الدار البيضاء - رضى عبد المجيد
أكد وزير الداخلية المغربي الأربعاء في الجزائر أن المغرب على وعي كامل بأهمية العمل من داخل فضاء مؤسساتي أمني من قيمة مجلس وزراء الداخلية العرب، مشيرًا إلى اعتبار اجتماعات المجلس فرصة لمساءلة السياسات الأمنية للدول العربية وتقييم أدائها ومدى تطابقها مع التطورات التي تعرفها وسائل عمل المنظمات الإرهابية والإجرامية.
و أبرز وزير الداخلية أن انعقاد الدورة الخامسة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب يأتي في سياق دولي يتسم بتنامي الأخطار الإرهابية وارتفاع وتيرتها بشكل مكثف خلال السنوات الأخيرة في مختلف مناطق العالم، مؤكدًا أن الدول العربية تتواجد في قلب هذه المخاطر والتحديات.
وأشار وزير الداخلية إلى اعتبار مجلس وزراء الداخلية العرب فضاء مناسبا لتوحيد الجهود وبلورة استراتيجيات مشتركة للقضاء على هذه الآفة، مبرزًا أن العالم العربي يعيش لحظة مفصلية في حربه على الإرهاب، على اعتبار أن هناك بالفعل مجالات للتعاون ثبتت فعاليتها وأعطت نتائج جد متقدمة في الحد من انتشار بعض التنظيمات الإرهابية، مقابل مناطق لا تزال تشكل ملاذًا للعناصر المتطرفة وقاعدة خلفية تمس بالوضع الأمني الإقليمي.
و أوضح أنه بالرغم من الإيجابيات التي تم تحقيقها ميدانيًا في محاربة "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" والحد من انتشاره الجغرافي، إلا أن هذا التنظيم مازال يشكل الخطر الإرهابي الأول بالنسبة للدول العربية، وذلك بحكم مواصلته استغلال الوضع الأمني الهش في بعض المناطق، وكذا تخطيطه لتصدير المخاطر الإرهابية لمناطق أخرى.
وأضاف الوزير أن منطقة الساحل تشكل واحدة من أكثر المناطق المعنية بذلك، لتواجد إحدى أخطر التنظيمات الموالية لتنظيم "داعش" بها، يمثلها تنظيم "الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى"، والتي تعمل على إبرام تحالفات مع تنظيمات أخرى تنتمي في ولائها لتنظيم "القاعدة"، كـ "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" التي تنشط في إقليم أزواد.