تحالف البناء بترشيح شخصية أخرى لرئاسة الوزراء العراقية، فيما نشر أحد المواقع الإخبارية وثيقة قال إنها كتاب موقع من بعض قيادات تحالف القوى العراقية، أكدوا فيه عدم دعمهم ترشيح قصي السهيل، وشدد الكتاب على أن السهيل لا تجمع عليه أغلبية قوى المجتمع.
بيان تحاف القوى العراقية
وأعلن المحتجون في محافظة واسط (مركزها الكوت)، بدء حملة للإضراب عن الطعام، بالتزامن مع حملة مماثلة في بغداد، حيث عمد متظاهرون إلى إغلاق مداخل ومخارج منطقة الزعفرانية جنوب شرقي العاصمة، وذلك احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها أغلب المحافظات العراقية ولعدم تلبية مطالب المحتجين، وعلى رأسها تسمية رئيس حكومة مستقل ووضع قانون انتخابات عادل، مشترطين تلبية مطالب المتظاهرين لإنهاء الحملة، كما عمد متظاهرون إلى إغلاق مداخل ومخارج منطقة الزعفرانية جنوب شرقي بغداد.
"البناء" أرسل ترشيح السهيل للرئيس
يشار إلى أن وزير التعليم العالي والبحث العلمي، قصي السهيل، كان أكد مساء الأحد، إرسال كتاب ترشيحه لرئاسة الحكومة إلى رئاسة الجمهورية. وقال في تصريح لوكالة الأنباء العراقية إن "تحالف البناء أرسل كتاب ترشيحه لرئاسة الحكومة إلى رئيس الجمهورية، برهم صالح". وكان رئيس الجمهورية، برهم صالح، أحال جواب المحكمة الاتحادية بشأن الكتلة الأكبر مرة ثانية إلى مجلس النواب. وكان متظاهرون في محافظة النجف أعلنوا في بيان ليل الأحد أنهم يرفضون ترشيح السهيل، معلنين عزمهم منع دخول نواب المحافظة إليها إذا ما مشوا بخيار مرشح حزبي لرئاسة الحكومة، معتبرين أن النواب سيُعلَنون أعداء لأبناء المحافظة في حال سيرهم بما يتعارض مع مطالب المحتجين. ودعوا باقي المعتصمين في كافة المحافظات العراقية إلى اتخاذ نفس الخطوات.
بدورهم، جدد متظاهرو ساحة التحرير وسط بغداد مطالبهم، وتمسكهم برفض أي مرشح حزبي لرئاسة الحكومة. وأكدوا في بيان ليل الأحد أن الشعب هو الكتلة الأكبر. كما جدد بيان "ساحة التحرير" رفض المحتجين لترشيح قصي السهيل لرئاسة الحكومة المؤقتة في العراق خلفاً للمستقيل، عادل عبد المهدي. وذكر "أن سلطة الأحزاب ما زالت تصر على فسادها واستخفافها بدماء الذين سقطوا منذ بدء الاحتجاجات بمحاولتها تمرير مرشحها قصي السهيل المرفوض من قبل الشعب العراقي".
إلى ذلك، أضاف "نحذر من الاستخفاف برغبة الشعب وسوف تكون للعراق ولأبنائه السلميين كلمتهم الحاسمة بمسيرات مليونية سلمية تعبيراً عن رفضهم وغضبهم لما تقومون به من استفزازات تلبية لإملاءات خارجية". وتابع "نرفض كلّ من يتكلم ويمثل دماء الشهداء ويريد أن يركب الموجة، ونؤكد على أن الشعب العراقي هو الكتلة الأكبر".
قد يهمك أيضًا :
احتجاجات العراق تتصاعد اعتراضًا على فشل السياسيين في تسمية رئيس الحكومة
مفوضية حقوقية تؤكد ارتفاع حصيلة ضحايا احتجاجات العراق إلى 475 قتيلا