الدار البيضاء - جميلة عمر
حملت نواكشوط رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران، خلال زيارته الأخيرة طلبًا بإنهاء نشاط أبرز سياسيين معارضين للنظام الموريتاني ويتعلق الأمر برجلي الأعمال المصطفى ولد الإمام الشافعي، ومحمد ولد بوعماتي، وذلك كشرط لإعادة المياه إلى مجاريها بين البلدين، وأن بن كيران لم يبدي استعداد الرباط لتلبية الطلب لكنه تعهد برفعه إلى الملك محمد السادس، لأن الأمر بالنسبة له يتعلق بملف من اختصاص الملك ولا يمكن للحكومة البت فيه إبان زيارته لموريتانيا، لكن تداولت، الخميس، على نطاق واسع بعض التسريبات تقول "إن المغرب طلب من أبرز خصمين للرئيس ولد عبد العزيز مغادرة البلاد".
من جهة ثانية، أكدت مصادر مطلعة، أن الأمر لن يرقى إلى مستوى الطرد، لكن سيطلب من المواطنين الموريتانيين عدم مزاولة العمل السياسي على الأراضي المغربية، وهو ما سيكون اشتراطًا صعبًا، خاصة بالنسبة لولد الشافعي الذي يتنفس السياسة وله علاقات سياسية دولية بارزة مع عدد من القادة خاصة في أفريقيا وأوروبا
بينما يزاول ولد بوعماتو السياسة مكرهًا بعد أن اختلف مع الرئيس ولد عبد العزيز واختار المنفى الاختياري في المغرب، لكن الأخير يعتبر أبرز الداعمين ماديًا لخصوم ولد عبد العزيز، وشيعته، حيث دأبوا جميعًا على زيارته للحصول على بركاته المادية
ورغم ذلك فإن معارضة ولد الشافعي ستظل الأكثر تأثيرًا على النظام، الذي سيكتفي بإسكات الرجلين ووقف عطاياهما، وسيعتبر هذه الخطوة بادرة حسن نية لا يمكن تجاهلها، نظرًا لحجم تأثيرهما على المشهد السياسي الداخلي الموريتاني.