دمشق - خليل حسين
تمكّنت القوات الحكومية السورية من إطباق الحصار على قوات المعارضة المسلحة في الأحياء الشرقية لمدينة حلب بعد أن تقدم مقاتلوها تحت غطاء جوي روسي كثيف، بينما امتدت الغارات الجوية لتطال العديد من المناطق ولاسيما في داريا التي تتعرض لمحاولات اقتحام من مختلف المحاور، في حين عادت الاشتباكات إلى بلدة كنسبا بريف اللاذقية الشمالي بعد أن تمكنت المعارضة من العودة إليها بعد أقل من 24 ساعة على سيطرة القوات الحكومية وصقور الصحراء عليها، فيما اغتال مجهولون قائد لواء "الفتح المبين"، في مدينة نوى في محافظة دير الزور.
ففي حلب قال مصدر ميداني لـ"المغرب اليوم" إن القوات الحكومية تقدمت على محور طريق الكاستيلو شمال المدينة وسيطرت على مرتفع "بيت المريع" وسط قصف مدفعي وصاروخي على نقاط انتشار المسلحين في المنطقة.
واعترفت مصادر معارضة بسيطرة القوات الحكومية على أجزاء من طريق الكاستيلو شمالي مدينة حلب لتتمكن بذلك من قطع الطريق برياً وإحكام الحصار على أحياء المدينة. وقالت المصادر إن القوات الحكومية شنت اليوم الأحد هجوماً عنيفاً على طريق الكاستيلو سبقه تمهيد جوي مكثف على الطريق ومعامل الليرمون ومنطقة الملاح, لتتقدم بعدها نحو الطريق وتسيطر على تلة الكاستيلو “بيت المربع” وتقطع الطريق برياً بعد تمكنها من قطعه نارياً الأسبوع الماضي.
وبوصول القوات الحكومية إلى طريق الكاستيلو تكون مدينة حلب قد دخلت فعلياً في الحصار بعد سيطرتها على آخر الطرق البرية التي تربط بين المدينة وريفها، وعزل المدينة عن ريفها.
وقال مقاتل في فصيل "ثوار حلب" في تصريح له "تحاصرت حلب مئة في المئة.. وصل الجيش الى الطريق وبات الآن على الاسفلت، ويضع الآن حواجز ترابية".
إلى ذلك سقط جرحى مدنيون في قصف جوي على حي المشهد في مدينة حلب حيث شنت الطائرات الحربية غارات جوية في أحياء كرم حومد والمشهد وبني زيد ومنطقة الليرمون ما أسفر عن جرحى مدنيين، حسب ناشطين.
كما ألقت المروحيات براميل متفجرة استهدفت حي الميسر، ولا أنباء عن الأضرار بينما دمرت المعارضة مدفعًا من عيار 23 ملم على جبهة الملاح بالإضافة إلى راجمة صواريخ غراد في مطار النيرب العسكري.
وقصف تنظيم “داعش” مناطق في مدينة مارع بالريف الشمالي الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة كذلك قتل ما لا يقل عن 18 عنصراً من التنظيم جراء إصابتهم في قصف واشتباكات مع قوات سوريا الديمقراطية في شرق منطقة سد تشرين الواقع على نهر الفرات، وذلك خلال الهجوم الذي نفذه التنظيم أمس وبدأه بتفجير عربتين مفخختين على الأقل.
وأكد مصدر سوري أنه "تمت السيطرة على اثار الانفجار في معامل الدفاع في ريف حلب الجنوبي الشرقي والتي نتجت بتقدير اولي عن خطأ فني في المواد المتفجرة" بحسب تعبيره.
ونفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في بلدتي الزارة وحربنفسه بريف حماة الجنوبي ترافق مع قصف مدفعي على مناطق في البلدتين، دون معلومات عن خسائر بشرية.
وفي إدلب قال مصدر ميداني لـ"المغرب اليوم" إن طائرات حربية نفذت خمس غارات على مستودعات ذخيرة للمعارضة في مزارع تقع على طريق ادلب سرمين بينما أغارت طائرات أخرى على معسكر القرميد المتاخم لقرية المسطومة في ريف إدلب الجنوبي، وعلى تجمعات المسلحين في الاسكان العسكري على أطراف مدينة أريحا ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى حيث شوهدت سيارات الاسعاف وهي تهرع الى الاماكن التي قُصفت لاجلاء القتلى والجرحى.
