الدار البيضاء - جميلة عمر
تتحول أحياء الدار البيضاء، مند بداية شهر محرم، إلى ساحات حروب، لا تسمع فيها إلا أصوات الألعاب النارية، والضحايا بالطبع أطفال قاصرين، ونساء، خاصة الحوامل منهن. وأغلب هذه المفرقعات من صنع صيني وإسباني، وتباع أمام أعين السلطات في درب عمر، رغم أن وزارة التجارة الخارجية لم تصرح باستيراد المفرقعات، فخلال الاحتفال برأس السنة الهجرية، مساء الأحد، تحولت أزقة وأحياء العاصمة الاقتصادية إلى "قندها"، إذ لم يُسمع فيها إلا أصوات الفرقعة، والتي كان وراءها أطفال ومراهقون، فاجأوا الجميع باحتفالاتهم برأس السنة الهجرية.
وحذرت الجمعية المغربية لحماية وتوجيه المستهلك، في خطوة استباقية، من الأخطار المحدقة بصحة وسلامة المستهلكين، جراء الإقبال على اقتناء الألعاب النارية والمفرقعات، خلال أيام الاحتفال بـ"عاشوراء"، لكونها تشكل خطرًا على صحة الأطفال، والنساء الحوامل، الذين يشكلون الفئة الأكثر عرضة للضرر، لتثير الانتباه إلى الغزو التجاري الأسيوي للسوق المغربي، حيث يتم إغراقه بالألعاب النارية، التي تُجلب غالبًا من إسبانبا، عبر سبتة ومليلية، أو من الجزائر، عبر التهريب من وجدة، دون حسيب ولا رقيب. وأعربت جمعيات حماية المستهلك عن قلقها الكبير تجاه الانتشار المقلق للمفرقعات، بكل أنواعها، ومنها تلك التي تصدر فرقعات قوية، كالمعروفة باسم "داعش"، والتي وصل ثمن العبوة الواحدة منها إلى أكثر من 50 درهمًا، علاوة على الألعاب مجهولة المصدر، والمعروضة منذ مدة في الأسواق والأحياء الشعبية.
كما لاحظ المنتدى المغربي للمستهلك، وبعد سلسلة من التقارير والشكاوى، والأحداث المسجلة في عدد من الأحياء الشعبية، في مدينة الدار البيضاء، أن الاحتفال بهذه الألعاب بات يشكل خطرًا، صحيًا وأمنيًا واقتصاديًا وأخلاقيًا، على المستهلك، ودعا المنتدى الجهات المعنية، من الجمارك والأمن والسلطات المحلية، إلى منع استخدام الألعاب مجهولة المصدر بالنسبة للأطفال، وخاصة تلك التي قد يشكل استعمالها خطورة عليهم وعلى الغير، ومنع استخدام المفرقعات، وسن عقوبات إدارية وفورية على البائع والمشتري معًا، نظرا للخطورة التي يمثلها استعمال هذه الالعاب النارية.
ودعا المنتدى كذلك جمعيات المجتمع المدني إلى الانخراط في حملات توعوية، حماية للمواطنين من هذه الممارسات الضارة، والانتشار المقلق لمفرقعات "داعش" في الأسواق والأحياء الشعبية المغربية.