الدار البيضاء ـ جميلة عمر
داهمت الفرقة الولائية للشرطة القضائية المغربية، اقتحام فيلا معدة للكراء بمنطقة "باب ايغلي" في مدينة مراكش، كان يكتريها الهولنديان اللذان تم اعتقالهما على خلفية مجزرة مقهى لاكريم، حيث تم حجز من الفيلا بعض الأغراض الشخصية وحاسوب محمول وسيارة استعملت في الجريمة.
والأبحاث التي قامت بها عناصر الإدارة العامة لمراقبة التراب الوطني "الديستي"، أو ما يعرف بالمخابرات، حيث تمكنت التحریات المیدانیة من رصد توقف السیارة التي كانا یؤجرانھا لأكثر من أربع ساعات بالقرب من مكان إضرام النار في الدراجة الناریة والسلاح المستخدم في الجریمة، قبل أن تتحرك من مكانھا بعد ارتكاب الجریمة بوقت وجیز، وھو المعطى الذي أكده شاھد عیان بعدما أوضح أنه رصد المشتبه فیھما بالقرب من مكان إضرام النار في وسائل تنفیذ الجریمة.
وعن طريق السيارة تمت عملية تتبع مسارها عن طريق تقنية تحديد الأماكن، قادت إلى مكان الفيلا التي قام الهولنديان بكرائها عن طريق سماسرة بدون إدلائهما بأية وثيقة. والأبحاث انطلق من جديد من حيط الفيلا وبطريقة سرية ، حيث تم التوصل إلى أن الهولنديين شوهدا وهما يدخلان إلى الفيلا التي تستغل في الدعارة، ليلة الأربعاء الماضي، قبل يوم واحد عن موعد تنفيذ الجريمة، وقدما إليها على متن سيارة جديدة، بالإضافة إلى إحضارهما لدراجة نارية من النوع الكبير، وهي الدراجة نفسها التي استعملت في تنفيذ الجريمة.
وتوصلت عناصر الإدارة العامة لمراقبة التراب الوطني، إلى أن الفيلا التي استخدمها الهولنديون كمخبأ لهما، هي موضوع عدة شكاوى من طرف السكان، نظرا لاستغلالها في الدعارة، حيث يتوافد عليها مجموعة من الأشخاص الغرباء مجهولي الهوية رفقة فتيات لقضاء ليالي حمراء داخلها، ما تسبب في إزعاج السكان.
و رغم الشكاوى التي تقدم بها السكان لدى السلطات المحلية لم تحرك هذه الأخيرة ساكنا، قبل أن يقوم الموقوفان بكراء الفيلا عن طريق أحد الحراس، ليتم استعمالها في التخطيط للعملية الإجرامية. واستمعت الفرقة الولائية في مراكش إلى وكيلة الودادية السكنية للحي، بخصوص هذه الفيلا، التي تحولت إلى وكر للدعارة، كما استمعت إلى بعض الجيران وحراس الحي، الذين قدموا معطيات حول الأشخاص الذين توافدوا على الفيلا، قبل وبعد تنفيذ الجريمة.
وفي نفس الوقت قامت عناصر الشرطة العلمية والتقنية، بتمشيط المكان لجمع كل الأدلة التي قد تفيد في عملية البحث والتحقيق. وجاء اعتقال الهولنديين بعد الصورة التقريبية التي أدلى بها الشهود للشرطة العلمية ساعة الحادث ، انطلاقا من مجموعة من العلامات التشخیصیة التي تمیزھما، خصوصا ظفیرة الشعر والھیئة الجسمانیة.