الرباط-رشيدة لملاحي
استطاع التيار الغاضب من انتقادات البرلمانية آمنة ماء العينين والذي يضم عددًا من وزراء حكومة سعد الدين العثماني، أن يقطع الطريق على عضويتها في الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية المغربي، ودافع الأمين العام للحزب عبد الإله بن كيران بقوة على اقتراحه انضمام البرلمانية ماء العينين إلى جانب النائب محمد خيي، إلا أنّ بعض الوزراء انتفضوا في وجه بن كيران برفضهم منحهما العضوية داخل الأمانة العمل، وأن التصويت السري قطع الطريق على هؤلاء البرلمانيين.
واستطاع بن كيران فرض رأيه على بعض أنصاره من الوزراء داخل الأمانة العامة، بالمصادقة على اقتراح بن كيران لأربعة أعضاء لعضوية الأمانة العامة بموجب النظام الأساسي للحزب، وهم عبد العزيز عماري برلماني وعمدة الدار البيضاء، والبرلماني محمد الحمداوي، بالإضافة إلى سعيد خيرون المدير العام لمؤسسة منتخبي العدالة والتنمية وجامع المعتصم عمدة مدينة سلا.
ووجّهت البرلمانية آمنة ماء العينين، انتقادا شديدا لصمت رئيس الحكومة ووزرائه إزاء الأحداث العنيفة التي شهدتها مدينة الحسيمة شمال المغرب، بكشفها أن حزبها يمر بأسوأ مأزق عرفه منذ تأسيسه، متسائلة: "هل لايزال هناك مشكك في كون حزب العدالة والتنمية يمر في أسوأ مأزق عرفه منذ تأسيسه؟ إنها لحظة المصارحة والمكاشفة".
وأضافت ماء العينين، أن "ما يدل على أن هذا الحزب حزب حقيقي بمناضلين حقيقيين ومشروع سياسي حقيقي هو هذه الانتفاضة في صفوفه من طرف قواعده، قوة النقد والدعوات المخلصة للتصحيح والتقويم تدل على أن هذا الحزب ليس كغيره من الأحزاب"، وانتقدت بعض الأحزاب الأخرى مؤكدة أنها "تصفق قواعدها لقياداتها كيفما كان توجهها حتى لو أدت بأحزابها إلى الأفول والاندحار تملقا أو خوفا أو طمعا أو حرصا على موقع هنا أو مصلحة هناك أو فتات وزاد من الدنيا قليل".
وشددت ماء العينين على أن "الذين يدعون إلى الصمت حفاظا على "بيضة الحزب" وتعبيرا عن "التماسك" و"قوة التنظيم" تجيبهم القواعد اليوم أن قوة التنظيم وتماسكه يجب أن تكون على أساس قوي ومتين يتمثل في الفكرة والأطروحة الجامعة المقنعة، وإلا فتوجد أحزاب تتغير قياداتها في لحظة بواسطة رسالة قصيرة دون أن نسمع صوتا أو انتقادا، هل هذا يدل على كونها أحزابًا قوية متماسكة تؤمن بـ "المنهج" أكثر من غيرها؟".
وأقرّت ماء العينين ، بأن حزب "المصباح" قائم برصيد التضحيات التي بذلها المخلصون لبنائه، وأنه بـ"بركة" هذا الرصيد من الصدق والتفاني ستظل مناعة التنظيم مرتفعة ضد أي انحراف عن خط النضال والمقاومة والممانعة في وجه الفساد"، مشيرة إلى أن"حزب العدالة والتنمية ملك للشعب أولا ولكافة المناضلين ثانيا، و"القيادة" الرشيدة هي تلك التي تلتقط الإشارات وتنصت إلى النبض و تستبطن"المزاج العام" وتتخذ القرارات السليمة والشجاعة في الوقت المناسب".
ووجهت ماء العينين، رسائل سياسية لوزراء حزبها ورئيس الحكومة، "أما دس الرأس في الرمال وادعاء أن كل شيء بخير، فلا يعدو أن يكون تجنيا على سمعة الحزب وإهدارا لرصيد كبير وعظيم بناه المناضلون بتضحيات كبيرة"، وختمت "هل سيكتفي الحزب بتدبير العلاقة مع الدولة حرصا على ذاته وأمنه كتنظيم، أم سيستمر في الالتحام بالشعب ببذل الوسع في ذلك مهما كان الثمن؟".