الرباط-رشيدة لملاحي
بعث الملك محمد السادس، برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة المرحوم عبدالكريم غلاب، الذي وافته المنية، الأحد، معربًا خلالها لأفراد أسرته ومن خلالهم إلى كافة ذويه ومحبيه، وأسرته الاستقلالية الكبرى، عن أحر التعازي وصادق المواساة في هذا الرزء الفادح، داعيًا الله أن يعوضهم عن فقدانه جميل الصبر وحسن العزاء.
وقال الملك، في البرقية، "لقد فقد المغرب برحيله أحد رجالاته الكبار ومثالًا للوطني الغيور، تشبثًا بمقدساته ووفاء لملكه، ونضالًا عن وحدته وسيادته، وغيرة صادقة على قيمه الوطنية التي لا تقبل المساومة، وذلك على امتداد عهد النضال والتحرير، بقيادة جدنا المقدس، الملك محمد الخامس، أو على امتداد عهد الاستقلال وبناء المغرب الحديث، بقيادة والدنا، الملك الحسن الثاني، فكان رحمه الله قدوة للمواطن المغربي المسؤول، الذي وظف قلمه وأدبه لخدمة القيم الوطنية الثابتة، والمبادئ الكونية السامية، في شجاعة رأي، وصدق في الأقوال والأعمال".
وأضاف الملك أنه "بذلك فقدت فيه أسرة الصحافة المغربية أحد روادها الكبار، وأسرة الأدب المغربي علمًا من أعلامها الخالدين، والأكاديمية المغربية عضوًا من أعضائها البارزين"، كاشفًا عن مشاطرته أفراد أسرة المرحوم مشاعر الحزن في هذا المصاب الجلل، الذي لا راد لقضاء الله فيه، مؤكدًا لهم سابغ عطفه ورضاه وموصول رعايته، متضرعًا إلى الله عز وجل أن "يجزي الفقيد الكبير عما أسداه لوطنه من خدمات مبرورة، وأعمال مشكورة ومواقف مشهودة".
وكان قد توفي الصحافي والكاتب المغربي عبدالكريم غلاب، الأحد، في الجديدة، عن عمر ناهز 98 عامًا، وذلك حسبما علم لدى أقاربه، وكان من أبرز المدافعين عن القضايا الوطنية، منذ فجر الحركة الوطنية، ولدى الراحل الذي أدار جريدة العلم لأعوام طويلة امتدت حتى العام 2000، العديد من الأعمال التي أغنت المكتبة العربية، من بينها مقالات صحافية ومقالات رأي، وروايات، ودراسات حول الإسلام واللسانيات والفكر، كما ساهم في إحداث اتحاد كتاب المغرب الذي ترأسه بين 1968 و1976.
ومن بين أعمال الراحل، الذي كان عضوًا في أكاديمية المملكة، "نبذات فكر" و"في الثقافة والأدب" و"في الفكر السياسي"، إلى جانب العديد من المؤلفات كـ"دفنا الماضي" و"المعلم علي" و"أخرجها من الجنة"، وسيوارى جثمان الفقيد الثرى بعد ظهر الثلاثاء في الرباط.