واستشهد شاب من قرية كسرة بريف الرقة، وذلك برصاص قوات حرس الحدود التركي، أثناء محاولته العبور إلى تركيا، كما نفذت طائرات حربية صباح اليوم ما لا يقل عن 3 غارات على مناطق في مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي.
وفي حمص دارت اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية وتنظيم “داعش” من جهة أخرى، في محيط المحطة الثالثة بريف حمص الشرقي بينما قال مصدر ميداني إن 25 قتيلا سقطوا من تنظيم جبهة "النصرة" بنيران القوات الحكومية في قريتي الغجر والمحطة بالريف الشمالي.
واستهدفت القوات الحكومية بصاروخ موجّه مجموعة مسلحة من تنظيم "داعش" بينهم مسؤول ميداني في محيط جبل ثرده جنوب مطار ديرالزور العسكري وأوقع جميع أفرادها قتلى حسب مصدر ميداني سوري الذي تحدث عن سلسلة غارات استهدفت نقاط انتشار وتجمعات التنظيم في محيط جبل ثرده جنوب مطار دير الزور العسكري.
وفي اللاذقية دارت اشتباكات طاحنة داخل بلدة كنسبا وبمحيطها في جبل الأكراد بالريف بين القوات الحكومية وجبهة النصرة والحزب الإسلامي التركستاني والفصائل المقاتلة والإسلامية من جانب آخر وبدأت الاشتباكات إثر هجوم عنيف للأخير على البلدة ومحيطها بعد تمكن القوات الحكومية خلال الـ 48 ساعة الفائتة من استعادة السيطرة عليها وعلى مناطق عدة في جبل الأكراد.
ونفى مصدر ميداني لـ"المغرب اليوم" سيطرة المسلحين على بلدة كنسبا، مشيرا إلى أنها لازالت تحت سيطرة صقور الصحراء والقوات الحكومية إضافة إلى قرية شلف ووادي باصور وقلعة طوبال ورويسة الكنيسة. وقال المصدر إنه "حصل خرق وحيد حصل في محور قلعة شلف من جهة رويسة الشمس حيث تدور اشتباكات عنيفة على هذا المحور".
وفي ريف دمشق سقط جرحى مدنيون جراء قصف جوي على مدينة داريا في الغوطة الغربية، في حين تدور اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة على أطراف المدينة في محاولة اقتحام المدينة.
وذكر مصدر ميداني أن طائرات حربية شنَّت 4 غارات جوية استهدفت أحياء مدينة داريا اليوم الأحد إضافة إلى أكثر من 12 برميلاً متفجراً، ما أسفر عن جرح مدنيين، كما حاولت القوات الحكومية البرية التقدم باتجاه المدينة حيث تدور اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة التي تحاول السيطرة على المدينة الاستراتيجية مستغلة التمهيد الجوي والمدفعي المكثف على المدينة.
وتأتي هذه المحاولة بعد محاولات عديدة خلال الفترة الماضية, كان آخرها أمس، سبقه القصف المدفعي والصاروخي وقصف بصواريخ أرض-أرض وتحليق للطيران المروحي, في ظل أوضاع متردية تشهدها المدينة مع استمرار الحصار والقصف العنيف.
ودارت بعد منتصف ليل السبت- الأحد، اشتباكات بين القوات الحكومية والفصائل المعارضة في محيط بلدة سعسع ومحوري حسنو وبيت سابر بريف دمشق الغربي، إثر هجوم للأخير على تمركزات القوات الحكومية في المنطقة.
وفي الغوطة الشرقية نفذت طائرات حربية ما لا يقل عن 6 غارات على مناطق في أطراف بلدات ومدن زملكا ودوما وكفربطنا وحزة وعربين وبيت سوا بالغوطة الشرقية، ما أدى لسقوط عدد من الجرحى بينهم مواطنة وطفلان على الأقل، أيضاً دارت بعد منتصف ليل أمس اشتباكات في محور مزارع جسرين بالغوطة الشرقية.
أما في درعا فقد أطلق مسلحون مجهولون النار صباح اليوم، على قائد لواء "الفتح المبين"، وذلك في مدينة نوى، ما أدى لمقتله.