الدار البيضاء -جميلة عمر
بعد الشكوى التي تقدم بها "مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية"، حول الحريق الذي شب في مئات الهكتارات من المساحات الغابوية لكل من مديونة والسلوقية وكاب سبارطيل والمناطق المجاورة لها، أمر الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمدينة طنجة بفتح تحقيق في الموضوع.
وعمل محامو المرصد على توجيه شكوى، إلى الوكيل العام بمدينة طنجة،من أجل إضرام النار وحرق الغابة في ظروف غامضة، ومتابعة كل من تبث تورطه في الجرائم المقترفة، والأمر بالاستماع لكل من والي جهة طنجة تطوان الحسيمة اليعقوبي، ورئيس المجلس الجماعي لطنجة والمديرية العامة للوقاية المدنية بالمغرب وكذا المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر في شخص ممثلها القانوني.
وحسب مصدر مطلع من المرصد، أن الوكيل العام للملك تفاعل إيجابا مع الشكوى الموضوعة لديه، محيلا إياها على فرق البحث ذات الاختصاص في مثل هذه القضايا. وأوضح المصدر، أن التحقيق كفيل بمعرفة إن كان الحريق عملا مقصودا بفعل فاعل أو لظروف طبيعية، لافتا إلى أن المؤسسة القضائية هي المخول لها توجيه الاتهامات وترتيب الآثار الناجمة وإطلاع الرأي العام على الحقيقة.
وقالت الشكوى حسب المصدر، إن المساحة المتفحمة التي خلفها حريق استمر طيلة أيام على أكثرمن 250 هكتارا، خلف أضرارا جد بليغة ذات انعكاسات خطيرة بيئيا نتيجة الاختلالات التي ستحدثها في التوازنات الايكولوجية وكذلك من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والترفيهية.
من جهة أخرى أكدت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر أن مصالحها تمكنت من السيطرة نهائيا على الحريق الغابوي، الذي شب بغابات "كاب سبارتيل" ومديونة والسلوقية في طنجة. كما أكدت في بلاغ لها أنه تمت السيطرة على هذا الحريق بفضل الجهود المبذولة، في إطار مخطط مكافحة حرائق الغابات، من طرف المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر وشركائها من وزارة الداخلية والوقاية المدنية والدرك الملكي والقوات الجوية الملكية والقوات المساعدة والقوات المسلحة الملكية والسلطات المحلية
وأشار المصدر ذاته إلى أن "الفرق عرفت كيف تقود العمليات بمهنية، ما مكن من تطويق الحريق في مساحة تصل إلى 230 هكتارا من مرتفع غابوي يمتد على مساحة 5500 هكتارا”، مبرزا أن 45 في المائة من المساحة التي شملها الحريق تتشكل من النباتات الثانوية. وذكرت المندوبية السامية بأنه على الصعيد الوطني تشير حالة حرائق الغابات منذ فاتح يناير 2017 إلى أن 376 هكتارا اجتاحتها الحرائق، نسبة 56 في المائة منها تتشكل أساسا من نباتات ثانوية وتشكيلات غابوية، مبرزة أن هناك تراجعا ملموسا في المساحة التي تعرضت للحرائق (25 في المائة بالمقارنة مع المعدل المسجل في السنوات العشر الأخيرة خلال الفترة ذاتها.
وتأتي منطقة الريف (تطوان، شفشاون، طنجة، العرائش ووزان) في الصدارة من حيث أكبر مساحة شهدت حرائق باندلاع 30 حريقا اجتاحت مساحة 254 هكتارا، علما بأن حريق كاب سبارتيل (طنجة) شمل 30 هكتارا، تليها جهة الشرق (تاوريرت، جرادة والناظور) باندلاع 23 حريقا و64 هكتارا امتد إليها الحريق.