الرباط– المغرب اليوم
نفَّذ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، اليوم الأحد، زيارة للمعرض المخصص لإبراز مساهمة المغرب في عمليات السلم والأمن في أفريقيا، والذي ينظم على هامش القمة الـ30 للاتحاد الأفريقي التي تنعقد بمقر الاتحاد في أديس أبابا. وبهذه المناسبة قدم ضباط من القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، شرحا للأمين العام للأمم المتحدة، الذي كان مرفوقا برئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، حول هذا المعرض.
ويبرز المعرض المنظم من طرف مديرية التاريخ العسكري بالقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، والذي سيستمر إلى غاية نهاية قمة الاتحاد الأفريقي، التجربة والخبرة المكتسبة من طرف المغرب، على مدى أكثر من نصف قرن، في مجال السلم والأمن والمساعدات الإنسانية، ولاسيما من خلال نشر التجريدات والمستشفيات الجراحية الميدانية للقوات المسلحة الملكية وتقديم المساعدات الإنسانية المباشرة لصالح شعوب البلدان الأفريقية.
وافتتحت اليوم الأحد في أديس أبابا، أعمال الدورة العادية الثلاثين لقمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي، وذلك بمشاركة المغرب. ويقود الوفد المغربي، الذي يشارك في أعمال القمة التي تنعقد تحت شعار "كسب المعركة ضد الفساد .. نهج مستدام نحو تحول أفريقيا"، رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، الذي يمثل الملك محمد السادس في هذه القمة. ويضم الوفد المغربي على الخصوص وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة الذي شارك في أشغال الدورة العادية الـ32 للمجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي.
وتميزت الجلسة الافتتاحية للقمة بعزف نشيد الاتحاد الأفريقي من طرف كورال مفوضية الاتحاد، وكلمة موسى فاكي محمد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي الذي تطرق لشعار القمة، مرحبا بالرؤساء الجدد المنتخبين في كل من ليبيريا وأنغولا وكينيا. ويتضمن جدول أعمال القمة بحث عدد من القضايا التي تهم بالخصوص قضايا السلم والأمن والتنمية وكذا الإصلاحات المؤسساتية للاتحاد الأفريقي.
وستعمل القمة، على مدى يومين، على تعزيز الالتزام السياسي في أفريقيا خالية من الفساد، مواطنة ومحكومة بشكل ديمقراطي، كما نصت على ذلك أجندة 2063: "أفريقيا التي نريد". وخلال هذه القمة، سيناقش القادة الأفارقة سلسلة من القضايا الهامة، مع التركيز بالخصوص على الملف الشائك المتعلق بإصلاح المؤسسة الأفريقية وتمويل المنظمة.
ويهدف هذا الإصلاح إلى تركيز عمل المنظمة على أربع مجالات محددة، هي السلام والأمن والقضايا السياسية وإحداث منطقة للتبادل الحر القاري وتمثيلية المنظمة في القضايا العالمية. وعلاوة على الإصلاحات، ستهم المناقشات انتخاب، أو بالأحرى، تعيين رئيس الاتحاد الأفريقي لولاية 2018. ويتم الاختيار وفق تناوب حسب المناطق، إذ تعود الرئاسة هذه الدورة لمنطقة شرق أفريقيا. ويتعين أن يسلم الرئيس الغيني ألفا كوندي المشعل لنظيره الرواندي بول كاغامي.
وعلى المستوى الأمني، ستبحث قمة أديس أبابا الوسائل القمينة بمواجهة جيوب عدم الاستقرار، الناجمة عن الإرهاب والجريمة المنظمة وإيجاد أفضل الحلول لظاهرة الهجرة السرية التي تهم العديد من البلدان الأفريقية. وستشغل الهجرة حيزا مهما ضمن مناقشات قادة الدول ورؤساء الحكومات. وكان الملك محمد السادس قد اختير خلال القمة الـ28 رائدا للاتحاد الأفريقي في موضوع الهجرة.
يشار إلى أنه تم انتخاب المغرب، في أديس أبابا، بمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، وذلك خلال الدورة العادية الـ32 للمجلس التنفيذي للاتحاد، التي تنعقد بالعاصمة الإثيوبية تحضيرا لقمة رؤساء الدول والحكومات (28 – 29 يناير/كانون الثاني). وبذلك سيصبح المغرب عضوا بمجلس السلم والأمن الأفريقي لولاية تمتد لعامين (2018-2020) قابلة للتجديد. وقد حصل المغرب، المرشح الوحيد عن منطقة شمال أفريقيا، على 39 صوتا، علما بأن الثلثين الضروريين لهذا الانتخاب هو 36 صوتا.