طهران - مهدي موسوي
نجح زوجان إيرانيان رائعان في الهروب من الملاحقة القضائية في بلادهما والتوجه إلى دبي، وذلك في أعقاب إتخاذ إجراءاتٍ صارمة ضدهم في إيران خلال الحملة التي تشنها السلطات هناك على العارضين والعارضات الذين يقومون بنشر صور لهم على مواقع الإنترنت.
ومن المعروف بأن العارضة والمتخصصة في فن التجميل إلناز غولروخ وزوجها حامد فدائي، قد لاذا بالفرار من الجمهورية الإسلامية في كانون الثاني / يناير، بعد إستهداف 170 عارضا وعارضة ضمن عملية سبايدر 2 " Spider II ". إلا أن الزوجين اللذين تم الإفراج عنهما بموجب كفالة كانا بعيدين خلال حضورهما حفل توزيع جوائز داخل فندق خمس نجوم في دبي قبل ليلة من مثول زملائهم أمام النيابة العامة للإقرار بخطئهم.
ونشر حامد فدائي صورة له يجلس إلى جوار زوجته العارضة التي كانت ترتدي فستانا أبيض قصيرا وجذابا. وتحظى السيدة غولروخ بنحو 644,000 متابع على حسابها في موقع التواصل الإجتماعي "إنستغرام"، فضلاً عن 210,000 متابع آخر على الصفحة التي تستخدمها للدعاية لصالون التجميل الخاص بها والذي كانت تديره في شمال إيران.
ويعد زوجها حامد فدائي واحداً من أشهر العارضين الإيرانيين، وكان وجهاً دعائياً للعطر الفرنسي روبرت فيزاري Robert Vizzari وشركة تصميم الأزياء الإيرانية كاميرون زيغال Cameron Zigal إضافةً إلى العلامة الرياضية الإيرانية فيدال Fidal. ولكن الزوجين عانا حصاراً بسبب محاولة الرئيس حسن روحاني لفرض " القيم الإسلامية " عبر إستهداف صناعة الأزياء التي إزدهرت في السنوات الأخيرة بفضل مواقع التواصل الإجتماعي.
وتم الكشف أول أمس عن أن العارضة الإيرانية الشقراء الشهيرة إلهام عرب والتي ظهرت قبيل إصدار المحكمة الثورية الإيرانية "إعترافا طوعيا" بأنها إرتكبت خطأ وأنها نادمة على أنها أصبحت عارضة للأزياء. فيما وجهت إليها إتهامات بالتشجيع على الإختلاط الغربي، مع إجبارها على الخروج أمام الجمهور والتصريح " بالنقد الذاتي ". وأشارت عرب خلال مثولها أمام المحكمة إلى أن الجميع يجب الجمال والشهرة، إلا أنه من المهم معرفة الثمن الذي سوف يدفعونه.
وأحيلت قضية العارضة من قبل وحدة الجرائم الإلكترونية الخاصة إلى المدعي العام عباس دولت عبادي، في الفيديو الذي تم نشره من قبل وسائل الإعلام الرسمية. ووفقاً لوسائل الإعلام الإيرانية، فإن إجمالي 170 شخصاً قد تم تحديدهم في العملية عبر نشاطهم على مواقع التواصل الإجتماعي وتورطهم في عروض الأزياء بما فيهم 58 عارضًا و 59 مصورا وفنان تجميل.
وكان موقع IranWire أول من أعلن عن عمليات الإعتقال في كانون الثاني / يناير. فبالإضافة إلى إلناز غولروخ وحامد فدائي وكذلك إلهام عرب، فقد تمت تسمية العارضين مليمة زماني و نيلوفار بيهبودي و دنيـا موغادام و دانا نيك فضلا عن شابنام مولافي ضمن المستهدفين في عملية الإعتقال.
وبدا أغلب الحسابات على مواقع "إنستغرام" و "فيسبوك" ليست على إتصال، على الرغم من نشر السيدة غولروخ رسالة الى جمهورها على شبكة التواصل الإجتماعي في 30 كانون الثاني / يناير مفادها أنها لن تتمكن من الرد على المكالمات خلال تلك الفترة، وأنها سوف تواصل عملها خارج إيران. متوجهة بالشكر إلى جميع من ساندوها، ومعبرة عن حبها لهم. ونقلت صحيفة إيران IRAN المملوكة للدولة قول عبادي بأن عملية سبايدر Spider السابقة إستهدفت المواد الإباحية والإساءة للإسلام، وأنهم عازمون على مواصلة العمل في هذا المجال.
وتلتزم النساء في إيران خلال السنوات الأخيرة وخاصةً في العاصمة طهران بإرتداء حجاب إلزامي فضفاض على رؤوسهن، مما أثار غضب المحافظين في الجمهورية الإسلامية. وأعلن قائد شرطة طهران الجنرال حسين ساجدينيا في ينيسان / إبريل بأن وزارته قامت بنشر 7,000 ضابط من الرجال و النساء لتتبع هؤلاء الذين يرتدون ملابس مدنية جديدة وفرض قواعد الزي الإسلامي بتفويض من الحكومة.