الدار البيضاء - رضى عبد المجيد
أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، أن المغرب شكل باستمرار أرض استقبال "آمنة ومضيافة" لحركات التحرير في أفريقيا، وحلقة تواصل بين الشمال والجنوب وملتقى الديانات والحضارات والثقافات العابرة للحدود، مضيفًا خلال افتتاح مناظرة أفريقية بشأن موضوع "دعم المغرب لحركات التحرر الوطني الأفريقية ببلدان جنوب أفريقيا والموزمبيق وأنغولا وغينيا بيساو والرأس الأخضر وساو طومي وبرينسيب"، أنه كثيرة هي أمثلة التقارب والتعاون بين المملكة وحركات التحرر الوطني في المجتمعات الأفريقية سواء منها الناطقة بالفرنسية أو الإنجليزية أو البرتغالية، معتبرًا أن العوامل اللغوية أو الثقافية أو الاجتماعية أو البيئية لم تكن لتحول دون مد جسور التواصل والتفاعل بين أعضاء المجموعة الأفريقية.
واعتبر الكثيري أن الكفاح المشترك شكل منعطفًا حاسمًا في إنهاء الوجود الاستعماري والتمييز العنصري في أفريقيا وانبثاق قارة أفريقية جديدة حرة ومستقلة وموحدة، داعيًا إلى تثمين هذا الرأسمال الروحي والمعنوي والقيمي الذي يقوي الهوية الأفريقية في عالم معولم يطمس الهويات الوطنية والقارية ولكسب رهانات التنمية الشاملة والمستدامة للشعوب الأفريقية.
من جانبه، أبرز وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، العمل الجبار الذي قامت به المندوبية السامية من أجل الحفاظ على التاريخ المغربي، خاصة الشق المتعلق بدعم حركات التحرير الوطنية في أفريقيا، وأضاف في كلمة تلاها نيابة عنه مدير الشؤون الأفريقية بالوزارة، محمد الصبيحي، أن الملك محمد السادس يواصل الدفاع عن هذه الوحدة، ماض في السياسة التي نهجها محمد الخامس والحسن الثاني، موضحًا أن "هذا الوفاء لأفريقيا تعزز بأدوات متجددة على غرار التعاون جنوب-جنوب والتبادل وتقاسم التجارب".
ووفق الوزير، "تعتبر السياسة الأفريقية للمملكة في المقام الأول التزامًا قويًا وشخصيًا لملك أراد جعل التوجه الأفريقي للمملكة يأخذ بعدًا جديدًا"، مضيفًا أن الأمر يتعلق باختيار ناضج وحكيم وإستراتيجية متقدمة.
ومن جهته، أوضح عميد السلك الدبلوماسي الأفريقي لدى المغرب وسفير جمهورية أفريقيا الوسطى لدى المغرب، إسماعيلا نيماغا، أن هذا اللقاء يشكل مناسبة لاستحضار التاريخ الأفريقي بغية بناء المستقبل، مبرزًا الدعم السياسي والدبلوماسي واللوجيستي للمغرب لضمان تحرر أفريقيا ومساعدة بلدان القارة على التخلص من وطأة الاستعمار، مستعرضًا المبادرات النبيلة التي قام بها الملكان الراحلان محمد الخامس والحسن الثاني، اللذين استقبلا على أرضهما عددًا كبيرًا من الشباب المقاومين من أنغولا وجنوب أفريقيا وموزمبيق وغينيا بيساو والرأس الأخضر وساوطومي وبرانسيبي، من أجل التكوين والتأطير والتدريب العسكري، مشيدًا بجهود محمد السادس لإعطاء دينامية جديدة للعلاقات مع أفريقيا.