الدار البيضاء ـ المغرب اليوم
كتب المدير العام لموقع "هافينغتون بوست المغرب"، عبد المالك العلوي، أن المغرب مدعو إلى تطبيق سياسة "التسامح صفر " مع جميع الممارسات البشعة، التي تشمل الاعتداءات الجنسية، وذلك على خلفية الاعتداء الإجرامي الذي تعرضت له فتاة على متن حافلة للنقل الحضري في الدار البيضاء.
ودعا عبد المالك العلوي المغاربة، مواطنين ومسؤولين، إلى استلهام السياسة التي اعتمدها رودولف جولياني، النائب العام السابق لمدينة نيويورك وحليفه ويليام براتون، قائد شرطة الميترو في سنوات الثمانينيات، حين كانت المدينة الأميركية تواجه تناميا غير مسبوق للاعتداءات والجرائم بمختلف أشكالها
وأشار الكاتب إلى أن جولياني وبراتون وضعا استراتيجية "التسامح صفر" تجاه جميع السلوكيات التي كانت توصف بأنها "جرائم صغيرة"، كونها تهدد العيش الجماعي، وكانت النتيجة أنه في ظرف أقل من خمس سنوات، تغير وجه المدينة، وصفا جوها وانبعثت أحياء كان يستحيل ارتيادها
وأكد أنه "عمليًا، وبغض النظر عن تباين مستويات التنمية، فإن المغرب بصفة عامة في نفس وضعية نيويورك قبل تطبيق هذه السياسة من التسامح صفر"، مشيرًا إلى أنه "لدينا ميل إلى تقبل الجرائم البسيطة"، وبخاصة في حق النساء، سواءً بالفضاء العام أو بالأماكن الخاصة
و يكشف الكاتب، يتعين العمل، من دون انتظار وعلى السلطات أن تتشبع بإحساس بحالة استعجال دائم، مشيرًا إلى أنه "من أجل حل مشكلتنا مع الجنس، يجب أن نكون في مواجهة بلا هوادة ضد جميع الجرائم المرتكبة في حق المرأة والنساء، مهما كانت خطورتها، وتملك الوسائل الكفيلة بتجريمها من خلال تطبيق الترسانة القانونية".
وشدد أن المغرب تحتاج "حتميا" إلى تطبيق سياسة "التسامح صفر" ضد جميع أنواع الجرائم، عبر "جعل مأساة الحافلة بداية لشيء مفيد لا عرضا لمجتمع مريض في علاقته بالجنس