الدار البيضاء - جميلة عمر
شهدت احتفالات رأس السنة في مدينة الدار البيضاء، على غرار العديد من المدن المغربية، تأهبًا أمنيًا كبيرًا، السبت، ونشرت ولاية الأمن في العاصمة الاقتصادية على نشر دورياتها في مختلف الأحياء، تفاديًا لأي انفلات أمني، واستعدّت المدينة لاستقبال عامها الجديد، في الشوارع الكبرى حيث تنتشر المطاعم الكبرى والملاهي الليلية.
واستعدّت قوى الأمن في الدار البيضاء إلى الليلة الأخطر سنويًا، أمام الأعداد الهائلة للمواطنين المتدفّقين على الأماكن العامة، واكتظّت الحانات في مركز المدينة بالمواطنين المخمورين، وانطلقت سيارة الشرطة التي كانت تنقل الصحافيين من ولاية الأمن، إلى وسط المدينة، ووقفت السيّارة في "زنقة الأمير مولاي عبد الله"، التي عجّت بالمواطنين الذين خرجوا لقضاء ليلة رأس السنة غير مبالين بالبرد القارص، واستغلّ الشباب في المكان الاحتفالات لكسب الأموال بارتدائهم ملابس "بابا نويل"، والتقاط الصور بجانبهم لقاء بعض الدراهم.
ووقف في المكان الباعة الجائلين، يبيعون قبعات رأس السنة، وألعاب الأطفال، بجانب عربات الأكلات السريعة التي تتصاعد منها أدخنة الشحم المحترق، إضافة إلى الحلوى المزركشة التي يحملها البعض كهدايا لاستقبال العام الجديد، ووصلت عشرات السيارات إلى منطقة عين الذئاب، احتفالًا برأس السنة الجديدة، واصطفت مختلف عناصر الأمن لتأمين هذه الليلة التي لا تخلو من شغب بعض أبطالها اللذين اختاروا استقبال العام الجديد، في ضيافة مخافر الشرطة.
وتمتزج موسيقى الأعياد بصوت صفارة شرطي المرور الذي تلازمه كلمة واحده في هذه الليلة وهو يشير للسيارات "تحرك تحرك "، ووقف المواطنون أمام أبواب المراقص في العاصمة الاقتصادية، واستعدّت طوابير المواطنين من مختلف الشرائح الاجتماعية، إلى العام الجديد، بشراء الحلويّات، بينما اقتنى الآخرون زجاجات "البيرة"، باحثين عن بعض "الحشيش" وسط الأحياء الهامشية التي ينشط فيها تجّار الممنوعات، وتبدأ الملاهي الليلية باستقطاب الزبائن، وإغرائهم بما لذّ وطاب من كؤوس النبيذ، مع وضع فتيات عدّة لـ "الوناسة"، لإدخال السعادة على قلبه في هذه الليلة، إلا أن الزبون يُصدم بعد أن يتم إلقاءه في الشارع بعد صرف آخر درهم كان بجيبه.
ويتواجد أمام فنادق المدينة، سيارات مصفّحة للشرطة، مزوّدة بالكاميرات، مع مجموعة من عناصر الأمن لمراقبة المشاة في المكان، لحماية نزلاء الفنادق خاصة الأجانب الذين اختاروا المغرب كبلد آمن لقضاء احتفاليات رأس السنة، ومع بزوغ فجر السبت، بدأ الهدوء يخيّم على المكان بعد أن غادر العشرات من الشباب الملاهي الليلية وأخلوا ممرات الشريط الساحلي، وغادرت الفتيات "شبه العاريات"، الملاهي الليلية في عين الذئاب، مخمورات، في سيارات فاخرة مع زبائنهن.
وتنفّس الأمن المغربي الصعداء، بعد انتهاء الاحتفالات في جو هادئ، وبدأت سيارة الأمن والدوريات بالعودة إلى مقر ولاية الأمن في الدار البيضاء، وبدا والي الأمن مرتاحًا لعدم تسجيل حوادث أو جرائم بشعة.