طرابلس ـ فاطمة السعداوي
تدور اشتباكات عنيفة حاليًا بين قوات "البنيان المرصوص" وفلول مسلحي تنظيم "داعش" في شارع كولومبيا أحد الشوارع المعروفة في حي رقم (2) وسط ة سرت. وأكد مصدر أمني من المدينة بعد ظهر اليوم، أن هذه الاشتباكات هي الأعنف من نوعها منذ بدء المعارك مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع.
وأضاف المصدر أن هناك معارك طاحنة تدور كذلك في الحي رقم (3) في مدينة سرت، تزامنًا مع هدوء حذر في محور الجامعة ومحور البحر . من جهة أخرى، تبنى تنظيم "داعش" عمليتي تفجير سيارتين مفخختين في سرت استهدفت تجمعا لقوات "البنيان المرصوص".
وأوضح التنظيم في أحد المواقع التابعة له، أن هاتين السيارتين قام بتفجيرهما ابوعبدالله التونسي وأبومريم المصري، مما أدى إلى خسائر كبيره في الأرواح والآليات .
وأعلنت قوات "البنيان المرصوص" ، اليوم الأربعاء، أن تنظيم "داعش" الإرهابي نفذ أمس الثلاثاء 9 هجمات انتحارية بسيارات مفخخة ودراجات نارية وأحزمة ناسفة في محاولة منه للحؤول دون خسارته الحي رقم 2 في المدينة الساحلية وهو ما لم يتحقق له في النهاية. وأسفرت معارك أمس عن سقوط 9 قتلى و82 جريحاً في صفوف القوات الموالية للحكومة، بحسب حصيلة أوردها رضا عيسى المتحدث باسم “البنيان المرصوص”، العملية التي بدأتها الحكومة المعترف بها دولياً قبل ثلاثة أشهر لاستعادة سرت من التنظيم.
وقال المركز الإعلامي للبنيان المرصوص إنه خلال معارك الثلاثاء لجأ التنظيم المتطرف إلى سلاح الانتحاريين بكثرة إذ أنه أرسل “خمس سيارات مفخخة، ودراجة نارية مفخخة هي الأخرى، وثلاثة انتحاريين بأحزمة ناسفة”. وكان مصور فرانس برس شهد إحدى هذه الهجمات الانتحارية إذ فجر انتحاري سيارته المفخخة على مقربة من تجمع للمقاتلين والصحافيين في الحي قرب مبنى الهلال الاحمر. وانفجرت السيارة على بعد حوالى عشرة أمتار فقط من المصور الذي لم يصب بأذى خلافاً لعدد من الصحافيين والمقاتلين.
ونشر المركز الإعلامي صوراً لجثث العديد من المتطرفين على أرض المعركة. وسيطرت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني في أعقاب هجوم شنته الثلاثاء على كامل الحي الرقم 2 في سرت، وهو أحد ثلاثة أحياء يتحصن فيها مقاتلو التنظيم في مسقط رأس العقيد الراحل معمر القذافي. وتمكنت قوات “البنيان المرصوص” الاسبوع الماضي من دحر المتطرفين من معقلهم الأساسي في سرت بفضل سلاح الجو الأميركي الذي بدأ في مطلع الجاري بطلب من حكومة الوفاق الوطني تنفيذ غارات ضد المتطرفين في سرت.
وحسب العميد محمد الغصري الناطق باسم عملية “البنيان المرصوص” فإن الإسناد الجوي الأميركي أدى إلى تقليل الخسائر البشرية في صفوف القوات الموالية الحكومية. وقال الغصري أنه قبل التدخل الأميركي كان الهجوم يكلفنا ما بين 35 و40 شهيداً، أما الآن فأصبحت خسائرنا أقل بكثير واليوم تحديداً سقط لنا في المعركة 3 شهداء فقط.
وفي طرابلس قال نائب رئيس حكومة الوفاق أحمد معيتيق ، إن الحكومة الإيطالية وافقت على توفير مستشفى ميداني لعلاج جرحى معارك سرت . وأكد معيتيق ، وفقًا لما نشره عبر صفحته الشخصية بالموقع الألكتروني الـ" فيسبوك" ، أن الحكومة الإيطالية أرسلت يوم الأحد الماضي ، وفدًا فنيًّا برئاسة مدير المستشفى العسكري بروما رفقة عدد من الأطباء العسكريين وشخصيات من وزارة الدفاع الإيطالية المتخصصة.
وأضاف أن الوفد قام بزيارة ميدانية لتفقد موقع الإنشاء ، وستشكل لجنة مشتركة ليبية إيطالية للإشراف على تجهيز المستشفى ، والبدء في نقله إلى ليبيا ، وسيصل في الأيام المقبلة . وقال معيتيق في هذا الخصوص ، لقد عقدنا منذ يومين اجتماعًا، اتفقنا فيه على توفير كل ما يلزم من دعم وتسهيلات ، لكي يبدأ المستشفى في عمله في أسرع وقت ممكن ، بتقديم العلاج للمصابين، ومتابعة حالات الجرحى بعد عودتهم من العلاج في الخارج.
والى طبرق، وصل صباح اليوم السفير البريطاني لدى ليبيا بيتر ميليت حيث التقى عميد بلدية طبرق المكلف فرج ياسين المبري كما التقى عددا من نواب البرلمان ونشطاء سياسيين. وذكرت مصادر مقربة أن زيارة ميليت تأتي للاطلاع على وجهات النظر في ما يخص الشأن السياسي خاصة أزمة تطبيق الاتفاق السياسي وعدم حصول حكومة الوفاق على الثقة من البرلمان. كما ناقش المجتمعون آخر مستجدات الحرب التي يخوضها الجيش الوطني ضد المجموعات الإرهابية.
وباشر مستودع سبها النفطي توزيع الوقود على جميع المحطات في المدينة بعد استلامه لشحنات كافية بحسب مصادر مسؤولة بالمجلس البلدي. وقال عضو المجلس البلدي سبها رئيس لجنة أزمة الوقود والغاز أبوسيف الأحول إن المستودع استلم أمس الثلاثاء 1.3 مليون لتر من البنزين، 400 ألف لتر من وقود الديزل، وأكثر من ثلاثة آلف اسطوانة غاز منزلي. يشار إلى مستودع سبها النفطي يوزع الوقود على مدن ومناطق الجنوب الغربي التي تشهد نقصا في المحروقات بجميع أنواعها وفق مصادر بلجنة الازمة.