دمشق - نور خوام
تشهد محاور في منطقة تلول الصفا استمرار الاشتباكات بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة وعناصر تنظيم "داعش" من جهة أخرى، وترافقت مع استهدافات متبادلة على محاور القتال بين طرفي الاشتباك، في المنطقة الواقعة على الحدود الإدارية بين باديتي ريف دمشق والسويداء، على بعد نحو 50 كلم من قاعدة التحالف الدولي، وتمّ رصد عمليات قصف متجددة من قبل القوات الحكومية السورية طالت المنطقة ومعلومات عن سقوط مزيد من الخسائر البشرية في صفوف طرفي القتال.
استمرار أزمة المختطفين مِن أبناء السويداء
ويستمر الاستياء المتصاعد في صفوف المدنيين والمسلحين من أبناء محافظة السويداء، تجاه المماطلة اللامحدودة من قبل سلطات نظام بشار الأسد والقوات الروسية على الأراضي السورية في الإفراج عن المختطفين والمختطفات من أبناء محافظة السويداء، لدى تنظيم "داعش" والمحتجزين منذ الـ25 من تموز/ يوليو الجاري من العام 2018، وتم رصد حالة من الاستياء أعرب فيها معتصمون خلال الساعات الـ24 في السويداء لمناسبة الذكرى الثانية للهجوم الأعنف والأكثر دموية وللاختطاف الذي جرى في محافظة السويداء.
وقُتل ضابط برتبة عميد ركن وهو قائد كتيبة الصاعقة في جيش التحرير الفلسطيني برفقة 4 على الأقل من القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها، إضافة إلى مقتل ما لا يقل عن 8 من عناصر التنظيم في الاشتباكات والقصف المتبادل الذي تشهده منطقة تلول الصفا، بالتزامن مع استكمال العمليات العسكرية في باديتي السويداء وريف دمشق شهرها الثاني الثلاثاء، كما تسببت الاشتباكات في سقوط مزيد من الجرحى ليرتفع إلى 288 قتيلا من عناصر تنظيم "داعش" ممن قتلوا في التفجيرات والقصف والمعارك الدائرة منذ الـ25 من تموز / يوليو الماضي، بينما قتل نحو 145 على الأقل من عناصر القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها ممن قتلوا في الفترة ذاتها، من ضمنهم عناصر من حزب الله اللبناني أحدهم قيادي لبناني بالإضافة إلى ضباط برتب مختلفة من القوات الحكومية السورية أعلاهم برتبة لواء، كما تسببت الاشتباكات بإصابة المئات بجراح متفاوتة الخطورة، بالإضافة إلى دمار وأضرار في ممتلكات مواطنين، كذلك تم توثيق إعدام 142 مدنيا بينهم 38 طفلا ومواطنة من قبل تنظيم "داعش" وأطلق النار عليهم، بالإضافة إلى مقتل 116 شخصا غالبيتهم من المسلحين القرويين الذين حملوا السلاح ضد هج
وم التنظيم، وفتى في الـ19 من عمره أعدم على يد التنظيم بعد اختطافه مع نحو 30 آخرين، وسيدة فارقت الحياة لدى احتجازها عند التنظيم في ظروف لا تزال غامضة إلى الآن.
19 قتيلًا من "داعش" بينهم صيني الجنسية في الفرات
قصفت الطائرات الحربية التابعة إلى التحالف والقوات الحكومية السورية مناطق سيطرة تنظيم "داعش" ومواقعه في الجيب الأخير له بشرق الفرات، إذ تسبّبت بأضرار مادية وهو ما تسبب في سقوط مزيد من الخسائر البشرية في صفوف عناصر التنظيم، وتمّ رصد استمرار الاشتباكات بين قوات سورية الديمقراطية المدعمة بالتحالف الدولي من جهة وعناصر تنظيم "داعش" من جهة أخرى، على محاور في محيط منطقة الشجلة وفي محور السوسة، ووقعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين دارت على محاور في بلدة هجين ضمن الجيب ذاته، ترافق مع دوي انفجار عنيف ناجم عن تفجير عربة مفخخة، بينما قصفت قوات سورية الديمقراطية أطراف قرية المراشدة الواقعة ضمن الجيب ذاته في القطاع الشرقي من ريف دير الزور.
ووُثّق مزيد من الخسائر البشرية في صفوف طرفي القتال إذ قضى ما لا يقل عن 12 من عناصر قوات سورية الديمقراطية جراء القصف والاشتباكات والاستهدافات التي طالت مواقعه وانفجار ألغام بهم بالإضافة إلى إصابة آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، في حين قتل ما لا يقل عن 19 من عناصر تنظيم "داعش" من ضمنهم مقاتل من الجنسية الصينية، في القصف الجوي للتحالف والاشتباكات والاستهدافات، ليرتفع بدوره إلى 168 على الأقل عدد مقاتلي تنظيم "داعش" الذين قتلوا في الاشتباكات الجارية منذ الـ10 من أيلول الجاري وضربات التحالف الدولي وقسد، كما ارتفع إلى 95 على الأقل أحدهم قيادي ميداني بمجلس دير الزور العسكري التابع إلى قوات سورية الديمقراطية، عدد عناصر قسد الذين قضوا في الاشتباكات ذاتها، ولا تزال أعداد من قتلوا وقضوا مرشحة للارتفاع بسبب وجود معلومات عن خسائر بشرية أخرى ووجود جرحى بحالات خطرة.
ولا يزال قسم من مقاتلي قوات سورية الديمقراطية من أبناء بلدة هجين، يرفض التوجه لقتال التنظيم على جبهات الباغوز والسوسة احتجاجا منهم على توقف العمليات العسكرية نحو بلدتهم هجين، بين انخرط القسم الآخر من أبناء هجين في قتال التنظيم على الجبهات الأخرى، بينما أكدت مصادر موثوقة أن عمليات تقدم قسد والتحالف الدولي في محور الباغوز تعيقها الخنادق والأنفاق التي عمد التنظيم إلى حفرها ضمن بساتين وحقول في المنطقة بوقت سابق، فضلا عن الألغام الليزرية التي لا ترى بالعين المجردة التي نصبها عناصر التنظيم، والتي تسببت بإصابة الكثير من عناصر قسد، بالإضافة إلى الألغام الاعتيادية التي جرى زرعها بكثرة في مناطق متفرقة من مناطق سيطرة التنظيم كالمنازل والطرقات والحقول والبساتين.
وأضافت المصادر أن الهجمات الانتحارية والمباغتة التي ينفذها عناصر تنظيم "داعش" هي من معوقات التقدم، حيث إن غالبية عناصر التنظيم هي من الجنسيات الآسيوية، ويعمد التنظيم إلى تنفيذ عمليات مباغتة وانتحارية بأعداد قليلة لا تتجاوز الـ5 عناصر ينشطون مساءً، الأمر الذي دفع قسد إلى وقف عملياتها العسكرية ليلا