الدار البيضاء - جميلة عمر
لم يكتفِ حزب "الأصالة والمعاصرة" باكتساح القرى، بل توسعت رقعته الجغرافية خلال هذه الحملة الانتخابية التشريعية إلى كل شرائح المجتمع ،إذ عمد إلى تقديم ملخص عن مضمون برنامجه الانتخابي باللغة الأمازيغية مكتوب بحرف "تيفيناغ"، كما سينشر ملخصا مكتوبا بطريقة "برايل" التي يستعملها المكفوفون، وسيبث ملخصا مترجما إلى لغة الإشارات، بحسب ما أعلن عنه الناطق الرسمي باسم الحزب.
الأمين العام لحزب "الجرار"، إلياس العماري، حرص خلال الندوة الصحافية التي قدمت فيها الخطوط العريضة لمشروع البرنامج الانتخابي، على الحديث باللغة الأمازيغية، رغم أنه لم يطرح عليه أي سؤال بها، واعدا بأن يولي حزبه أهمية كبيرة للأمازيغية، تفعيلا لما جاء به دستور 2011 الذي نص على ترسميها لغة رسمية إلى جانب العربية.
العماري عاد إلى مرحلة طفولته، حيث حكى أنه لما كان طفلا في السنة الثانية عشرة من العمر، كان يحضر جلسات المحاكمة في محكمة الحسيمة، ومرّة سأل القاضي مواطنا إسبانيا كان يمثل أمامه فلم يفهم السؤال، واستقدمت المحكمة ترجمانا محلفا، وبعد ذلك أتى الدور على مواطن أمازيغي من الريف، سأله القاضي بالعربية، فلم يفهم بدروه السؤال، لكن تعامل المحكمة كان مختلفا.
العماري أردف أن القاضي لم يأت بترجمان محلف ليترجم للمواطن الريفي الأسئلة من العربية إلى الأمازيغية، كما فعل مع المواطن الإسباني، بل استعان بـ"شاويش" المحكمة، مضيفا: "حينها أحسست، وأنا طفل صغير، "بأنني مهان في بلادي " .