أنقرة ـ جلال فواز
قالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، إنها سجلت زلزالا ثانيا مركزه كهرمان مرعش جنوب شرق البلاد بقوة 7.6 درجة اليوم الاثنين. كما شهدت المناطق الشمالية والغربية في العراق، الإثنين، وخاصة في محافظة نينوى ومحافظات إقليم كردستان العراق، أربيل ودهوك والسليمانية، سلسلة هزات ارتدادية بفعل الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، وامتدت توابعه لتطال العديد من الدول العربية مثل العراق ولبنان والأردن ومصر .
أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ارتفاع حصيلة قتلى الزلزال العنيف الذي ضرب جنوب شرقي تركيا اليوم (الاثنين) .
وبحسب آخر حصيلة، فقد تسبب الزلزال المدمر في سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى، جراء الذي وُصف بـ"أكبر زلزال تشهده تركيا منذ قرن على الأقل"، إلا أن هذه الحصيلة مرشحة للارتفاع، حيث أفادت وكالة الكوارث التركية بارتفاع عدد القتلى جراء الزلزال إلى 1541 شخصا، فيما وصل عدد الجرحى أكثر من 9733 شخصا. ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الزلزال، الذي كان مركزه في جنوب تركيا، بأنه أكبر كارثة شهدتها البلاد منذ عام 1939، بحسب ما نقلته وكالة أنباء "الأناضول". وأعلنت إدارة الطوارئ التركية أن عدد المباني المدمرة وصل 2824 مبنى. وأشار الرئيس التركي إلى أن هناك 45 دولة عرضت المساعدة في جهود البحث والإنقاذ.
وفي سوريا ضرب الزلزال مناطق إدلب وريف حلب وأجزاء من محافظات حماة واللاذقية، وسط وشمال غربي سوريا، وأعلن المرصد السوري ارتفاع ضحايا الزلزال في سوريا إلى 900 قتيل بمناطق المعارضة والنظام، فيما أكدت وزارة الصحة السورية وفرق إغاثة، مقتل أكثر من 780 شخصاً وأصيب 2280 بجروح في أنحاء سوريا جراء الزلزال، الذي ضربها فجراً ومركزه تركيا، في حصيلة جديدة غير نهائية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن وزارة الصحة ارتفاع عدد القتلى الى 403 وإصابة 1284 آخرين في حصيلة غير نهائية في محافظات حلب واللاذقية وحماة وطرطوس، تزامناً مع إعلان منظمة الخوذ البيضاء العاملة في مناطق الشمال السوري الخارجة عن سيطرة دمشق مقتل 380 شخصاً وإصابة أكثر من ألف آخرين.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، أسقطت مبانٍ بشكل كامل وجزئي في 58 قرية وبلدة ومدينة في سورية غالبيتها ضمن مناطق شمال غرب سوريا، منها اللاذقية وحماة وحلب ضمن مناطق نفوذ النظام ومارع والباب وإعزاز وجنديرس، وسرمدا ومعرة مصرين ودركوش وحارم وعزمارين وزردنا وسلقين ورام حمدان وجسر الشغور، كما تسبب بأضرار في عموم مناطق شمال غرب سوريا.
وتعلن الحكومة السورية تباعاً عن عدد الضحايا، فيما لا تزال فرق الدفاع المدني تواصل عمليات البحث عن الناجين من تحت ركام مئات الأبنية التي تعرضت للانهيار من جراء الزلزال، وسط حالة من الخوف والذعر تخيم على المدنيين.
وأفاد أحمد البدوي من مدينة سرمدا شمال إدلب، بأنه في نحو الساعة الرابعة والنصف من فجر الاثنين، استيقظ سكان المنطقة على اهتزاز أرضي عنيف، تسبب في حالة من الذعر والخوف دفع بعدد كبير منهم إلى النزول للشوارع وسط الأحياء المكتظة بالمباني، فيما لجأت أعداد كبيرة من العائلات إلى العراء، بينما لم تتمكن عائلات أخرى من إخلاء منازلها، نظراً للاهتزازات العنيفة التي استمرت لنحو 5 دقائق، بدأت خلالها سلالم الأبنية والجدران والأبنية بالانهيار تباعاً، وسط صراخ مرعب من كل مكان في المدينة عند النظر إلى الأبنية وهي تتساقط على الأرض، التي تقدر بنحو 70 منزلاً.
وأكد البدوي أن «فرق الدفاع المدني وطواقم الإنقاذ والمتطوعين تواجه صعوبات بالغة في إنقاذ العالقين تحت الأنقاض، بسبب سوء الأحوال الجوية والأمطار الغزيرة التي لم تتوقف منذ مساء أمس، فضلاً عن المشافي التي تشهد استقبال أعداد كبيرة من الجرحى والمصابين، مع إطلاق مناشدات للسكان عبر مآذن المساجد ووسائل التواصل الاجتماعي، بالتوجه إلى المشافي للتبرع بالدم لإسعاف الجرحى».
وشعر بالزلزال الذي بلغت قوته 7.9 درجة وضرب جنوب تركيا في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين، سكان سوريا ولبنان والعراق ومصر واليونان وقبرص وأرمينيا، وقد خلف مئات من القتلى والجرحى في تركيا وسوريا، إضافة إلى انهيار عدد كبير من المباني وحصار العشرات تحت الأنقاض، وخروج السكان إلى الشوارع المغطاة بالثلوج.
