الرباط - كمال العلمي
يستمر برنامج التعاون العسكري السنوي بين الجيشين المغربي والغيني، في محطته الرابعة، بتأطير من إحدى “أبرز” الفيالق العسكرية بالقوات المسلحة الملكية، وهي فرقة المشاة المظليين.ونقلا عن التلفزيون الرسمي الغيني، فقد زار مامادي دومبوي، الرئيس الانتقالي للجمهورية، الفرقة المغربية للمظليين التي تشرف على تأطير الجنود الغينيين وتحظى بإشادة كبيرة بفضل تنظيمها المحكم لبرنامج التدريبات، وخبرتها العميقة في مجال القفز المظلي التكتيكي.
المصدر ذاته نقل تصريحات الكولونيل ماجور عبد الله بنقدور، قائد اللواء الأول للمشاة المظليين، التي أكد فيها أن “تعليمات العاهل محمد السادس، القائد الأعلى رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الملكية، تصب في اتجاه تقاسم خبرة الجيش المغربي مع أشقائه الأفارقة، وحضور فرقة مميزة على المستوى القاري كمشاة المظليين، دليل على ذلك”.وتعود النسخة الأولى من برنامج التعاون العسكري بين غينيا والمغرب، بحسب موقع “فار ماروك”، إلى سنة 2018، إذ استفاد من هذا التكوين ما يفوق ألف عنصر من القوات الغينية، كما أن الجيش المغربي سبق أن نقل، الأسبوع المنصرم، قوات عسكرية جيبوتية إلى المملكة من أجل الحصول على التكوين المظلي ذاته.
سياسة “رابح-رابح”
محمد الطيار، خبير أمني وعسكري، قال إن “التعاون المغربي مع الدول الإفريقية يدخل ضمن المرتكزات الرئيسية للديبلوماسية الجديدة للمملكة، التي تم اعتمادها منذ تولي العاهل المغربي الحكم، إذ تتركز أساسا على تعزيز التعاون الأمني والعسكري مع الدول الصديقة”.وأضاف الطيار، في حديث ، أن “هذا التعاون تعزز في الزيارات التي قام بها العاهل المغربي إلى العديد من الدول بإفريقيا، إذ تم توقيع جملة من الاتفاقيات العسكرية والأمنية التي تسعى أساسا إلى تقديم الخبرة الكبيرة التي تمتلكها القوات الملحة الملكية المتمرسة على المستوى الميداني بشكل مميز”.
“يختلف النفوذ العسكري للمغرب عن الفرقاء الدوليين المختلفين، إذ يهدف الجيش المغربي إلى تقديم يد العون الإيجابية لشركائه بالقارة السمراء”، يبين الخبير الأمني والعسكري عينه، موردا أن “مختلف المتدخلين الدوليين بإفريقيا يسعون إلى بسط نفوذهم والتدخل بشكل كامل في سيادة الدول، وهو الأمر الذي يخالف التوجه المغربي الراغب في تحقيق سياسة رابح-رابح”.وحول انعكاس هذا التعاون الأمني على مواقف الدول الإفريقية من قضية الصحراء، شدد الطيار على أن “قضية الصحراء تم حسمها من ذي قبل، ولا تحتاج إلى وجود توافقات أمنية وعسكرية حتى تتم استمالة الموقف الإفريقي، الذي هو بالأساس في صف الوحدة الترابية للمملكة”.
تعاون تاريخي
من جانبه، قال عبد الرحمان مكاوي، خبير عسكري واستراتيجي، إن “هذا التعاون الأمني والعسكري قديم وتاريخي، وقد شمل منذ الاستقلال ميادين عديدة، من ضباط القيادة والمدفعيات والمدرعات، إلى مختلف الفيالق الأخرى”.وأضاف مكاوي، في تصرح، أن “العديد من الضباط الأفارقة البارزين قد مروا من تكوين عسكري بالمغرب، من بينهم طوماس سانكارا بالجيش البوركيني، والجنرال محمد ولد عبد العزيز والرئيس الحالي ولد الغزواني بموريتانيا”.واستطرد الخبير العسكري والاستراتيجي بأن “الجيش المغربي محترف ولديه العديد من الخبرات الميدانية، سواء من خلال الحروب السابقة، كالهند الصينية، والحرب العالمية الثانية، وحروب الصحراء، أو غيرها من النزاعات، الأمر الذي يعطيه صفة تكوين الجيوش الإفريقية”.
وأبرز مكاوي أن “الإمكانيات اللوجستية التي تتوفر عليها القوات المسلحة الملكية، من قواعد متعددة بمواصفات حربية عالية الجودة، كقاعدة بنجرير، وغيرها من القواعد الأخرى، تجعلها في مصاف الجيوش القوية”، مفسرا أن “قوات المظليين بالجيش المغربي تعد من النخبة، ولها مهام تتعلق بالإغاثة والمجال الإنساني”.وخلص المتحدث إلى أن “تكوين قوات المظليين يمتاز بالشدة، ويعتمد على بنيات جسمانية قوية، وهو الأمر الذي يصعب توفره في كل الجيوش، ما يجعل المغرب، من منطلق التعاون جنوب-جنوب، يتقاسم هاته الخبرة الفريدة مع الأشقاء الأفارقة”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
تسليح الجيش المغربي بالتكنولوجيا المتقدمة يُثير مخاوف الإعلام الإسباني
مناورات "الأسد الإفريقي"تكشف عن شراكة طويلة الأمد تجمع بين أميركا والمغرب