الدار البيضاء : جميلة عمر
خلقت انتقاد وزير الشباب والرياضة رشيد الطالبي العلمي، التي انتقد فيها برامج مخيمات الأطفال المتضمنة لصلاة الفجر والجمعة وأمسيات المديح، العديد من ردود الفعل، حيث دشن نشطاء مغاربة حملة على موقع "أفاز" العالمي، تطالب الوزير بالاعتذار عن تصريحاته.
وقالت العريضة :"إن منع إيقاظ الأطفال لصلاة الفجر في المخيمات الصيفية، خلّف لدينا ولا شك لجل المغاربة دهشة كبيرة و صدمة في هويتنا. كيف لا، و نحن نشعر بلزوم كتابة هذه الرسالة لنذكر مسؤولا ساميا بضرورة احترام هوية المغاربة و دستورهم"، كما تساءل النشطاء الموقّعون على العريضة: "هل المغاربة بحاجة لمطالبة وزارتكم أو أي جهاز آخر في الدولة للعمل وفق هويتهم الإسلامية المؤكد عليها في الدستور. بل ننتظر من الدولة ترسيخ هويتنا باسترجاع بعض ما ضاع منها (وهو كثير) بسبب الاستعمار الفرنسي والإسباني، ولم يُسترجع كما يجب إلى يومنا هذا، وهو الدين الإسلامي و اللغة العربية".
وأضافت الوثيقة أن "إيقاظ الأطفال لصلاة الفجر في موسم عطلتهم المدرسية، هو تعويد لهم وتشجيع على القيام بهذه الفريضة الجليلة. وليس هذا فحسب، فسيعودهم كذلك على النوم مبكرا، وبداية نشاطهم من أول النهار، وهذا أفيد للبدن والعقل، والعمل".
واحتج النشطاء على تصريحات الوزير الطالبي العلمي، مطالبين إياه بالاعتذار عن غلطه وإمداد مراكز ومخيمات الأطفال المغاربة، بكل المستلزمات الضرورية التي تساعد تربية الأطفال في حضن هويتهم الإسلامية، فيما وجّه نائب برلماني عن حزب العدالة والتنمية، سؤالا كتابيا إلى الوزير المذكور حول الإجراءات المزمع اتخاذها من أجل تجهيز المخيمات بفضاءات لإقامة الصلاة، وأوضح البرلماني الحسين حريش في سؤاله، أن "المخيمات الصيفية تعتبر فضاءات ومناسبات لحماية وتربية الأطفال المغاربة، وفق توجيهات رسمية تحترم الدستور ومستمدة من ديننا الحنيف والتوجيهات الملكية".
وطالب البرلماني من وزير الشباب والرياضة بكشف الإجراءات والتدابير التي يعتزم القيام بها لتجهيز المخيمات بفضاءات خاصة لأداء الصلاة، مع ما يقتديه ذلك من تنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجالس العلمية بشأن تنظيم صلاة الجمعة بالمخيمات
وأثارت تصريحات وزير الشباب والرياضة، غضب هيئات إسلامية تعمل في الجانب الطفولي، في حين أوضح الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، أن الحكومة لم تتدارس تصريحات العلمي، الذي هاجم بشدة برامج مخيمات الجمعيات الإسلامية المتخصصة في الطفولة، معلنا عزم وزارته اتخاذ إجراءات صارمة بخصوص برامج التخييم بدءا من الصيف المقبل، وذلك للحد من برامج الإسلاميين في مخيمات الوزارة التي تحتضن حوالي 200 ألف طفل سنويا.
وقال الوزير في تصريح للصحافيين، الأربعاء الماضي، إنه "لا يمكن أن نفرض على الأطفال الاستيقاظ باكرا لصلاة الفجر، أو الجلوس لساعات في الشمس لصلاة الجمعة، أو تلاوة الأمداح في الليل، مضيفا أن الصلاة يجب أن تكون في مكان مغطى والليل مخصص لنوم الأطفال، موضحا أنه سيتم وضع برنامجًا للمخيمات يتضمن ما سيتم اعتماده في مجال تنشئة الأطفال، "والجمعيات التي لن تجد نفسها في هذا البرنامج لن تستفيد".