الرباط - رشيدة لملاحي
يُدشن رئيس الحكومة المغربية الجديد سعد الدين العثماني المُكلف من طرف العاهل المغربي الملك محمد السادس، بشكيل الحكومة الجديدة، أولى مشاوراته مع الأحزاب السياسية المغربية، الثلاثاء21آذار-مارس الجاري". ويعقد الرئيس الجديد سعد الدين العثماني، صباح الثلاثاء، ندوة إعلامية، في مقر حزب العدالة والتنمية في الرباط، لتقديم تصريح حول برنامج عمله لتقديم الحكومة الجديدة.
وتُظهر استراتجية حزب العدالة والتنمية المغربي، مُتغيرًا جديدًا في خُطة المفاوضات، عقب إعلان الرئيس الجديد عن بدء مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة مع الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان حسب نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، على متغير هام من حيث المقاربة والمنهجية يوسع أفق التداول بشأن تشكيل الاغلبية الحكومية المقبلة.
وسيكون الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري أول زعيم حزب يتم إشراكه في المفاوضات، على خلفية احتلال حزب المرتبة الثانية في الانتخابات التشريعية الأخيرة،ويليه حزب شباط الأمين العام لحزب الاستقلال المستبعد من المشاورات الأولى عقب تصريحه بخصوص موريتانيا.
وسبق للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية وهو أعلى هيئة تقريرية بعد الأمانة العامة، أن مباشرةً بعد انتهاء انعقاد الدورة الاستثنائية لبرلمان الحزب، على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة استجابةً لتوجيهات الملك ووضع برلمان حزب"المصباح"، خارطة طريق أمام رئيس الحكومة الجديد، سعد الدين العثماني، بشأن مشاوارت تشكيل الحكومة الجديدة، بعد إعفاء عبد الإله بنكيران بقرار ملكي، بتحالف يُجسد مواصفات القوة والانسجام والفعالية، مع مراعاة المقتضيات الدستورية والإرادة الشعبية، المعبر عنها في الانتخابات التشريعية الماضية، وثقة ودعم الملك والاختيار الديمقراطي.
وعبّر البيان، الذي ألقاه القيادي في الحزب محمد يتيم، أمام وسائل الإعلام، عن اعتزازه بالمواقف التي عبرت عنها الأمانة العامة للحزب، خلال مختلف مراحل تتبعها للتشاور من أجل تشكيل الحكومة، مؤكدًا تفويض الأمانة العامة للحزب، في اتخاذ كافة القرارات اللازمة لمواكبة رئيس الحكومة المكلف بمشاورات تشكيلها، في إطار المنهجية التي عبر عنها الحزب، والمعطيات التي ستفرزها عملية التفاوض.
وأشاد البيان بمجهودات عبد الاله بنكيران طيلة الفترة التي تولى خلالها رئاسة الحكومة، مشيرًا إلى "المبادرات الإصلاحية الشجاعة وتقديمه للمصلحة الوطنية العليا بكل كفاءة واقتدار ونكران ذات"، منوهًا بـ"بحُسن تدبير بنكيران للتفاوض من أجل تشكيل الحكومة".
يذكر أن بيان المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، شدَّد على اقتناعه في احترام تام للمنطق الدستوري، والتكليف الملكي والاختيار الديمقراطي، واعتبار نتائج الانتخابات التي بوأت الحزب الصدارة، كل ذلك في نطاق من الإحساس العالي بالمسوولية، والمرونة اللازمة، والتنازل من أجل المصلحة الوطنية العليا، من أجل تشكيل حكومة قوية ومنسجمة تكون في مستوى تطلعات الملك وسعيه لاحترام إرادة الناخبين.