الدار البيضاء ــ جميلة عمر
يغادر الملك محمد السادس، مدغشقر في الساعات القليلة المقبلة، متوجهًا نحو أبوجا عاصمة نيجيريا، حيث سيواصل جولته الأفريقية، وتعد الزيارة الملكية لجمهورية نيجيريا، الأولى من نوعها للملك محمد السادس خاصة وأن السياسة الخارجية لجمهورية نيجيريا، تدعم أطروحة الانفصال في الصحراء المغربية.
ورغم التوتر النسبي في العلاقات بين البلدين بسبب الموقف النيجري المتذبذب حول الصحراء المغربية، ورفض الملك إجراء اتصال هاتفي في شهر مارس الماضي حسب بلاغ سابق لوزارة الخارجية التي أعلنت " أن السلطات النيجيرية، تقدمت من خلال رئاسة جمهوريتها، بطلب من أجل إجراء اتصال هاتفي بين رئيس هذا البلد، والملك محمد السادس وإيفاد مبعوث إلى المغرب"، لكن الملك محمد السادس رأى أنه لم يكن مناسبا الاستجابة لهذا الطلب، بالنظر لارتباط هذا المسعى باستحقاقات انتخابية هامة بهذا البلد، كما أنه قد يحمل على الاعتقاد بوجود تقارب بين المغرب ونيجيريا إزاء القضايا الوطنية والعربية الإسلامية المقدسة
وبوصول العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى جزيرة مدغشقر، يكون قد حقق انتصارًا كبيرًا سواء من الناحية الاقتصادية والسياسية. كما أن زيارة الملك محمد السادس إلى أفريقيا ستفتح للمغرب سوق اقتصادي جديد في إفريقيا، وستؤثر ايجابيا على ملف الصحراء؛ وبدأت زيارة الملك لإفريقيا، بدأت مند العقد الأول من القرن 21، وبحضور مغربي على مستويات اقتصادية ومالية، بحيث أصبح المغرب فاعل إقليمي قوي، وفاعل قاري أقوى، وملف الصحراء أضحى أداة للحضور المغربي القوي في الدول الإفريقية، فملف الصحراء دفع بالدبلوماسيات المغربية وجميع المؤسسات المغربية إلى تعميق تواجدها في افريقيا، إذ عوض أن تكون قضية الصحراء ضغط على المغرب أصبحت ورقة لإعطاء أبعاد جديدة للحضور المغربي في القارة السمراء.
ورغم غياب المغرب عن الاتحاد الإفريقي لم يؤثر هذا على ملف الصحراء بحيث أنه في إفريقيا كلها 11 دولة فقط التي تعترف بالبوليساريو.