الرباط ـ رشيدة لملاحي
أكد وزير الدولة، وزير الداخلية والأمن الإيفواري، حمد باكايوكو، أن الشراكة التي تجمع بين المغرب وكوت ديفوار في مختلف المجالات تعد نموذجًا ناجحًا لما يجب أن يكون عليه التعاون جنوب- جنوب، وقال الوزير الإيفواري، إنه "بفضل علاقات التعاون والشراكة العريقة والمتميزة والعميقة جدًا، يكتب المغرب وكوت ديفوار صفحات مضيئة من التعاون جنوب- جنوب ذي المنافع المتبادلة".
وأعرب عن الأمل في الاستفادة من هذا النموذج من الشراكة المثالية التي تبوأت أعلى الدرجات في هرم الدولتين، كمصدر إلهام بالنسبة للعلاقات التي يتعين على باقي البلدان الأفريقية إقرارها، وقال وزير الدولة الإيفواري إن المغرب وكوت ديفوار ينخرطان بشكل تام في هذه الرؤية التي يتقاسمها الملك محمد السادس والرئيس الحسن واتارا من أجل أفريقيا تشتغل وتتكفل بنفسها لتحقيق تنميتها وازدهارها.
وأردف أن البلدين يضفيان معنى جديد على مفهوم التعاون جنوب- جنوب، كما أعلن عن ذلك الملك محمد السادس في نداء أبيدجان في مارس 2014، عندما حث الملك البلدان الأفريقية على تعزيز روابطها من أجل تثمين ثرواتها، وهو خطاب تجدد خلال عودة المغرب مؤخرًا للاتحاد الأفريقي.
وأبرز وزير الدولة الإيفواري أن الملك ما فتئ يضفي زخمًا خاصًا على التعاون جنوب- جنوب من خلال جولات عديدة بالقارة، شكلت مناسبة لاستعراض كافة أوجه التعاون وجميع الاتفاقيات، وإعطاء دفعة لمختلف الملفات القائمة، وفي معرض حديثه عن العودة المظفرة للمغرب إلى أسرته المؤسسية الأفريقية، وصفها باكايوكو بـ"الانتصار الكبير والحدث السعيد".
وقال: "تأثرنا جميعا بالخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس بهذه المناسبة، لأننا لم نكن أمام خطاب ملكي تقليدي موجه لرؤساء دول وقادة في أفريقيا، ولكن أمام خطاب موجه إلى الأفارقة دون استثناء، خطاب استشعره الجميع من الداخل"، وأضاف أن "المغرب كان لديه على الدوام موقعه في أفريقيا، وعودة المملكة للاتحاد الأفريقي شكلت مصدر سعادة وحدثا طالما تم انتظاره خاصة من لدن كوت ديفوار"، مبرزًا الجهود المبذولة من طرف بلاده، وخاصة الرئيس واتارا، لتحقيق هذه العودة.
وبخصوص الزيارة الملكية لكوت ديفوار، أكد الوزير أنه "يسعدنا كثيرا ويفرحنا جدا أن نرى جلالة الملك يحل، مرة أخرى، ببلده، كوت ديفوار"، وقال: "خلال هذه الزيارة الملكية الميمونة، ستتاح لنا الفرصة مجددا لتقاسم الصداقة الجميلة"، مشيرًا إلى أن الزيارة ستكون مناسبة للالتقاء بين المغاربة والإيفواريين، بين رجال السياسة ورجال الأعمال والفاعلين في المجتمع المدني، والأئمة، حيث سيتم التطرق إلى كافة جوانب التعاون بفضل اتصالات مباشرة ومثمرة، وأكد أن هذه الزيارات الملكية تقرب بين الشعبين الشقيقين والصديقين، وتمكن من إعطاء دفعة جديدة للتعاون المغربي- الإيفواري من خلال إضفاء طابع الاستمرارية عليه، مبرزًا أن هذه الشراكة الثنائية تتسم على النحو الأكمل بالواقعية والفعالية.