الدار البيضاء - جميلة عمر
التقى رئيس كوب 22 ووزير الشؤون الخارجية و التعاون صلاح الدين مزوار, اليوم الثلاثاء في مدينة بون في ألمانيا ، فعاليات المجتمع المدني و الملاحظين و المفاوضين المعنيين في مؤتمر الأطراف حول التغيرات المناخية / كوب22 التي ينظمها المغرب في مراكش في تشرين الثاني/نوفمبر 2016، بحضور أعضاء اللجنة المكلفة بتنظيم هذا الحدث العالمي الهام.
وتأتي هذه اللقاءات المكثفة ضمن إطار مسلسل التواصل و التفاوض مع كل الأطراف في اتفاقية الحد من التغيرات المناخية التي ترعاها الأمم المتحدة من أجل إيجاد الصيغ الملائمة بشان متابعة تنفيذ اتفاق باريس من خلال قرارات ومبادرات ومكنزمات التأقلم التي من شانها خلق التوازن والتوافق بشان نتائج كوب 22 في مراكش وتفعيل التزامات كوب 21 في باريس، فضلا على اطلاع الدول ومنظمات المجتمع المدني على سير عملية التنظيم وتسهيلات مشاركة الوفود من خلال تسهيل الحصول على التأشيرة و النقل وأروقة الموقع ،إضافة إلى عدد من الأمور اللوجستية المرتبطة باحتضان مراكش لكوب22.
و أكد مزوار على أن المغرب ملتزم بتفعيل مسلسل باريس وجعله مفتوحا على المنظمات غير الحكومية وعلى كل المبادرات الناجعة والملموسة التي شانها تحويل التزامات باريس إلى مشاريع عملية لفائدة الدول الفقيرة المهددة أكثر بظاهرة الاحتباس الحراري.
وفي لقائه بهيئات الملاحظين في المجتمع المدني، أكد مزوار على أن المغرب وإيمانا منه بالدور الهام الذي يلعبه المجتمع المدني اليوم في إيجاد إطار ملائم للحد من التغيرات المناخية ، يولي لهذه المكونات أهمية قصوى لإنجاح كوب 22 ،معتبرا أن المغرب سيلتزم بالشق المتعلق بالتمويل و إنجاز المشاريع الملموسة مع إيلاء عناية خاصة لمقاربة النوع ، خاصة النساء و الشباب، الأكثر تضررا في الدول الفقيرة من التغيرات المناخية إضافة إلى محور الهجرة والمناخ، باعتبار الظاهرة الأخيرة لها أسباب أخرى تعود إلى وجود مناطق في العالم أضحت مهددة باستحالة العيش فيها بسبب الاحتباس الحراري
وكانت اللقاءات المكثفة التي أجراها رئيس كوب 22 في بون مع مجموعات المفاوضين الذين يمثلون الدول الأطراف في اتفاقية التغيرات المناخية، فرصة أيضا للاطلاع على مقترحاتهم وانتظاراتهم بخصوص نتائج كوب22 في مراكش وتفعيل اتفاق باريس
وكشف صلاح الدين مزوار المبادرات التي ينوي المغرب تقديمها في كوب 22، مبرزا أن الهدف الأساسي ل كوب 22 سيكون هو تفعيل الالتزامات المتعلقة باتفاق باريس، و أن هناك إشكاليات مطروحة تفرض إيجاد آليات و مكنزمات التفعيل والتمويل المتعلقة بالمشاريع و نقل التكنولوجيا لفائدة الطول الفقيرة، مؤكدا في هذا الصدد أن دول الجنوب تريد التزاما واضحا في تمويل المشاريع ونقل التكنولوجيا فيما الدول الغنية تريد مشاريع ملموسة قبل التمويل، ما يفرض خلق الدينامية المطلوبة لتقريب وجهات للنزر من خلال تقديم مشاريع جاهزة وملموسة في كوب 22 في مراكش، معتبرا العالم ينتظر من كوب 22 إنجاز مبادرات عملية في مواجهة التغيرات المناخية لضمان مستقبل أفضل لأجياله المقبلة.