الرباط- المغرب اليوم
أشادت تنزانيا، الجمعة، بـ "المساهمة الكبيرة" التي يقدمها المغرب للاتحاد الأفريقي، مشيرة إلى أن المملكة تتموقع كفاعل أساسي في مختلف المجالات الإستراتيجية المتعلقة بالتنمية والسلم والاستقرار في القارة.
وقال وزير الشؤون الخارجية التنزاني، أوغوستين ماهيغا، على هامش الدورة العادية الـ 32 للمجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي، المنعقد حاليا بمقر المنظمة بالعاصمة الإثيوبية (أديس أبابا)، تحضيرا لمؤتمر رؤساء الدول والحكومات، "إن لمساهمة المغرب في الاتحاد الأفريقي أهمية كبيرة"، وأضاف أن عودة المغرب إلى حظيرة الاتحاد الأفريقي، التي تمت خلال القمة الأفريقية الـ28 التي انعقدت في يناير/كانون الثاني 2017 بأديس أبابا، حظيت بتأييد الغالبية العظمى من الدول الأعضاء في هذه المنظمة الأفريقية، مؤكدا الأهمية التاريخية للخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس خلال هذه القمة.
وتابع ماهيغا أن الخطاب الملكي "كان مشجع جدا"، مشيرا إلى أن هذا الخطاب "يتوجه نحو المستقبل" الذي حدد تطلعات المغرب داخل أسرته الأفريقية، كما أشاد بالدور الحاسم الذي يقوم به المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، في تدبير القضية الاستراتيجية المتعلقة بالهجرة في أفريقيا، وقال، في هذا الصدد، "إن الأسرة الأفريقية وضعت ثقتها في شخص الملك محمد السادس من خلال دعوة جلالته للتكفل بهذه القضية بالغة الأهمية"، واصفا مساهمة المغرب في هذا الملف بـ" البناءة جدا"، لاسيما وأن الهجرة تعد من بين القضايا الحاسمة التي تشكل موضوع مناقشات عميقة في أفريقيا، معبرا عن إعجابه بظت"مدى انفتاح المغرب".
من جهة أخرى، سلط ماهيغا الضوء على الدور المهم الذي يمكن أن يضطلع به المغرب في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، أحد أهم أجهزة المنظمة الأفريقية، وأوضح أن انتخاب المغرب عضوا في هذا المجلس سيتيح للمملكة فرصة أفضل لتعزيز إسهامها القيم في مجال السلم والأمن في القارة، وأضاف أن المغرب اضطلع بدور مهم في ما يتعلق بحفظ السلام والأمن في أفريقيا، وذلك منذ إحداث منظمة الوحدة الأفريقية (الاتحاد الأفريقي حاليا)، مشيرا إلى انتشار القبعات الزرق المغاربة في الكونغو في عقد الستينيات من القرن الماضي.
وأكد أن الأمر يتعلق بـ"دور بناء" تضطلع به المملكة المغربية، أيضا، في منظمة الأمم المتحدة، مضيفا أن هذا التقليد التضامني الذي ينهجه المغرب سيظل متوارثا، كما لفت بقوله "نتمنى أن يكون انضمام المغرب إلى مجلس الأمن والسلم فرصة لتعزيز دور المغرب في الاتحاد الأفريقي"، مشيرا إلى أن المغرب كان دائما يلبى دعوات التضامن مع إخوانه الأفارقة طوعيا ودون تردد.
وبخصوص العلاقات بين المغرب وتنزانيا، قال ماهيغا إن الزيارة التاريخية التي قام بها الملك محمد السادس إلى بلاده سنة 2016 مكنت من فتح آفاق جديدة للتعاون المغربي التنزاني في قطاعات جديدة، وأوضح أن العديد من القطاعات تحظى بالشراكة بين الرباط ودار السلام، مضيفا أن الزيارات الملكية للعديد من البلدان الأفريقية، مقرونة بعودة المغرب إلى حظيرة الاتحاد الأفريقي، ما فتئت تعزز وتقوي علاقات المغرب بالبلدان الأفريقية ومنها تزانيا.