الدار البيضاء ـ جميلة عمر
سرَّعت الأحداث الإرهابية التي شهدتها بريطانيا من خلال عملية "لندن بريدج"، في تفعيل آلية غير مسبوقة لجأت إليها المديرية العامة للأمن الوطني، من أجل تعزيز التعاون والتخابر الخارجي مع دول معروفة كفرنسا وبلجيكا وألمانيا وبريطانيا، والتي استهدفتها أعمال إرهابية في المدة الأخيرة.
وحسب مصادر عليمة، فإن التنسيق مع الدول المذكورة عبر الآلية الجديدة سيكون بشكل دائم أو يومي بقصد تبادل المعلومات والبيانات وتنقيط المتهمين، كما ستسهر الأجهزة المغربية بتنسيق مع نظيرتها الأوروبية على تحيين المعلومات والبيانات الخاصة بالارهابيين والمتطرفين بأقصى درجات السرعةِ، من أجل مواجهة المخططات الإرهابية، قبل الانتقال إلى مرحلة التنفيذ.
وجاء تفعيل آلية التنسيق الاستخباراتي العاجل، والذي قطع مع مرحلة التنسيق تزامناً مع الأزمات، بعد أن أشار تقرير أمني جديد إلى أن تنظيم "داعش" الذي يضم في صفوفه 38 ألف مقاتل إرهابي، استفاد من خيرات "النخب" العسكرية والعلمية والمدنية، التي التحقت بصفوفه، من العراق وسوريا، وكذا ممن التحقوا به من 76 دولة أجنبية، إذ يسعى التنظيم إلى توسيع مناطق نفوذه وتمددّه الترابي والجغرافي "الأخطبوطي" بتصدير تجربته إلى المغرب، بعد أن وجد لنفسه موطئ قدم في مستنقع ليبيا، جراء انهيار الدولة فيها، مستغلاً غياب التنسيق الأمني والاستخباراتي في ما بين دول شمال أفريقيا، وسعي الجارة الجزائر إلى تصريف وتصدير أزماتها والصراعات الداخلية، السياسية والمجتمعية والقَبَليَّة، التي تتخبط في مستنقعها.