الرباط - عمار شيخي
اعتبر أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أن الحركات الجهادية "المتطرفة" التي ظهرت في الأمة الإسلامية مؤخرًا، في إشارة إلى تنظيم "داعش" وأخواتها "، هي نتاج لفقدان مرجع الوجهة وبوصلة الحركة". وقال في المحاضرة الافتتاحية للندوة الدولية التي نظمتها الرابطة في الرباط، بعنوان "الوحي والعالم: جدلية مرجع الوجهة ومرجع الحركة في عالم متغير"، وستختتم اليوم الأربعاء، إن "واقع المسلمين يندرج ضمن الواقع العالمي، المتسم بالتركيب والتشبيك"، مؤكدا على ضرورة اعتماد معاول النقد من أجل تفكيك هذا الواقع، وتأهيل الفرد لتكون له الأهلية من أجل فهم الواقع.
وشدد الأمين العام للرابطة، على أن الأطر المرجعية والأنساق المعرفية في مجالنا التداولي "مفقودة"، مبرزا أن الأمر يستلزم جهدا مؤسساتيا عبر "التشبيك وتكاثف الجهود لخلق مدركات جماعية وتصورات جديدة نبني بها الحركة ونحدد بها الوجهة". كما حذر عبادي، في الندوة ذاتها، من تنامي ما سماه "التيار الإلحادي الصامت" المنتشر بالعالم العربي، موضحا أن هذا الانتشار جاء نتيجة "حنقه من تنامي خطاب التطرف باسم الدين والقتل باسم الله، بالإضافة إلى عدم الإجابة عن إشكال التخلف".
وركز الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، في محاضرته على الكليات التي اعتبرها حاكمة للوجهة، وحددها في "التوحيد والعمران والتزكية"، لافتا الى أن هذا لن يتأتى إلا بـ"ضبط الحوار مع الكتابين"، لأن الحوار مع الكون يعطي الحركة، والحوار مع الوحي يحدد الوجهة"، كما سجل المتحدث أن حالة التخلف التي تعيشها الأمة راجعة إلى "علاقة الفصل الموجودة بين الوحي والكون"، مؤكدا أنه بعودة العلاقة إلى الوصل سوف "تنبثق شرارة الحضارة والتقدم والنهضة كما حصل سابقا".