الدار البيضاء - جميلة عمر/ تصوير أمين مرجون
وضعت المديرية العامة للأمن الوطني المغربي، استراتيجية واضحة المعالم مبنية بالأساس على مقاربة القرب والتواصل مع المواطنين، وذلك بهدف المساهمة في فعالية المصالح العملياتية للأمن ومحاربة الجريمة بكل أشكالها. وتمت بلورة هذين المبدأين الأساسيين وغيرهما من مكونات استراتيجية المديرية العامة للأمن الوطني ، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية القاضية بتوطيد أمن المواطنين وسلامة ممتلكاتهم.
ولتجسيد هذين المبدأين على أرض الواقع ، عملت المديرية العامة للأمن الوطني سنة 2016 على إحداث "الوحدات المتنقلة لشرطة النجدة" ، بكل من ولايتي أمن الرباط ومراكش، والمنطقة الإقليمية للأمن بسلا، في انتظار تعميمها في المستقبل القريب. وتهدف هذه الوحدات الأمنية، المجهزة بآليات للتنقل والتدخل الميداني، إلى تكثيف التواجد الشرطي بالشارع العام، وتحقيق الفعالية والسرعة في الاستجابة لنداءات المواطنين الواردة عبر الخط الهاتفي "19"، والتي بلغت خلال تلك السنة 1.092.115 مكالمة، مقارنة مع 775.353 مكالمة خلال سنة 2015
وفي إطار مواكبة الامتداد الحضري لبعض التجمعات السكنية الكبرى، تم إحداث منطقة أمنية جديدة بالمهدية (ولاية أمن القنيطرة)، والارتقاء بدائرة الشرطة بسلا الجديدة إلى مفوضية جهوية، فضلا عن إنشاء خمس دوائر أمنية بالصويرة والحاجب ومراكش والمهدية، وإحداث أربع "قاعات للقيادة والتنسيق" بكل من الرباط ومراكش وسلا وتمارة، وذلك لتأمين تلقي اتصالات المواطنين على مدار الساعة، وتدبير التدخلات الميدانية في الشارع العام.
ولدعم الفرق غير المتمركزة للشرطة القضائية، تم إحداث سبع فرق جهوية للتدخل، مهمتها القيام بالتدخلات النوعية في القضايا الإجرامية الكبرى، وكذا خلق مجموعتين للبحث والتدخل، في كل من فاس وسلا، لتعزيز العمليات الميدانية لمكافحة الجريمة. وقامت المديرية العامة للأمن الوطني كذلك بإحداث أربع فرق جهوية للشرطة القضائية لتولي التحقيق والتحريات في الجرائم الاقتصادية والمالية، وإحداث 19 خلية جهوية للتحليل والإحصاء بمختلف القيادات الأمنية لتحليل الاتجاهات الإجرامية المستجدة كما وكيفا، فضلا عن تأهيل "فرق الأحداث وخلايا استقبال النساء"، بما يسمح بضمان الحماية والفعالية في معالجة قضايا هذه الفئات المجتمعية.
كما تم أيضا تجهيز قاعات وسيارات مخصصة لحفظ وسائل الإثبات وضمان حجيتها أمام السلطات القضائية المختصة، ووضع تطبيق معلوماتي للتشخيص الآني عبر تقنية "التعرف بملامح الوجه" في مطار محمد الخامس الدولي.