وقد أعلنت السلطات التركية درجة الإنذار الرابعة التي تعني طلب مساعدة دولية. ويساهم الجيش التركي في نقل الفرق الطبية إلى المناطق المنكوبة.
وبحسب آخر حصيلة، فقد تسبب الزلزال المدمر في سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى، جراء "أكبر زلزال تشهده تركيا منذ قرن على الأقل"، بحسب وصف نائب الرئيس التركي، إلا أن هذه الحصيلة مرشحة للارتفاع.
وكان قد قال نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي، خلال خطاب متلفز: "وصل عدد ضحايا الزلزال الذي كان مركزه محافظة كاهرمنمراس إلى 284 قتيلاً، وأصيب 2323 شخصاً، وانهار أكثر من 1700 منزل". كما أضاف نائب الرئيس التركي أن أكثر الأحياء المتضررة كان حي كاهرمنمراس، حيث قُتل ما لايقل عن 70 شخصاً.
وأعلن نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي تواصل عمليات البحث والإنقاذ في مدن كبرى عدة. وأضاف أن السلطات تعمل على تأمين إمدادات الغاز للمنازل والمخابز. كما أعلن نائب الرئيس التركي إغلاق مطارات هطاي ومرعش وعنتاب، مضيفاً أن عدة دول عرضت إرسال مساعدات والأولوية للدعم الطبي.
وشهدت الولايات التركية أكثر من 66 هزة ارتدادية عقب الزلزال، وقد تضررت أكثر من 10 ولايات في تركيا جراء الهزة الأرضية العنيفة.
وقال المركز الألماني لأبحاث علوم الأرض إن الزلزال وقع على عمق عشرة كيلومترات بالقرب من مدينة كهرمان مرعش بجنوب تركيا، بينما قال المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل إنه يجري تقييم احتمال حدوث موجات مد عملاقة "تسونامي".
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن جميع الوحدات والمؤسسات في البلاد في حالة تأهب بعد الزلزال العنيف. وطلب وزير الداخلية التركي من المواطنين إفساح المجال لسيارات الإسعاف وفرق الإنقاذ. وأعلن بالقول: "نحن في حال تأهب وتم إرسال فرق البحث والإنقاذ للمناطق المتضررة.. والأولوية الآن للوصول إلى المحاصرين تحت الأنقاض"، كما دعا المواطنين إلى الكف عن استخدام الهواتف المحمولة.
وقال مسؤولون أتراك إن العشرات لقوا حتفهم في تركيا جراء الزلزال. وأعلن حاكم إقليم عثمانية التركي عن انهيار 34 مبنى، فيما قال مسؤول أمني تركي إن 17 مبنى انهار في إقليم ديار بكر بجنوب شرق البلاد بعد الزلزال ووجود ناس تحت الأنقاض.
وأظهرت صور بثتها محطة "تي. آر. تي" الحكومية وقوع أضرار بمبان وتجمع الناس في شوارع تغطيها الثلوج.
وقال شهود إن الزلزال استمر نحو دقيقة وحطم النوافذ وتسبب بأضرار مادية. وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مباني مدمرة في مدن عدة في جنوب شرق البلاد.
وقد شعر بهذا الزلزال سكان اليونان وقبرص وأرمينيا وقبرص والعراق وسوريا ولبنان ومصر. وتلت الزلزال هزات ارتدادية أقل قوةً.
وقالت وسائل إعلام رسمية سورية إن عددا كبيرا من المباني انهار في محافظة حلب، فيما قال مصدر في الجهاز الحكومي في حماة إن عدة مبان انهارت هناك. وقال شهود إن الناس في دمشق وكذلك في مدينتي بيروت وطرابلس اللبنانيتين خرجوا إلى الشارع سيرا على الأقدام واستقلوا سياراتهم للابتعاد عن مبانيهم في حالة الانهيار.
وأعلنت الحكومة السورية وفاة 320 شخصا وإصابة أكثر من 640 آخرين في البلاد، بمناطق سيطرة المعارضة السورية، جراء الزلزال القوي الذي وقع فجر اليوم ومركزه جنوب تركيا، فيما قال الدفاع المدني السوري على "تويتر" إن عشرات الضحايا والأشخاص عالقون تحت الأنقاض في شمال غرب البلاد نتيجة انهيار مبان بسبب الزلزال.
فيما أفاد المرصد السوري بأن نحو 2000 مفقود ومصاب في المناطق المتضررة بشمال غرب سوريا.
وتقع تركيا في منطقة تشهد نشاطا زلزاليا هو من بين الأعلى في العالم. وأواخر نوفمبر الماضي ضرب زلزال بقوة 6.1 درجات شمال غرب تركيا موقعا حوالي 50 جريحا ومتسببا بأضرار محدودة، وفق أجهزة الإسعاف التركية.
وفي يناير 2020، ضرب زلزال بقوة 6.7 درجات منطقة إلازيغ، ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصا. وفي أكتوبر من العام نفسه، ضرب زلزال بقوة 7 درجات بحر إيجه، ما أسفر عن مقتل 114 شخصا وإصابة أكثر من ألف آخرين بجروح.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
هزّة قوية تضرب تركيا وتصل الى أجزاء من سوريا ولبنان والعراق ومصر وفلسطين
الزلزال يُفاقم بؤس السوريين شمال البلاد حيث الشتاء القارس ودمشق تناشد المجتمع الدولي لدعمها