يَسْتجوبُ مكتب التحقيقات الفيدرالي حالياً نور سلمان أرملة عمر متين مرتكب مذبحة الملهى الليلي "بالس Pulse " في اورلاندو، والتي زعمت بأنها كانت على علم بتخطيط زوجها لإرتكاب المذبحة التي وقعت الإسبوع الماضي. وفي حال ثبت أن نور البالغة من العمر 30 عاماً قادت زوجها لاستكشاف المواقع وشراء الذخيرة، فإنها قد تواجه إتهاماتٍ مثله بإرتكاب جريمة كراهية، حسب ما ذكرت مصادر عن إنفاذ القانون للصحفيين.

وقد حصل المحققون على تسجيلاتٍ لكاميرات المراقبة التي تظهر فيها سلمان وهي تقوم بشراء الذخيرة برفقة متين قبل أيامٍ من الهجوم، بينما تقول التقارير بأنها أخبرت إنفاذ القانون قيادتها لزوجها إلى "عالم والت ديزني" و ملهى "بالس" Pulse الليلي للتعرف على هذه المواقع. وعلى الرغم من مقاومة الأسئلة في بادئ الأمر، الا أن هيئة إنفاذ القانون قالت بأن سلمان تتعاون حالياً مع جهات التحقيق.

وشوهدت يوم الإثنين وهي عائدة إلى منزلها في فورت بيرس Fort Pierce في ولاية فلوريدا، والذي أقامت فيه برفقة متين وابنهما البالغ من العمر ثلاثة أعوام، قبل أن تعود مرةً أخري في سيارة شرطة لإستكمال التحقيق. ولم تخرج نور سلمان إلى العلن من أجل التعليق منذ الهجوم الذي بدأ في حوالي الثانية من صباح يوم الأحد.

وأكد المحامي الأميركي لي بنتلي عن الضاحية الوسطى في فلوريدا يوم الأربعاء، العمل مع الشركاء في إنفاذ القانون من أجل التوصل إلي كافة الأشياء عما حدث داخل الملهي الليلي بالس Pulse.

ونشأت سلمان في روديو Rodeo مع أبويها اللذين ترجع أصولهما إلى فلسطين، بينما تخرجت من مدرسة جون سويت John Swett الثانوية بالقرب من كروكيت Crockett حيث المكان الذي لا تزال تقطن فيه عائلتها. وكان الزواج الأول لها قد تم الترتيب له من قبل والديها في الأراضي الفلسطينية، إلا أن الخلافات كانت محتدمة بينهما حسب ما يقول الجيران نظراً لأنها أميركية بينما زوجها من الشرق الأوسط.

وتقابلت نور مع متين على الإنترنت، ورأت فيه حارس الأمن الرياضي الذي يتمتع ببناء جسدي رائع، إلى جانب كونه مسلما، لتتزوج منه في 29 من أيلول / سبتمبر عام 2011 بالقرب من مسقط رأسها، ويستمر الزواج حتى إرتكابه للمذبحة التي راح ضحيتها أبرياء ممن كانوا داخل الملهي الليلي.

وتُعدُّ نور سلمان الشقيقة الكبرى في عائلتها، مع وجود أقارب آخرين يقطنون في أوهايو Ohio ولويزيانـا Louisiana. ومن غير الواضح ما إذا كان أبواها اللذان شهدا على زواجها من متين قد ذهبا إلى الولايات المتحدة، حيث كان قد تمت الموافقة على أوراق الجنسية والسماح لهما بالبقاء في البلاد عام 1984.

ووفقاً لاحدى الجارات وتدعي جاسبندر الشهال، والتي كانت شاهدة على طفولة سلمان، فقد حاول أبواها توفير الرعاية كاملة للفتيات الأربع في مرحلة الصغر. حيث لم يحدث أن لعبت نور في الشارع أبداً، فضلاً عن عدم السماح للفتيات بالقيادة. وعقب تخرجها، بقيت منعزلة بعض الشئ حتى تزوجت. وأشارت شهال إلى أن متين كان أقصر من نور في القامة، ولم يكن ودوداً. مضيفة بأنه وبعد تزوجها لم تكن تعقد زيارة إلى منزلها بسبب رفض متين السماح لها بالسفر.

ونقلت الشهال عن والدة نور سلمان قولها بأن متين يحاول إبقاء إبنتها بعيدة عن منزلها، بما يجعلها لا تتمكن من رؤية والدها المريض. وفي نهاية المطاف تمكنت نور من تجهيز المال اللازم للسفر من أجل زيارة أبيها الذي توفي داخل مستشفى محلي عن عمرٍ يناهز 56 عاماً.

ولقي متين مصرعه في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة خلال الهجوم، بينما تنتظر هيئة المحلفين سماع الأدلة بشأن علم سلمان بما كان ينوي زوجها القيام به، وهو ما قد يؤدي إلى توجيه الإتهامات إليها وفقاً لما ذكرته مصادر من هيئة إنفاذ القانون.

وقام عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي بزيارة يوم الثلاثاء إلى منزل والدة سلمان التي تدعي زاهي في روديو Rodeo بولاية كاليفورنيـا، حيث المدينة الصغيرة الواقعة شمال سان فرانسيسكو. فيما لم تدلِ السيدة زاهي البالغة من العمر 50 عاماً بأية تصريحات لصحيفة "ديلي ميل" أكثر من التأكيد على أن العائلة بخير. وذكرت إحدى الجارات بأن سلمان لم تقم بزيارة والدتها سوى مرة واحدة عقب زواجها من متين الذي لم يكن يروق كثيراً للسيدة زاهي.

ووصف الجيران كيف كانت عائلة سلمان متدينة ولا تثير المشاكل في الشارع الهادئ الذي يقطنون فيه. وقد تزوجت نور من متين الذي يبلغ من العمر 29 عاماً في 29 من أيلول / سبتمبر لعام 2011 في ولاية كاليفورنيـا. وجاء زواج متين من سلمان بعد طلاقه من زوجته الأولى سيتورا يوسفاي البالغة من العمر 26 عاماً من كولورادو Colorado.