الدار البيضاء – رضى عبد المجيد
اتفق المغرب وكوريا الجنوبية على تعميق الحوار بين البلدين، واعتماد آليات للشراكة وإرساء مشاورات سياسية منتظمة، وعبّرا عن طموحهما في بناء علاقات متوازنة، وتعاون طموح تجاه أفريقيا، وأكّدت رئاسة الحكومة المغربية أن الجانبين اتفقا في أعقاب زيارة رسمية قام بها رئيس الحكومة سعد الدين العثماني إلى كوريا الجنوبية، على مواصلة التنسيق على مستوى هيئة الأمم المتحدة وعلى صعيد مختلف المحافل الدولية الأخرى.
ورحّب الجانبان بالزيارة المرتقبة لرئيس وزراء لجمهورية كوريا الجنوبية، لي ناك يون، إلى الرباط، المقررة في النصف الثاني من السنة الجارية، كما رحّبا ببرمجة الدورة السابعة للجنة المشتركة في سيول، خلال الثلاثة أشهر الأخيرة من العام الجاري.
وتمهيدًا للتعاون الشامل والمثمر ومتعدد الأبعاد، عبّر الطرفان عن رغبتهما المشتركة في وضع الشراكة الثنائية تحت شعار الانفتاح والتميز، بهدف رفعه تدريجيا إلى مستوى الشراكة القوية، وأشار بيان رئاسة الحكومة إلى أن الاتفاقية، التي ستُوقع مع "صندوق كوريا من أجل التنمية الاقتصادية"، ستمكّن البلدان من رفع حجم الاستثمارات الكورية في المغرب والاستفادة بشكل أفضل من الفرص المتاحة للجانبين، مبرزًا أنه سيتم تنظيم ورشة لرجال الأعمال الكوريين بشأن فرص الاستثمار والمشاريع الكبرى في المغرب، خلال النصف الثاني من العام الجاري.
وفيما يتعلق بقطاع السياحة، فقد اتفق الجانبان على تنظيم معرض في سيول نهاية 2018، لتقديم العرض السياحي المغربي، تليه عملية لترويج الرحلات السياحية من كوريا الجنوبية إلى المغرب، كما اتفق البلدان على تعزيز الشراكات في التعليم عن بعد، والتعلم الإلكتروني وكذلك في مجال البحث العلمي والابتكار ونقل التكنولوجيا.
ورحّب البلدان بالافتتاح القادم لمركز "كوبيا" (البرنامج الكوري من أجل الزراعة) في المعهد الوطني للبحث الزراعي بالرباط، من أجل تعزيز التكنولوجيا الزراعية ورفع نوعية وكمية الإنتاج الزراعي، وسجّل البيان أن الجانبين يتقاسمان نفس الرؤية من أجل رفع مستوى الشراكة والتعاون الثنائي، من خلال زيادة مشاركة وكالة التعاون الدولي الكورية، في المساعدات التقنية والمالية الثنائية، وكذلك التعاون التقني الموجه نحو تدريب وتطوير القطاعات الإنتاجية، كما قرر الجانبان تطوير التعاون في المجالات ذات الأولوية المتعلقة بالقدرة التنافسية الاقتصادية والاقتصاد الرقمي، والابتكار كمحرك للتنمية الاقتصادية والاجتماعية؛ واللامركزية والجهوية، والتعليم والتعاون الجامعي والأكاديمي.
وذكر بيان رئاسة الحكومة أن رئيس الوزراء الكوري الجنوبي أشاد بالنموذج المغربي، ووصفه بـ"المستقر والسائر في طريق النمو"، رغم عدم توفره على موارد طبيعية وافرة. كما نوه بالدور الريادي للملك محمد السادس في تحقيق هذا النموذج، وفي جعل المملكة مساهمة في تحقيق الأمن والتنمية بمحيطها الإقليمي والقاري، من أجل ضمان تقدّم المملكة المغربية، وإشعاعها في محيطها عامة، وفي القارة الأفريقية خاصة.
وبخصوص قضية الصحراء المغربية، جدّدت جمهورية كوريا الجنوبية دعمها لجهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي للقضية، معترفة بجهود المغرب لإيجاد حل لهذا النزاع، كما رحبت جمهورية كوريا الجنوبية بعودة المغرب إلى منظمة الاتحاد الأفريقي، وبإمكانية انضمامه للمجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا، واعتبر الجانب الكوري أن هذه العودة، خاصة بالنظر إلى السياسة الأفريقية التي تعتمدها المملكة في ظل توجيهات الملك محمد السادس، تشكل خطوة أساسية لضمان الاندماج والاستقرار والتنمية في أفريقيا.